الأربعاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

خبير عسكري : جميع الافتراضات التي تضع مصر خارج دائرة القتال انهارت في ميدان التحرير وهناك إمكانية حدوث تغيير بعيد المدى في نظرة القاهرة لـ «تل أبيب»

الأربعاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par زهير أندراوس

ما زال الجدل محتدماً داخل المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية» حول التخفيض المزمع إقراره في ميزانية الأمن، وفي هذا السياق نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها الصادر أمس الثلاثاء، عن مسؤولين كبار في هيئة الأركان العامة بالجيش «الإسرائيلي» قولهم، إن الجيش سيجد صعوبة في الحفاظ على مستوى التأهب وجاهزية وحداته لمدة تزيد عن سنة، وزادوا إنه بحسب الميزانية المخططة فإنه على الحكومة أن تجري تقليصات في قوات الجيش بدءاً من العام 2013.

وأشار مراسل الشؤون العسكرية بالصحيفة، عاموس هارئيل، إلى أن ميزانية التدريب المخصصة للجيش للعام 2012، بحسب قرار الحكومة، تصل إلى 2.2 مليار شيكل من ميزانية شاملة تصل إلى 50 مليار شيكل، تتضمن المساعدات الأمنية الأمريكية بقيمة 3 مليارات دولار، بينها 800 مليون مخصصة للتدريب ودورات الضباط والطيران. (الدولار الأمريكي يُعادل 3.7 شيكل «إسرائيلي»).

ولفت هارئيل، المقرب جداً من وزير الأمن ومن المنظومة الأمنية الى أن الجيش قرر تجميد الميزانيات لتطوير الحرب الالكترونية (سايبر)، وتحصين مقرات القيادة والقواعد العسكرية من الصواريخ، كما سيتم تجميد قرار مواصلة بناء جدار الفصل في الضفة الغربية، ما عدا المواقع التي تعهد فيها الجيش أمام المحكمة العليا بتغيير مسار الجدار.

ونقل عن مصادر في هيئة الأركان قولها، إنه لا بد وأن تتأثر ميزانية التسلح للعام القادم بشكل ملموس من تخفيض الميزانية، في حين سيتم تحديد عدد منظومات (القبة الحديدية) إلى 4 بطاريات فقط، التي حصلت «إسرائيل» على تمويل من الولايات المتحدة بشأنها بقيمة 205 ملايين دولار.

وأوضح، بحسب المصادر عينها، أنه سيتم تجميد ميزانية تطوير منظومة العصا السحرية لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، وصاروخ (حيتس 3) البعيد المدى.

وقال مسؤول في وزارة الأمن إنه إذا كانت وزارة المالية تعتقد أنه من الممكن تقليص ميزانية الدفاع، فحري بها أن تنسق هذه الخطوة مع «حزب الله» و«حماس» وإيران، الأمر الذي دفع الخبير العسكري، دانئيل دورون إلى القول للقناة العاشرة في التلفزيون «الإسرائيلي»، إن الدولة العبرية في وضع أمني غير سهل، ويجب على خبراء الأمن والاستخبارات أن يجيبوا عن سؤال : كم من الجبهات يجب الاستعداد لها، وهل يشترى عدد أكبر من الدبابات أو الطائرات؟ ورغم عدم توفر جواب متفق عليه واحد، فإن عنصر عدم اليقين كبير جدا في هذه المجالات.

وقال محلل الشؤون العسكرية في موقع «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت، إن هناك احتمالات متزايدة بأن يضطر الجيش خلال عامين أو ثلاثة لمواجهة ساحات قتال جديدة ستندلع في الجنوب والشرق، نتيجة موجة الانتفاضات في العالم العربي، وحالة الأسلمة التي تشهدها المنطقة، مروراً بالزيادة الهائلة لكميات السلاح المتقدم، والتحسن في أساليب القتال الخاصة بإيران، «حزب الله»، «حماس»، و«الجهاد الإسلامي»، وضرورة خلق حالة ردع مقابل تقدم البرنامج النووي الإيراني، وضرورة مواجهة الاستفزاز الذي يهدف لزيادة عُزلة «إسرائيل» على الساحة الدولية، ومحاولات سلب الشرعية منها، كما دخل الجيش العام الأخير إلى مجال حرب الإنترنت، التي تحتاج الى استثمارات كبيرة في الطاقات البشرية النوعية والمواد، على حد تعبيره. وبرأيه فإنه يجب التأكيد على أن التقديرات الإستخباراتية التي يتبناها الجيش تقول إن معظم التهديدات المشار إليها لن تتحقق في العامين او الثلاثة القادمة، ولكن في الظروف الإقليمية الراهنة، فإن هذه التهديدات من شأنها أن تندلع بشكل مفاجئ، وحتى لو لم يحدث، ينبغي البدء في الاستعداد تحسباً لليوم الذي ستحدث فيه ليكون الجيش على استعداد لمواجهتها بالحد الأدنى من الخسائر والأضرار، وكي لا تتكرر أخطاء حرب لبنان الثانية.

علاوة على ذلك، لفت بن يشاي إلى أن التقليص المطلوب يأتي في وقت قامت فيه المؤسسة العسكرية بالفعل بعملية إعادة تنظيم لجزء كبير من الميزانية للسنوات القادمة، حين وقعت على عقود تبلغ مليارات الشياكل مع مؤسسات الصناعات العسكرية المحلية وفي الولايات المتحدة الأمريكية لشراء نظم مبدئية لا يوجد جدال على مدى الحاجة إليها، مثل منظومة (القبة الحديدية)، طائرات بدون طيار، تسليح هجومي دقيق، ونظم حوسبة متقدمة، في ضوء أن أمر الحصول على دعم عسكري إضافي من الولايات المتحدة الأمريكية بات بلا أي فرصة بسبب الوضع الاقتصادي فيها، والمفاوضات العالقة مع الفلسطينيين، ما يعني، برأيه، أن المخرج الوحيد الذي تبقى بيد الجيش يتمثل بتقليص مكونات عسكرية رئيسية : التدريبات، الآليات، التأهب، وموازنة البقاء المتواصل، وإلغاء استثمارات في مجال التزود بالمعدات والسلاح، بحسب قوله.

أما المحلل عوفر شيلح، من صحيفة «معاريف» فقال كما تبين في الشهور الأخيرة ان جميع الافتراضات التي تضع مصر خارج دائرة القتال انهارت في ميدان التحرير، في ضوء التحذير من إمكانية حدوث تغيير بعيد المدى في نظرة مصر لـ «إسرائيل»، وهو سبب آخر لزيادة التسلح، وفتح أطر جديدة أُغلقت أيام السلام المستقر الذي كان حتى ذهاب مبارك، ويتطلب هذا تدريباً كثيراً ومالاً جما، وما المليارات المطلوبة لإكمال الجدار الحدودي مع مصر سوى الطرف الأصغر من جبل الجليد، مطالباً جهاز الأمن بأن يستعد لإمكانية أن يغير ربيع الشعوب العربي المعادلة في الأردن، وسيوجب هذا زيادة على ميزانيته، فضلاً عن التهديد الإيراني الذي يقرع في الخلفية، ويشتمل على تهديدات صريحة بالإبادة من فوق منصة الأمم المتحدة، وهي تهديدات معززة ببرنامج نووي يتقدم بسرعة قاتلة، على حد قوله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2177318

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

3 من الزوار الآن

2177318 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40