هاجم عدد من المستوطنين المتطرفين المزارعين من قرية عزموط شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة، واعتدوا على عدد منهم بالضرب، وأضرم المستوطنون النار في عشرات الدونمات من أشجار الزيتون بقرية عورتا.
وقال شهود عيان من قرية عزموط أمس الاثنين إن «مجموعات كبيرة من المستوطنين هاجمت المزارعين الذين دخلوا حقولهم لقطف الزيتون بعد إجراء التنسيق اللازم مع الاحتلال، واعتدت على عدد منهم بالضرب قبل أن يتجمع الأهالي ويصدوا هذه الهجمات».
وذكر المواطنون أن الوضع في المنطقة القريبة من القرية يشهد تصعيداً خطيراً من قبل مستوطني «ألون موريه»، وأن قوات الاحتلال لم تعد قادرة على ضبط الأمور، فيما تدفق مستوطنون آخرون إلى المنطقة، ولا زالت المواجهات مستمرة.
وفي قرية عورتا جنوب نابلس أضرم مستوطنون مساء الأحد النار في عشرات الدونمات من أشجار الزيتون.
وذكر الدفاع المدني في بيان صحفي أمس الاثنين أن الحريق اندلع في أشجار الزيتون بالقرية نتيجة اعتداء المستوطنين عليها، حيث هرعت طواقم الدفاع المدني لمحاصرة النيران في أكثر من 20 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون.
وقال: «بعد عدة ساعات من العمل المتوصل تمكنت الطواقم من إخماد الحريق ومحاصرته، إضافة لاحتراق مركبة مدنية لأحد الصحفيين كانت في المنطقة».
ولفت إلى أن الطواقم عملت على عزل المناطق المشتعلة وحصر النيران في الأشجار المحترقة وحماية الأشجار القريبة والحد من وصول ألسنة النيران إليها.
وفي السياق، أخمدت طواقم الدفاع المدني في مخيم جنين وقرية فقوعة النيران التي نشبت في أحراش قرية عقابا وبعض من أجزاء أراضي المواطنين في محافظة طوباس.
وأفاد الدفاع المدني أن الطواقم في جنين وطوباس حاصرت وأخمدت النيران في أكثر من 50 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون والأشجار الحرجية واللوزية.
يذكر أنه منذ الأيام الأولى لموسم قطف الزيتون في الضفة الغربية تصاعدت وتيرة الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في ريف نابلس ومزروعاتهم.
وشهد يوم الأحد مواجهات عنيفة بين قطعان المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال من جهة والمزارعين الذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم من جهة أخرى.
يشار إلى مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس قد أعلن أنه تم تأجيل جني ثمار الزيتون في قريتي عورتا ويانون؛ بسبب تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين في موسم قطف الزيتون هذا العام.
وقال إن الجانب «الإسرائيلي» أبلغ الارتباط العسكري الفلسطيني أنه تم تأجيل موعد جمع ثمار الزيتون حتى تاريخ الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وذلك حتى يتم السيطرة والحفاظ على أرواح المواطنين من اعتداءات محتملة قد ترتكب من قبل المستوطنين.
وفي شأن متصل، اقتحمت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» أمس مدينة طولكرم، وأقامت نقاط تفتيش فجائية في أكثر من محور ودققت في هويات الركاب دون اعتقالات.
وقال شهود عيان إن «خمس آليات عسكرية يرافقها ضابط مخابرات «إسرائيلي» تمركزت في محيط جامعة فلسطين التقنية «خضوري» وشرعت في إقامة نقطة تفتيش قرب مدخل الجامعة ودققت في هويات الطلبة والمارين من الشباب».
وذكر الشهود أن ضابط المخابرات كان يستجوب الشباب من المارة ويوقفهم لبعض الوقت قبل أن يطلق سراحهم.
وفي السياق، توغلت قوات الاحتلال في ذات الوقت في قرية كفر زيباد جنوب طولكرم، وأقامت حاجزاً مفاجئاً على مدخلها وشرعت في تفتيش المواطنين واستجوابهم.
وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال داهمت ضاحية شويكة جنوب المدينة وقطعت الطريق، وأقامت حاجزاً مفاجئاً لأكثر من ساعة قبل أن تغادر المنطقة دون اعتقالات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» فجر الاثنين عدة قرى في محافظة جنين، وجابت شوارعها ونصبت الكمائن وقامت بأعمال تمشيط طوال ساعات الليل.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرى رمانة والطيبة غرب جنين، وانتشر الجنود بين كروم الزيتون كما نصبت حاجزاً عسكرياً بين القريتين.
واقتحمت قوات الاحتلال قريتي مركة ودير غزالة جنوب شرق جنين، فيما قام الجنود بأعمال تمشيط في الأماكن المفتوحة حتى ساعات الصباح.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال فجر الاثنين، عدداً من الفتية بعد مداهمة منازلهم في مخيم العروب شمال محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بشدة «الاعتداءات العنصرية»، التي تقوم بها الشرطة «الإسرائيلية» والمستوطنون اليهود، ضد المواطنين الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية. وحمّلت الحركة، في بيان صحفي، سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الاعتداءات العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين، معتبرة ذلك بأنه «تصعيد خطير، يتم تنفيذه بغطاء كامل من قبل جيش الاحتلال».
RLS
