الأحد 30 أيار (مايو) 2010

قافلة الحرية لغزة البحرية، ليست ككل ازمات الشرق الوسط

بقلم: رون فورثفرر
الأحد 30 أيار (مايو) 2010

قالت «اسرائيل» انها لن تسمح لأسطول الحرية بالوصول إلى غزة .
هذا و لم تقم وسائل الاعلام الامريكية بالتغطية الكافية لبعض الأحداث الهامة في الشرق الأوسط خلال الأشهر ال 18 الماضية. هل بامكان البعض ان يقول و مالداعى للاهتمام؟ — هناك اشياء سيئة كثيرة تحدث فى تلك المنطقة طول الوقت وأنه لا يهمني، و لكن في هذه الحالة ، فإن الأحداث الأخيرة قادرة على خلق أزمة دولية في الأيام المقبلة، قبيل الوصول الى هذا الوضعال متفجر ، نصبح فى اشد الحاجة لبعض المعلومات الأساسية.

هناك مستجد رئيسى فى الأحداث و هو أن قطاع غزة أصبح نقطة خلاف جوهرى في العلاقات بين تركيا واسرائي، في تحول دراماتيكي فقد انتقلت من تركيا من علاقات وثيقة مع اسرائيل إلى الانتقاد الحاد للسياسات الإسرائيلية ، ولا سيما تلك ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. على سبيل المثال فقد وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الأعمال الإسرائيلية في غزة خلال عدوانها فى ديسمبر 2008 أنها “جريمة ضد الانسانية”.

و على المدى الطويل ، فإن أردوغان قال أيضا : “المدنيون والأطفال يموتون في غزة ، وان هؤلاء الصامتون على هذه الهجمات لاى اعتبار كان أو لأية اسباب دبلوماسية سيدفعون الثمن امام محكمة التاريخ”. كانت تصريحاته الى حد بعيد على النقيض من المواقف المخزية والفاترة التي اتخذها المسؤولون في الولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى ذلك فقد اشار اردوغان تحديدا الى اسرائيل باعتبارها التهديد الرئيسي ضد السلام في الشرق الأوسط، كما انه يؤيد أيضا اقرار تقرير غولدستون اذى دعى إلى إجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب، و على الرغم من أن معظم دول العالمتيتفق مع هذا الموقف فان الولايات المتحدة وبضع دول أخرى عارضت إجراء مثل هذا التحقيق المستقل في اتهامات ارتكاب جرائم حرب.

و حقيقة الأمر ان أيا من تصريحات اردوغان لم تجعل لهمعزة خاصة لدى المسؤولين الاسرائيليين.

وبالإضافة إلى ذلك فى شهر يناير المنصرم، فقد قال رئيس الوزراء التركي ان رفع الحصار الجائر على قطاع غزة الأمر يمثل أولوية بالنسبة له و لتركيا، وتفرض اسرائيل هذا الحصار الجائر منذ عام 2007، الذى تضاعفت آثاره إلى جانب الدمار الذي حدث خلال الهجوم الإسرائيلي و ترتب عليه ان الفلسطينيون يعتبرون باقين على قيد الحياة فقط و لكنهم لا يعيشون حقا حياة تليق بانسنياتهم ولم تسمح اسرائيل بدخول المواد اللازمة إلى غزة لإعادة البناء ولكن يسمح فقط بدخول ما يكفي من الغذاء فكى لا يتضور الفلسطينيين جوعا.

فى شهر يناير الماضي دعمت تركيا بقوة جهود قافلة تحيا فلسطين من اجل تقديم المساعدات الانسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. وكانت القافلة من أكثر من 500 من الناشطين الدوليين قادرة على تقديم أكثر من 150 سيارة محملة بالادوية والمساعدات الأخرى للفلسطينيين المحاصرين، وكان الوصول الى غزة فى حد ذاته إنجازا كبيرا، ولكن ما جلبته القافلة كان على الاكثر يشكل قطرة في دلو مقابل الاحتياجات الحقيقية.

في أوائل مايو الحالى، قال جون جينج، مدير عمليات الاغاثة التابع للأمم المتحدة والوكالة في قطاع غزة : “نحن نوصي العالم بإرسال السفن إلى شواطئ غزة ، ونحن نعتقد ان اسرائيل لن توقف هذه السفن لأن البحر مفتوحا، والعديد من منظمات حقوق الإنسان قد نجحت في اتخاذ خطوات مماثلة سابقة، وأثبتت أنه كسر الحصار على غزة أمر ممكن.”

حاليا ثماني سفن من دول عدة بما في ذلك تركيا يقومون بهذا الفعلون تماما. هذه السفن تكون اسطول الحرية لغزة يكون هدفها تقديم المساعدات الانسانية الى غزة.
وقالت اسرائيل انها لن تسمح لهذا الاسطول بالوصول إلى غزة، وانها ستستخدم الوسائل العسكرية إذا لزم الأمر لوقف هذه السفن.
نقطتان رئيسيتان هما : 1

) ان السفين التركية سوف ترفع العلم التركي ،

و 2) تركيا عضو في حلف شمال الاطلسى، فماذا سيحدث اذا ما هاجمت اسرائيل سفينة ترفع العلم التركي (و أيضا اليونانى) تحمل مساعدات انسانية في المياه الدولية؟

هناك سوابق و اعراف سابقة و مستقرة ان الهجوم على أية دولة عضو فى حلف شمال الاطلسي الناتو يعد هجوما على منظمة حلف شمال الأطلسى بكاملها،

كيف سيواجه حلف شمال الاطلسي اى هجوم الاسرائيلي على سفينة ترفع العلم التركي و يرد عليه؟

وحتى لو لم تكن السفينة ترفع العلم التركى، وكيف سيكون رد العالم على هجوم مسلح على سفن غير مسلحة تحمل مساعدات انسانية في المياه الدولية؟
قافلة حرية غزة البحرية هى الآن في طريقها ، ومن المقرر أن تصل إلى قطاع غزة هذا الاسبوع، و حيث ان وسائل الاعلام الاميركية التي تسيطر عليها دوائر المال و الاعمال ت تجاهل هذه المشكلة ، فعليك ان تذهب إلى freegaza.org أو إلى وسائل الإعلام الدولية لآخر المعلومات عن هذه الأزمة التي تلوح في الأفق.

لا يزال هناك وقت لاسرائيل لتجنب تفجير الوضع من خلال الالتزام بكل بساطة بالقانون الدولي واحترام مسؤولياتها تجاه الفلسطينيي، للأسف فإنه من المشكوك فيه أن تفعل إسرائيل ذلك.

* رون فورذفر هو استاذ متقاعد للإحصاء الحيوى من جامعة تكساس و كان مرشحا حاكما لولاية كولورادو عن حزب الخضر



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2166012

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع منوعات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166012 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010