الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) 2011

حركة «فتح».. هل كانت ثورة أم مؤامرة كبرى؟ (2/5)

الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) 2011 par حسن خليل

كانوا خمسة، أولئك الذين أسسوا حركة تحرير فلسطين التي أضيف إليها صفة «الوطني» بعد أن تأثر مؤسسوها بتعبيرات اليسار الفلسطيني الذي كان منتعشاً في الحقبة الناصرية أواسط الخمسينيات ومعظم الستينيات. وهذه بديهية باتت معروفة لكل الشعب الفلسطيني.

وهؤلاء الخمسة هم : الأخوة خليل إبراهيم الوزير «أبو جهاد»، والحاج يوسف عميرة، والمهندس ياسر عرفات القدوة، والدكتور عادل عبد الكريم، والدكتور عبد الله الدنان.

ولكي نتعرف على طبيعة هذه الحركة لا بد لنا من التعرف بإيجاز على شخصية كل من هؤلاء المؤسسين..

1- فالأخ خليل الوزير : من مواليد مدينة الرملة المغتصبة وهو من مواليد 10/10/1936، وقد أنهى الثانوية العامة من مدرسة فلسطين الثانوية بمدينة غزة، وانضم إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، والتحق بكلية التجارة بجامعة القاهرة، وتركها وهو في السنة الثالثة، وعمل مدة عام مدرساً في السعودية ثم في الكويت حيث التقى بالتاجر يوسف عميرة وزميله في رابطة الطلاب الفلسطينيين بالقاهرة المهندس ياسر عرفات، فكانوا ثلاثتهم النواة الصغرى لحركة «فتح»، ولقد قام خليل الوزير بعدة عمليات عسكرية داخل الأرض المحتلة شرقي مدينة غزة بمشاركة مع بعض زملائه في ثانوية مدرسة فلسطين من بينهم كمال عدوان وحمد العايدي ودخل السجن بسببها عدة أيام.

2- المهندس ياسر عرفات : واسمه الحقيقي هو محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة، وعائلته تنتمي إلى مدينة خان يونس بقطاع غزة، وكان والده يعمل في تجارة التحف التي يقبل على شرائها السياح والحجاج المسلمون والمسيحيون في مدينة القدس حيث كان يمتلك محلاً صغيراً، وقد تزوج من السيدة زهوة أبو السعود، وأخوالها ينتسبون إلى عائلة الحسيني، وقد ولد ياسر في القدس عام 1929 وارتحل إلى القاهرة مع والده بعد وفاة أمه، وقد تزوج أبوه من سيدة مصرية. وتلقى علومه في مصر، والتحق بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، وتخرج منها مهندسا عام 1956، وكان قريباً من جماعة «الإخوان المسلمين»، وقد التحق بكلية ضباط الاحتياط، واشتهر بتعاونه مع المناضلين الفلسطينيين ومساعدتهم في شراء الأسلحة من صعيد مصر. وقد تخرج ملازماً، وشارك في مقاومة العدوان الثلاثي على بورسعيد.. واختاره الطلاب رئيساً لرابطتهم على مدى خمس سنوات ثم سافر إلى الكويت عام 1958، وعمل مقاولاً، وهناك تعرف على الحاج يوسف عميرة والمدرس خليل الوزير.

3- أما بالنسبة للحاج يوسف عميرة : فهو من مواليد مدينة يافا عام 1922، وشارك في ثورات فلسطين، وقام بتأسيس جماعة «الإخوان المسلمين» في فلسطين كما أسسها فيما بعد في الأردن. وعمل في التجارة، وسافر إلى الكويت، وواصل أعماله التجارية، وقد تعرف عليه خليل الوزير ثم ياسر عرفات، وفكر ثلاثتهم في ضرورة إنشاء تنظيم فلسطيني يأخذ على عاتقه الإمساك بزمام القضية الفلسطينية والعمل من أجل البدء بالكفاح المسلح بهدف تحرير فلسطين.. كان ذلك في عام 1959.

4- أما العضو الرابع فهو عادل عبد الكريم : من مواليد قرية بلعا قضاء جنين عام 1933، وعاش مع أسرته، وتعلم في طولكرم، ولجأ بعد نكبة 1948 إلى دمشق حيث أكمل دراسته الثانوية، والتحق بكلية العلوم متخصصاً في مادة الرياضيات، ولم يكن له أي انتماء حزبي، وتعاقد مع الكويت مدرساً عام 1958، وكان معروفاً بحسه الوطني، وقد تعرف على السيد خليل الوزير ومعه صديقه عبد الله الدنان مدرس اللغة الإنجليزية في دمشق ثم في الكويت وهو من مدينة صفد، وله نشاطات وطنية فلسطينية سواء في سوريا أو في الكويت، وكلاهما حصل على درجة الدكتوراه في تخصصه، ومن ثم تعرفا على المهندس ياسر عرفات، وسرعان ما شكلوا خمستهم تنظيم حركة تحرير فلسطين لينطلق هؤلاء الشبان إلى آفاق رحبة حيث أقنعوا أصدقاءهم بالالتحاق بركب هذه الحركة الوليدة التي عرفت على نفسها من خلال نشرة «فلسطيننا.. نداء الحياة» التي صدر العدد الأول منها في شهر أكتوبر 1959.

وقيل إن عبد الله الدنان هو الذي صاغ أفكار بناء الهيكل الثوري للحركة، وسرعان ما تنامى هذا التنظيم ليضم إليه تنظيماً آخر ولد في قطر، وأهم مؤسسيه المهندسان عبد الفتاح حمود وكمال عدوان وسكرتير وزير المعارف محمد يوسف النجار ومدير شؤون الموظفين في الوزارة نفسها السيد محمود رضا عبَّاس، ولم يمض عام على نشوء هذا التنظيم حتى انضم إليه كل من القادة العمالقة صلاح خلف (أبو إياد) وفاروق القدومي (أبو اللطف) وسليم الزعنون وخالد الحسن وعلي الحسن وفريق من خيرة شباب فلسطين، ومعظمهم كانوا ينتمون إلى «جماعة الإخوان» ما عدا السيد فاروق القدومي وكان بعثياً ومحمود عبَّاس وياسر عرفات وقد كانا قريبين من «الإخوان».

ولسنا هنا بصدد إحصاء قيادات حركة «فتح»، وإنما لنوضح هوية أولئك القادة الرواد الذين حملوا على أكتافهم مبادئ حركة «فتح» وأهدافها ونشروها بأمانة وإخلاص في كل آفاق العالم مدة قاربت العشرين عاماً قبل أن تتعرض للردة والنكوص.. إما لأن روح اليأس قد عرفت طريقها إلى بعض النفوس الضعيفة، وإما لأن التخاذل قد تسرب من خلال رياح الخيانة إلى بعض هذه البعض من المرتعشين!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 133 / 2178246

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178246 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40