الأحد 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

مسكين أنت يا شعب فلسطين

الأحد 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par حسن خليل

بادئ ذي بدء..لا أعني بكلمة مسكين هنا حالة الفقر المدقع والحاجة المادية المعوزة رغم أنّ شعبنا الفلسطيني قد عانى من الفقر الكثير لكنّه ظل شامخاً مثل شم الجبال ولم ينحن للجوع والتشرد والفاقة وإنما واجه كل مصاعب الحياة بصبر أسطوري، وتغلّب على كل عوامل التعرية والإفناء، وبقي خالداً على خريطة الوجود البشري متنامياً متجدداً فإذا به يصبح عددياً أكثر من ثمانية ملايين من البشر كانوا سنة التشريد 1948 قرابة ثلاثة أرباع المليون.

لكنني أقصد بأنّ شعبنا الفلسطيني كان ولا يزال مسكيناً في تعرضه لكل أنواع المآسي والنكبات والأزمات المندرجة تحت بند محاولة إنقاذه من مأساة تشرده وضياعه؟! فكل الانقلابات العسكرية في الدول العربية خاصة المحيطة بفلسطين ومناطق الشتات الفلسطيني كانت تقوم بحجة أنّها ستعيد فلسطين بعد أن ضيّعها الأسلاف من الحكام. هكذا كانت استعادة فلسطين السليبة تشكّل مادة البيان الأول لثورات سوريا بعد النكبة بقيادة حسني الزعيم والحناوي وأديب الشيشكلي، وثورة 23 يوليو المصرية بقيادة اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر، وثورة 14 تموز في العراق بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، وثورة 17 تموز بقيادة حردان التكريتي التي برز فيها صدام حسين. وازدهرت تلك الثورات، ثم ضمرت وانهارت ومعها انهار قادتها العظام وبقي شعب فلسطين يعيش دقائق حياة كل تلك الثورات لتنكسر أحلامه بانكسارها جميعاً وفي كل مرة كان شعبنا الفلسطيني يتجرع آلام الانكسار.

إلى أن قامت ثورته المسلحة العارمة بقيادة حركة «فتح» التي واجهت الكيان «الإسرائيلي» الغاصب لأرضنا المقدسة بكل أنواع النضال والجهاد وبعدد هائل من التضحيات حيث أقبل آلاف الشبان من كل ألوان الطيف الفلسطيني الاجتماعي والسياسي على النضال بكل تبعاته فاستشهد الآلاف وجرح عشرات الآلاف، وتعرّض للسجن والتعذيب مئات الآلاف، وتم تدمير آلاف المساكن والمصانع والمزارع بوساطة أعتى آلات الحرب وأبشعها، وظلّ شعبنا يواصل ثورته العملاقة دون كلل أو ملل إلى أن أصيب في قيادته التي انحرفت عن مسار الثورة، وتسرّب اليأس إلى النفوس، وتعرّض الصف الفلسطيني إلى التمزق وإن بقيت فئة مؤمنة صامدة على طريق الجهاد والفداء على أمل أن تعود إلى شعبنا معنوياته المحبطة لتواصل الثورة مسيرتها الشجاعة حتى النصر.

من هنا نقولها : كان الله في عون شعبنا على ما تعرض له من مصائب وانتكاسات في أعز ما يمتلك من مشاعر وآمال وأحلام.

وهاهي بعض قياداته تعود به ثانية إلى عصر الانقلابات ودغدغة مشاعره ومعنوياته بمزيد من الشعارات والمشاريع والأساليب الخداعية ها هي هذه القيادات تتذكر فجأة أنّ هناك هيئة أمم متحدة، وأنّها تمتلك مؤسسات عديدة يمكننا من خلالها أن نستعيد وطننا المقدس المغتصب وحقوقنا المشروعة في العيش بحرية وكرامة مثل بقية شعوب الأرض.

فهناك مجلس الأمن والفيتو الأمريكي تذكرناه في هذه الأيام، وها هي الجمعية العامة نتذكرها وهي التي كرمت علينا بقرارات سخية وبأغلبية ساحقة لكننا فرّطنا بها ولم نستفد منها وكنا صماً وعمياناً وربما هملاً وهبلاً فلم نعرف كيف نستغلها، وها نحن نتذكر ثانية وعاشراً محكمة العدل الدولية ومؤسسة حقوق الإنسان ودائماً لدينا جوقة مشهورة بصناعة الشعارات واليافطات، وأنا لا أريد أن يتسرّب اليأس من جديد لشعبنا الذي طحنته المفاوضات فلترفع الأعلام ولتبحّ الحناجر بالهتافات فغداً ستعود حقوقنا على طبق من ذهب!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2178277

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178277 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40