الأربعاء 26 أيار (مايو) 2010
المشكلة في السلطة أنها تذهب إلى المفاوضات كأفراد لديهم مصالح وليس كشعب لديه حقوق

ياسر قشلق في الذكرى الـ62 :لم نفعل بطاقاتنا التي نملكها غير الندب على سوء طالعنا

عن الوطن
الأربعاء 26 أيار (مايو) 2010

المشكلة في السلطة أنها تذهب إلى المفاوضات كأفراد لديهم مصالح وليس كشعب لديه حقوق...قشلق لـ«الوطن»: تهميش الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة هو «نكبة جديدة»

قال رئيس «حركة فلسطين حرة» ياسر قشلق بمناسبة مرور الذكرى الثانية والستين على النكبة: «لم نفعل بطاقاتنا التي نملكها غير الندب على سوء طالعنا واتهام الآخر أنه السبب وراء مأساتنا.. لقد ازددنا عدداً خلال هذه السنوات لكننا مع الأسف لم نزدد إرادة لننهض، ولم نزدد وعياً لندرك أننا لم نفعل لفلسطين سوى البكاء والخيانة».

وأضاف في لقاءٍ خاص مع صحيفة «الوطن»: إن «المشكلة في السلطة أنها تذهب إلى المفاوضات كأفراد لديهم مصالح وليس كشعب لديه حقوق»، لافتاً بالقول: «إن كان لا بد من الذهاب إلى المفاوضات فيجب الذهاب إليها بيدٍ تحمل بندقية وليس غصن زيتون».

وتطرق قشلق في حديثه الشامل إلى قافلة المساعدات الجديدة التي ستصل إلى غزة نهاية الشهر الجاري، واعتبر أن قوافل
المساعدات «ليست لكسر الحصار، إنما لإيقاظ ما تبقى من الضمير العربي».

وجاء في نص الحوار:
*اثنان وستون عاماً مرت على النكبة، كيف ينظر اللاجئ ياسر قشلق إلى هذه الذكرى؟

- أصبحت ذكرى مخيفة بالنسبة لي، اثنان وستون عاماً ليست مزحة في عمر التاريخ. ربما نحن اعتدنا على الأمر لدرجة أنه أصبح تقليداً وروتيناً، لكن ما الذي سيكتبه التاريخ عنا؟ ماذا سيقول التاريخ في حق هذه الأمة التائهة؟ اثنان وستون عاماً مرت ونحن نحيي يوم النكبة، وقدسنا وأقصانا وكنائسنا محتلة. بل هناك من يريد أن يجعل شهر أيار كله للنكبة! هل هذا أقصى ما تستطيعه هذه الأمة؟ أن تحزن فقط! أن تجتر مأساتها كل عام؟!
ما يدعو للحيرة والحسرة في آن أنه وبعد مضي كل هذه السنين استيقظنا فوجدنا أنفسنا أمام كابوسٍ مرعب، «ثورتنا» مزورة، و«نضالنا» مطية للوصول إلى سلطة. رحم اللـه درويش حين قال: «كم كنا ملائكة وحمقى.. صدقنا الخيول واعتقدنا أن جناح نسر سوف يرفعنا إلى الأعلى.. ».

نحن نمتلك من الطاقات والثروات المادية والفكرية ما يمكّننا من تحرير أميركا وإعادتها لأصحابها الأصليين! فما الذي نفعله بكل هذه الطاقات؟ لا شيء أبداً غير الندب على سوء طالعنا واتهام الآخر أنه السبب وراء مأساتنا. لنعترف نحن أمة «عاجزة» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فكفانا خداعاً لأنفسنا. دعونا لا نصدق ولو للحظة الكلام الذي يشاع عن أننا أمة ضعيفة وسنعود لنقوى. دعونا نعترف بحقيقة ما نحن عليه فربما حينها ننهض. نحن لسنا أمة ضعيفة فالضعف صفة عارضة في حين افتقادنا للإرادة منذ أكثر من مئة عام أصبح أصيلاً ولا يوصف بغير العجز.
نحن عاجزون حتى عن إدخال المياه لمعتقل غزة؟ انظر لكمّ الجهود الضخمة التي نصرفها في التحضير للاحتفال بذكرى النكبة ولباقي ذكرياتنا الأليمة الأخرى. وانظر في المقابل لحال الفلسطيني في الشتات. انظر لحال المخيمات في لبنان تعتقد أن نكبتها كانت بالأمس. نحن فقط ازددنا عدداً خلال هذه السنوات لكننا مع الأسف لم نزدد إرادة لننهض، ولم نزدد وعياً لندرك أننا لم نفعل لفلسطين سوى البكاء والخيانة.

* شعرت وأنا أسألك أن لكلمة «لاجئ» وقعاً مختلفاً عليك؟ هل لديك مشكلة بهذا التوصيف؟
- إلى حد ما. ممكن لكوني ما زلت حائراً بمعرفة أي نوعٍ من اللاجئين نحن؟ هل نحن لاجئوا سياسة؟ أم لاجئوا فكر؟ أم لاجئوا ثقافة؟

* وهل وصلت إلى حل؟

- (ضاحكاً)، ربما نكون لاجئي حب! ربما لأننا نحب أرضنا طُردنا منها!

* انطلقت قبل فترة قريبة المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بإجماع عربي (واعتراض سوري)، ما رأيكم بهذا الفصل الجديد من المفاوضات؟ وإلى أين يمكن أن تتجه خصوصاً مع القرارات الإسرائيلية الأخيرة المتعلقة بزيادة النشاط الاستيطاني في القدس؟

- جميع الأطراف، المعنية وغير المعنية، باتت على قناعة اليوم أن لا طائل أبداً من إجراء هذه المفاوضات.
وبالمناسبة المشكلة ليست في المفاوضات كنهج سياسي، يعني نحن على كثرة ما هاجمنا المفاوضات أصبحت الكلمة بحد ذاتها تثير الاستياء والسخط، المشكلة ليست بالمفاوضات أبداً، وعلى سبيل المثال النبي محمد صلى اللـه عليه وسلم تفاوض مع أعدائه، ولم يهاجمه أحد. لينين أيضاً، وماوتسي تونغ وتشرشل والراحلان الرئيس عبد الناصر والرئيس حافظ الأسد، جميعهم مارسوا التفاوض مع أعدائهم لما وجدوا فيه خيراً لبلادهم وتوافقاً مع أفكارهم ولم يهاجمهم أحد. المشكلة التي يدركها الجميع اليوم هي بمن يفاوض أي في السلطة الفلسطينية التي تذهب إلى المفاوضات كأفراد لديهم مصالح وليس كشعب لديه حقوق. هل فكّر هؤلاء «القادة» مرةً أن يسألوا الشعب الفلسطيني عن قناعاته؟ هم يريدون من الشعب كثيراً من الدماء وكثيراً من الأسرى وقليلاً من الكرامة.. وأعتقد أنه في هذه النقطة مأساة حقيقية، فتهميش الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة هو «نكبة جديدة» بظل قادة يرون أنه «لا بديل من السلام إلا السلام»، ويحاولون تطبيق مفاهيمهم المتوافقة مع مصالحهم الضيقة مثل «المقاومة السلبية» وما شاكل ذلك من مفاهيم دخيلة لا تتوافق مع ظروف القضية الفلسطينية.. هذه هي النكبة الحقيقية..

* ما البديل من المفاوضات؟

- لا أعتقد أن المسألة يمكن تلخيصها بهذا الشكل، أي أن تكون رؤيتنا مقتصرة على إيجاد بديل للمفاوضات عبر المقاومة أو العكس، عندما ننظر للمسألة بهذه الطريقة فنحن نورط أنفسنا أخلاقياً بين فريقين، فريق يتبنى التفاوض وفريق يتبنى المقاومة، وهذا بالمحصلة هدف (أميركي – صهيوني) يسعى لتكريس الفرقة بين الفلسطينيين بالفكر كما كرسها على الأرض، يجب علينا أن نحذر من ذلك فكلنا بالنهاية فلسطينيون، وحتى إن ضل فريق منا عن الطريق الصحيح نزولاً عند مصالحه الضيقة فلا يعني ذلك أن نصبح شعبين، يجب أن نتدارك الخطأ بمحاسبة المخطئ نفسه الذي بات من الضروري اليوم أن يتنحى عن ساحة القرار الفلسطيني.

أعود إلى سؤالك، إن كان لا بد من ذهابك إلى طاولة المفاوضات فمن البديهي أن تحمل معك أوراق ضغط لتفاوض عبرها، وهذه من ألف باء السياسة كما يعلم الجميع، المثال الكلاسيكي على ذلك «إيران» وطريقتها بإدارة المفاوضات مع المجتمع الدولي بأسره، انظر كيف أنها في كل مرة توصل العالم لحدود الاشتعال ثم تجلس على طاولة المفاوضات لتقطف ثمار الأوراق التي تمتلكها!! أما السلطة الفلسطينية فعندما تذهب لتفاوض عدواً لا يعرف إلا لغة الإرهاب والقتل والاستيطان والسرقة فإنها تحمل معها حقيبة نوايا حسنة! وكتاب «الحياة تفاوض»! وشعار «لا بديل من المفاوضات إلا المفاوضات»! هل هذه مفاوضات يمكن أن تثمر عن وطن؟! يمكن أن تثمر عن مخيم جديد! لكن عن وطن؟! بالتأكيد لا، فالوطن ينتزع ولا يعطى، وإن كان لا بد من الذهاب إلى المفاوضات فيجب الذهاب إليها بيدٍ تحمل بندقية وليس غصن زيتون. لقد أصبح غصن الزيتون من الماضي، كما قال الرئيس بشار الأسد: «غصن الزيتون ينفع للدبكة ولكن ليس للتعامل مع الواقع ولصنع موازين القوى».
في لحظة من اللحظات لا يعود نافعاً إن كنت مؤمناً بعدالة قضيتك أم لا. ما ينفع هو قدرتك بأن تجبر الآخرين على الإيمان بقضيتك، ولا يكون ذلك إلا بقدر ما تمتلك من قوة على أرض الواقع. لنتعلم مرةً من أعدائنا، قادة الكيان الصهيوني هم أكثر من يعلم زيف “قضيتهم”، ومع ذلك تراهم يستميتون في الدفاع عنها، وترى العالم بأسره يخشى من الحديث عن أكاذيبهم. العالم لا يصغي إلا للأقوى، وكل ما تبقى عدا ذلك مجرد كلام.

* كيف تنظر إلى أزمة «صواريخ سكود» التي أثارتها إسرائيل مؤخراً؟ وهل المنطقة في ظل هذا التصعيد تتجه نحو حرب إقليمية؟

- إن كان السؤال عن الحرب بالذات فلا أعتقد أنها ستكون في المرحلة القريبة المقبلة، وهذا لا يعني مثلاً أن “إسرائيل” لا تسعى باتجاه الحرب، قطعاً لا، لكنها إلى الآن لم تعثر على ما يبرر عدوانها أمام المجتمع الدولي، فكذبة «صواريخ سكود» التي أثارتها لم يصدقها أحد وكانت سخيفة جداً، وهنا أحيي الدبلوماسية السورية التي أجادت التعامل مع هذه الأزمة بحنكة وذكاء. وفي الجهة المقابلة إيران وقعت اتفاقية تبادل اليورانيوم على الأراضي التركية أي إنها هي الأخرى سحبت أي ذريعة لشن عدوان على أراضيها..

*وهل إسرائيل احتاجت يوماً إلى مبررات لشن عدوان في المنطقة؟

- معك حق إسرائيل لم تحتج يوماً إلى ما يبرر اعتداءاتها، لكن نحن نتحدث هنا عن تهديدات إسرائيلية بشن حرب إقليمية قد يسقط فيها آلاف من القتلى وتدمر فيها مدن كبيرة، وإسرائيل لم تعد قادرة، بعد ما حدث في تموز 2006 وفي 2008/2009، على تحمل تبعات أفعال همجية مثل هذه الأفعال.

كما ذكرت هناك عدة أسباب تقلل من احتمالية وقوع حرب قريبة في المنطقة، لكن ذلك في جميع الأحوال لا ينفي أن تقوم إسرائيل بشن عدوان ولو محدوداً، فالحكومة الإسرائيلية كما بات واضحاً تعيش أزمة حقيقية، وهي بحاجة إلى عدوان حتى تستمر، وإلا فإن الفترة المقبلة ستشهد حتماً سقوط نتنياهو. كما أتوقع أن يخرج أوباما أيضاً من البيت الأبيض لكونه دخل فعلياً في مرحلة اللافعل. بمطلق الأحوال علينا أن نرتب أوراقنا وأنفسنا للاستعداد لأي شيء كما يفعل اليوم معسكر المقاومة.. وأعود لأستشهد بكلام الرئيس الأسد الأخير لصحيفة «السفير» اللبنانية: «علينا التصرف على أساس أن نكون جاهزين للحرب والسلم في أي لحظة».

* هل يعني هذا أن المنطقة ستبقى على سكونها، أقصد إلى متى ستستمر حالة الـ(لا سلم ولا حرب) التي تعيشها المنطقة؟

- المنطقة ليست ساكنة، وسواء أشهدت المنطقة حرباً أم لا، فإنها مقبلة على تغيير حتمي. لاحظ الحراك السياسي الذي تقوده سورية لتحقيق مشروعها في «ربط البحار الأربعة» الذي سيوّلد أحد أهم التكتلات «السياسية – الاقتصادية» في العالم. أرى أن المنطقة في حراك، وأظن أننا سنشهد في القريب ولادة خارطة إستراتيجية جديدة تمتد من إيران وحتى طاجكستان حيث لن يعود هناك أهمية لما يسمونه منطقة «الشرق الأوسط».

* لكن ألن يكون عائقاً أمام تحقيق هذا المشروع خشية الدول التي تتحدث عنها من اختفاء دورها الإقليمي الذي تلعبه في المنطقة؟

- على العكس تماماً، العالم اليوم يتجه نحو التكتلات، ومستقبلاً لن يعود هناك قيمة كبيرة للأدوار التي تلعبها الدول مهما بلغت قوتها، انظر مثلاً أوروبا، هل تسمع أحداً يعول على دور فرنسي فيها أو دور ألماني؟ هناك «الاتحاد الأوروبي»، تكتل «اقتصادي – سياسي» ضخم، له سياسة مستقلة عن سياسة الدول المكونة له نفسها، وبالتالي دائماً حين يتدخل يكون الدور الذي يؤديه دوراً فعالاً، والمثال على ذلك حين تدخل بالأزمة المالية التي كادت تعصف بالاقتصاد اليوناني.

إذاً العالم بات مؤمناً بالتكتلات، وفي اعتقادي أن الرؤية السورية انطلقت من هذا الأساس.

هناك نقطة أود الإشارة إليها في هذا الخصوص، في هذه المرحلة هناك من العرب من يخرج ويعيب مثلاً على تركيا تدخلها ودورها الذي تلعبه في المنطقة، (المفارقة أنه دور إيجابي لكن كثيراً من العرب اعتاد النقد لمجرد النقد)، أقول: إن تركيا حينما تتدخل في المنطقة فإن دورها يكون عبر مظلة سياسية كبيرة، وكثيرٌ منّا لا ينتبه إلى ذلك، فالتكتل الذي تسعى إليه الدول من إيران إلى طاجكستان لم تتضح ملامحه بعد، وأكاد أجزم أن المستقبل سيشهد ذوباناً للدور الانفرادي لهذه الدول لكن هذه المرة لمصلحة ولادة تكتل ضخم لن يقل شأناً عن «الاتحاد الأوروبي».

* أريد أن أنتقل معك إلى محور مختلف قليلاً. ما الخلاف الذين بين ياسر قشلق وبين بعض المفكرين والمثقفين العرب حتى يمارس عليهم هذا الهجوم المستمر؟!

- أولاً هناك اختلاف بيني وبين بعض المفكرين وليس خلافاً، وشتان بين الأمرين طبعاً، واختلافي مع بعض المفكرين والمثقفين هو في نطاق وجهات النظر وليس شخصياً بطبيعة الحال، وكثيرٌ ممن أختلف معهم هم أصدقاء لي نجلس معاً ونتناول طعامنا.. إلخ.

شخصياً أنظر إلى الدور الذي يلعبه مثقفونا من زاويتين، إيجابية وسلبية في آن، المثقف، أي مثقف في العالم، يمتلك رؤية مختلفة تماماً عن العوام، قد تكون صائبة وقد لا تكون، لكنها وفي جميع الاعتبارات تؤثر في وجهة نظر العوام، فعندما يتحدث مثقف أو مفكر فإن الناس يصدقونه أكثر من السياسي، وهذه حقيقة، ومن هنا يبرز الدور التنويري الذي يجب أن يحرص عليه المثقف، وهو دور خطر للغاية وسلاح ذو حدين. فحين يخرج مفكر عربي ذو سمعة طيبة في الشارع العربي ولكلامه تأثير كبير في وجدان الناس ويتحدث عن إسرائيل بوصفها حقيقة لا أعتقد أن دوره سيكون تنويرياً بقدر ما يكون تطبيعياً، مثلاً ماذا سيقول لسان حال الإنسان البسيط بعد أن يستمع لمفكرٍ يثق به وهو يؤكد أن «إسرائيل حقيقة واقعية أو أنها قوة لا تقهر»؟! أعتقد أن هذا اسمه، واعذرني بالكلمة، «انحطاط فكري صرف»!
ولذلك أنا أدعو كل مثقفٍ ومفكرٍ من أي مشربٍ فكريٍّ كان أن يترك هذا الشعب لشأنه فهو لا يحتاج لمفكر ولا مثقف ليقول له إن أرضه محتلة. هذه حقيقة قرأناها ودرسناها ولا نريد أحداً أن يكررها على مسامعنا، ولو أن هناك رؤية حقّة لدى البعض فنريد أن نعرف كيف نحرر أرضنا..

* أنا هنا أريد أن أسأل ياسر، هل سنحرر أرضنا؟

- نعم سنحرر أرضنا، هكذا علّمني جدي وجدتي اللذان يمثلان بالنسبة لي أكبر مفكرين في العالم، لأنهم شهدوا على التاريخ ولم يقرؤوه، شهدوا على 48 وعلى 67 وشهدوا التحول في الـ73، كلام هؤلاء فقط من أستطيع أن أصدق في هذا العالم، وكلامهم لم يخطئ رغم بساطتهم، فقد جاء اليوم الذي رأينا فيه كيف انكسرت إسرائيل عام 2000 وانسحبت من جنوب لبنان، وكيف انتصرت المقاومة في تموز عام 2006، وكيف أذلت إسرائيل في غزة عام 2009.. هذه حقيقة سنقطف ثمارها يوماً بتحرير كامل أرضنا.

* بوصفك رئيساً لـ«حركة فلسطين حرة» لو تحدثنا قليلاً عن قافلة المساعدات الجديدة التي أعلن أنها ستصل إلى غزة في نهاية الشهر الجاري.

- أود أن أشير في البداية الى أن هذه القوافل ليست لكسر الحصار، إنما لإيقاظ ما تبقى من الضمير العربي. ولإنقاذ ما تبقى من كرامة العرب. هذه القوافل لكسر زيف التاريخ.. وهي حملة رمزية لتعبر عن الزمن العربي الرديء لا أقل ولا أكثر من ذلك.. فاليوم المرأة التي تصرخ في فلسطين «وا معتصماه» يجيبها مع الأسف «معتصم إيرلندي» و«معتصم فرنسي» وليس معتصماً عربياً! هؤلاء الذين أسميهم «الفلسطينيون الجدد».

بالنسبة للحملة الجديدة ستكون الأكبر والأضخم منذ انطلاقة فكرة كسر الحصار وستحمل اسم «أسطول الحرية»، وهي من عدة بلدان أوروبية، وبمشاركة عربية نعتز بها وإن كانت لا تزال خجولة حيث رفد الشعب الجزائري مؤخراً الأسطول بسفينة تاسعة، ومؤخراً أيضاً وردتني معلومات تفيد أن هناك دولاً عربية تفكر جدياً في تقديم مزيد من السفن للأسطول. وطبعاً لا يمكن أن أنسى في هذا المقام الدعم الذي طالما قدمته وتقدمه الحكومة السورية لقوافل كسر الحصار بشكل خاص وللشعب الفلسطيني بشكل عام، وهنا اسمح لي أن أتقدم عبر صحيفتكم «الوطن» بخالص شكري وامتناني لسورية رئاسةً وحكومةً وشعباً على ما يحتملونه دائماً لأجل مد يد العون للشعب الفلسطيني.
أعود للقافلة، من المقرر أن يصل الأسطول إلى غزة صباح الـ27 من الشهر الجاري، حيث ستتحرك في الـ21 من الشهر نفسه ثلاث سفن من أسطنبول إلى إنطاليا، وفي الـ24 ستتحرك السفن الثماني، ثلاث من إنطاليا وخمس من اليونان لتلتقي بسفينة (راشيل كوري) التي تحركت من ايرلندا في نقطة محددة قبالة سواحل ميناء لارنكا القبرصي.

* كيف ستتصدون للتهديدات الإسرائيلية بمنع دخول المساعدات إلى غزة؟

- إسرائيل لن تستطيع أن تمنع دخول المساعدات، ولن تستطيع تنفيذ أي من تهديداتها، فالحملة تضم مشاركين وشخصيات من نحو 40 دولة، الأمر الذي يُشعر إسرائيل أنها في ورطة حقيقية، لذلك تراها تطلق هذا العويل الفارغ.

* ما المساعدات التي قدمتها للحملة؟

- بالنسبة لي أهم ما ساهمت به هو مجموعة من الألعاب والآلات الموسيقية، أريدها أن تكون هدية لأطفالنا في غزة الذين نسوا أنهم أطفال..

هوامش:

«العالم اليوم يتجه نحو التكتلات، ومستقبلاً لن يعود هناك قيمة كبيرة للأدوار التي تلعبها الدول مهما بلغت قوتها»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2178626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 50


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40