السبت 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

الشيخ رائد يهزم اللوبي «الإسرائيلي»

السبت 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

اثبت القضاء البريطاني استقلاليته بجدارة عندما اصدر حكماً أمس يسمح للشيخ رائد صلاح، ابرز زعماء الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، بالحصول على تعويضات مالية بسبب اعتقاله غير القانوني من قبل الشرطة البريطانية لعدة أيام ومحاولتهم ترحيله بأمر من وزيرة الداخلية البريطانية.

هذا الحكم هو انتصار للشيخ رائد صلاح وللعدالة عموماً، مثلما هو هزيمة للوبي «الإسرائيلي» الذي يقف خلف عمليات تحريض الحكومة البريطانية ضده، وضد كل العرب والمسلمين الذين يزورون بريطانيا أو ينشطون على أرضها في مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي» وتهويده للمقدسات العربية والإسلامية في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية عموماً.

حاولوا إرهاب الشيخ رائد صلاح ومنعه من الدخول الى بريطانيا، تماماً مثلما فعلوا مع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين، ونجحوا للأسف، ولكن الشيخ صلاح الذي قضى معظم فترات حياته خارجاً من سجون الاحتلال لكي يعود إليها، لم يرضخ لهذا الإرهاب، ولم يستسلم له، وأصر على البقاء في بريطانيا تحت المراقبة الأمنية لعدة أشهر من اجل هزيمة اللوبي «الإسرائيلي» في عقر داره، وفضح نفوذه، وانحياز الحكومة البريطانية إليه ومؤامراته ضد العرب والمسلمين.

كثيرون نصحوا الشيخ صلاح بالعودة الى بلاده والتوقف عن ملاحقاته القانونية للحكومة البريطانية، لنيل حقوقه المشروعة كإنسان تعرض للظلم والبهتان، ولكنه رفض هذه النصائح جميعاً، وأصر على موقفه لأنه صاحب حق، مثلما هو صاحب قضية، وتحلى بكل أنواع الصبر وكظم الغيظ، وتحمل كل آلام الفراق عن أسرته من اجل ان يسجل هذه السابقة القانونية التاريخية.

اللوبي «الإسرائيلي» احتكر السيطرة على الرأي العام الغربي من خلال الأكاذيب وأساليب التضليل الإعلامي الدعائي، وأقام أسواراً عالية وسميكة لمنع وصول الحقائق الى الأوروبيين والأمريكان، ولهذا رصدت الحكومة «الإسرائيلية» مئات الملايين من الدولارات سنوياً لدعم هذه الأساليب والتوجهات، وجندت جيشاً من الجنود والخبراء في عالم الالكترونيات في هذا الميدان.

الحملة على الشيخ رائد صلاح هي جزء من حملة «إسرائيلية» مكثفة تستهدف الشرفاء وقادة الرأي العرب والمسلمين الذين ينتصرون للقضايا العربية والإسلامية الرائدة، ويريدون تكسير أو اختراق أسوار التضليل «الإسرائيلية».

الشيخ رائد صلاح لم يرتكب ذنباً، ولم يقترف جريمة تستحق المنع من دخول بريطانيا التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن ضياع فلسطين وتشريد أهلها وإحلال المهاجرين اليهود القادمين من مختلف أصقاع الأرض محلهم. فالرجل لم يصل الى مطار هيثرو اللندني بعمامة محشوة بالمتفجرات، أو مزنراً بحزام ناسف، وإنما وصل إليها مسلحاً بالمنطق والمعلومة والحجة للدفاع عن قضية شعبه.

جريمة الشيخ رائد صلاح في نظر اللوبي «الإسرائيلي» والحكومة البريطانية المتواطئة معه، انه جاء ليحاضر في الجامعات البريطانية ليشرح لطلابها حجم الظلم والاضطهاد الواقعين على شعبه، والحصار النازي المفروض على قطاع غزة، فهذا خط أحمر ممنوع تجاوزه، وكذلك الوصول الى عقول الأجيال الجديدة الشابة، وبما يؤدي الى استمرار دوران عجلة الأكاذيب «الإسرائيلية».

شكراً للشيخ رائد صلاح على صموده وعناده في الحق في الوقت نفسه، وتحمله الكثير من المعاناة للوصول الى هذا الهدف، وإلحاق هزيمة كبرى، وعلى درجة كبيرة من الأهمية باللوبي «الإسرائيلي»، وهي هزيمة لم تحقق ربعها أكثر من عشرين سفارة عربية مزدحمة بالدبلوماسيين والخبراء، وترصد لها عشرات الملايين من الدولارات سنوياً.

- [**رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178817

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178817 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40