السبت 29 أيار (مايو) 2010

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة - تعقد مؤتمرها الثامن

السبت 29 أيار (مايو) 2010 par زياد أبو شاويش

بداية لابد من الإشارة إلى أن المؤتمر عقد باسم الشهيد القائد والمثقف الكبير فضل شرورو (ابوفراس).

بحضور سياسي لافت افتتحت الجبهة الشعبية- القيادة العامة – أعمال مؤتمرها العام الثامن بالمركز الثقافي بمخيم اليرموك تحت شعار “المقاومة والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية طريقنا للعودة وتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني”، وذلك في السادس والعشرين من مايو(آيار) الجاري ومن المتوقع أن تنتهي أعماله يوم الأحد الموافق 30 / 5 بانتخاب اللجنة المركزية وباقي الهيئات القيادية وصدور بيان عن أعماله.

المتتبع لحركة الجبهة منذ نشأتها إثر خروجها من الجبهة الشعبية عام 1968 واستعادة استقلاليتها التي كانت تحت اسم جبهة التحرير الفلسطينية من بداية الستينات وحتى انضمامها لمكونات الجبهة الشعبية الأخرى يلاحظ مرورها بعدة محطات بارزة ومربكة، فالدمج مع فرع القوميين العرب وأبطال العودة وشباب الثأر في الحادي عشر من ديسمبر(كانون أول) 1967 فيما عرف حتى اليوم باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى خروجها في آب(أغسطس) عام 1968، إلى انشقاقها الشهير عام 1977

ونشوء جبهة التحرير الفلسطينية، إلى جملة المحطات التي تتشارك فيها مع باقي الفصائل كأحداث أيلول الأسود وتصفية المقاومة في الأردن على يد النظام الأردني عام 1970 وكذلك اجتياح لبنان عام 1982 وغيرها من الحروب والمؤامرات التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير التي كانت ولا زالت – القيادة العامة – تمثل أحد فصائلها الرئيسية رغم عدم مشاركتها في اللجنة التنفيذية ورفعها شعار إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.

إن ما تعرضت له الجبهة الشعبية – القيادة العامة – كان يمكن أن ينهي وجودها العسكري القوي والمتميز في لبنان لولا مجموعة من العوامل في مقدمتها التحسب والتركيز الذي عملت به من أجل بقاء قوة ردع لديها لحماية مخيمات الشعب الفلسطيني في لبنان، ويعرف الجميع أنه لولا الوجود القوي لها على مشارف بيروت وتحديداً في منطقة الدامور والناعمة لقامت بعض القوى الانعزالية في لبنان باستهداف هذه المخيمات.

وبالعودة للمؤتمر الثامن وحفل الافتتاح فقد تم إلقاء عدد من الكلمات التي أشادت جميعها بمسيرة الجبهة وحيت شهداءها كما أكدت جميعها على أهمية استمرار المقاومة والكفاح المسلح من أجل نيل الحرية والاستقلال، وقد حضر هذا الحفل وفد كبير من حزب الله ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ومسؤول إقليم حركة فتح بسوريا وعضو المجلس الثوري د. سمير الرفاعي. كما حضره ممثلوا فصائل المقاومة جميعها سواء بأمنائها العامين أو من ينوب عنهم، كما حضرها مندوب القيادة الوطنية الحاكمة بسوريا ورئيسي الحزب الاشتراكي والشيوعي بالقطر العربي السوري ناهيك عن وفد السفارة الإيرانية وعدد من الشخصيات الهامة في لبنان وسورية وفلسطين.

جدير بالذكر أن المؤتمر ينعقد بعد أن استكملت كل المؤتمرات الفرعية والأقاليم وفي القاعدة مؤتمراتها التحضيرية وانتخبت مندوبيها للمؤتمر العام الذي بلغت عضويته حسب ما ذكره عريف الحفل 910 (تسعمائة وعشرة) أعضاء من كل مناطق التواجد الفلسطيني في غزة والضفة ومناطق 48 والخارج.

إن اتساع قاعدة المؤتمر إلى هذا الحد ربما يشكل عامل تشتيت وعرقلة لأعمال المؤتمر ذلك أن عضو المؤتمر من المفترض أن يساهم بهذا القدر أو ذاك في إغناء أعماله وتعديل وثائقه بعد أن تتم عملية تثبيت العضوية وسماع الطعون حتى آخر الإجراءات المعروفة لعقد المؤتمرات الحزبية بشكل نظامي وقانوني.

لكن في المقابل فإن هذا الحضور يمثل أرضية أوسع لممارسة الديمقراطية والمشاركة الأكبر للكوادر في صناعة القرار السياسي والتنظيمي وخلافه للجبهة ويعطي صورة أكثر جدية لتوجهات قيادة الجبهة بمنح القاعدة الحزبية دورها المفترض كما الفرصة لجيل جديد لحمل الأمانة وهذه إيجابية لابد أن يتم الإقرار بها رغم التحدي الإداري الذي يمثله وجود هذا العدد في قاعة واحدة أو مكان واحد، وكذلك التحدي الأمني.

إن نجاح – القيادة العامة في عقد مؤتمراتها الثلاثة الأخيرة بشكل منتظم وحسب النظام الداخلي يشكل درساً لا يستهان به لباقي الفصائل الأكبر وذات التجربة الحزبية الأعمق واليسارية منها على وجه الخصوص لكيفية التعاطي الجدي مع الفترات التي يحددها النظام الداخلي الذي يمثل القانون لعقد المؤتمرات العامة، وقد انعقد المؤتمر السابع في عام 2006 وها هو يعقد بعد أربعة أعوام كما ينص النظام الداخلي الذي ربما يعتمد المؤتمر تعديلاً عليه لتصبح الفترة الفاصلة بين المؤتمرات خمسة أعوام الأمر الذي أرجحه شخصياً بعد أن اطلعت على مشروع النظام الداخلي المقدم للمؤتمر والذي يحمل كماً من المواد تصل إلى 160 مادة ويزيد وتحتاج حسب وجهة نظري إلى إعادة صياغة وتقنين وتعديل تقلصها إلى ثلث هذا العدد وكذلك إدخال تعديلات جدية عليها لتواكب المرحلة ومستوى تطور الجبهة وليس بهذا الشكل المضخم بلا فائدة.

وكما ذكرت فإن الفرصة أتيحت لي للاطلاع على مشروع النظام الداخلي، وإن وجود إسم الرفيق القائد فضل شرورو (أبوفراس) أعاد لذاكرتي ذاك الحوار الذي جرى بيني وبينه رحمه الله حول النظام الداخلي حين كان الرجل مكلفاً بوضع شروحات له، وفي أكثر من جلسة لنقاش الأمر كان القائد الكبير يتعامل بشغف مع أية إضاءة على هذا الأمر بما في ذلك طلب النظام الداخلي والشروحات لبعض الفصائل للاستفادة منها ولا أعرف إلى أين وصل المناضل والمثقف الثوري الكبير فضل شرورو في هذا المجال.

وحتى صدور البيان الختامي لأعمال المؤتمر لن يتمكن أحد من تقويم المؤتمر ومدى نجاحه، ولا مقاربة نتائجه السياسية والتنظيمية، لكننا يمكن أن نسجل له إيجابيات كثيرة تتعلق بالنجاح في انتظام الحياة الديمقراطية أقله على هذا الصعيد، ونجاح التحضيرات لعقده سواء ما تعلق منها بالجانب التنظيمي أو الإداري، وبالحضور اللافت للقوى السياسية في سورية ولبنان للافتتاح وهذا مؤشر إيجابي، كما بالشعار الذي ينعقد تحته المؤتمر وأهمية التمسك بالثوابت في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ قضيتنا الوطنية.

ويبقى أن نسجل سلبية واضحة على شعار المؤتمر لخلوه من قضية الوحدة الوطنية والدعوة للمصالحة الأمر الذي أفقد الشعار أحد أهم ركائز العمل القادم لجميع القوى المهتمة بمجابهة المشروع الصهيوني والمخططات الإمبريالية لتصفية قضية الشعب الفلسطيني، والذي هو السلاح الأمضى في مواجهة هذه المخططات. تحية للرفاق في الجبهة الشعبية- القيادة العامة- لمناسبة عقد مؤتمرهم الثامن بنجاح ونتمنى لهم التقدم على طريق النضال الوطني والوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وانضمام كل الفصائل لها تحت برنامج القواسم المشتركة وروح الميثاق من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وكنس الاحتلال من وطننا وعودة اللاجئين الفلسطينيين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها قسراً لتنتهي آخر فصول النكبة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2178529

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178529 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40