الجمعة 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

«تل أبيب» : «حماس» حصلت من ليبيا على صواريخ متطورة من صنع روسي لإسقاط الطائرات وخبراء من «حزب الله» وإيران يُدربون عناصر الحركة على كيفية إنتاج القذائف

الجمعة 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par زهير أندراوس

ما زالت مسألة ترسانة الأسلحة التي تمتلكها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قطاع غزة، تقض مضاجع صناع القرار في «تل أبيب» من المستويين السياسي والأمني، على حدٍ سواء، فبعد أن اعترفت «إسرائيل» بأن «حماس» تملك صواريخ بإمكانها ضرب منطقة (غوش دان)، عصب الدولة العبرية، بما في ذلك مدينة «تل أبيب»، وبعد أن رُشحت أنباء عن تهريب وسائل قتالية متطورة جداً إلى قطاع غزة.

قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، في عددها الصادر أمس الخميس، نقلاً عن محافل أمنية رفيعة المستوى في «تل أبيب»، إن المنظومة العسكرية في جيش الاحتلال وفي وزارة الأمن أعربت عن قلقها الشديد من حصول حركة «حماس» على صواريخ ضد الطائرات، لافتةً إلى أن الحركة تمكنت من تهريب هذا الطراز من الصواريخ المتقدمة، المصنعة في روسيا، إلى قطاع غزة، وذلك من مخازن الأسلحة في ليبيا، والتي قام تجار الأسلحة خلال الحرب الأهلية هناك، بسرقتها، ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني، وصفته بأنه رفيع المستوى قوله إنه في الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية، قلقون جداً من تداعيات تهريب هذه الصواريخ الحديثة والمتطورة إلى قطاع غزة، لأن هذه الصواريخ بإمكانها التشويش على الحرية شبه المطلقة لسلاح الجو «الإسرائيلي» بالتحليق في سماء القطاع، كما قال المصدر إن هذه الصواريخ باتت مصدر قلق على الطائرات المدنية التي تنطلق من وإلى «إيلات»، على حد تعبير المصدر عينه.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنه في السنوات الأخيرة تم تهريب صواريخ كتف من عدة أنواع إلى قطاع غزة، بمبادرة وبمباركة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن إسقاط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، تابعت الصحيفة، فتح الباب على مصراعيه أمام «حماس» لتهريب أسلحة متطورة جداً وبكميات هائلة إلى قطاع غزة، ولفتت المصادر الأمنية في «تل أبيب»، إلى أن تجار الأسلحة وشبكات تهريب الأسلحة استغلوا الفوضى العارمة في ليبيا، وقاموا باقتحام مخازن أسلحة في الجماهيرية، حيث أن الأسلحة التي تمت سرقتها بيعت لتنظيمات تُعنى بحرب العصابات، وفي مقدمتها التنظيمات الفلسطينية المتطرفة مثل «حماس» والجهاد الإسلامي، كما أشارت المصادر ذاتها، بحسب الصحيفة، إلى أن قسماً لا بأس به من الأسلحة المسروقة تم بيعها إلى التنظيمات الإسلامية الراديكالية في الصومال، على حد قولها.

وتابعت الصحيفة قائلةً إن الولايات المتحدة الأمريكية قلقةً جداً من تهريب الأسلحة من ليبيا، مشيرةً إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الذي قامت الأسبوع الماضي بزيارة إلى طرابلس أعلنت أن إدارة الرئيس، باراك أوباما، ستمنح النظام الجديد معونات استثنائية بقيمة ملايين الدولارات لإتاحة الفرصة أمام قوات الأمن الليبية بمحاربة ظاهرة تهريب الأسلحة إلى خارج الأراضي الليبية، على حد قولها، كما أشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنية، أن خبراء كبار في المجال العسكري في أمريكا أعربوا عن بالغ قلقهم من تهريب صواريخ (كتف ـ كتف) وبيعها إلى ما أسمته بالتنظيمات «الإرهابية»، كما أن المعونات الاستثنائية معدة لتمكين النظام الجديد من العثور على مخازن الأسلحة وتدميرها بالكامل.

علاوة على ذلك، تابعت الصحيفة العبرية، انشغل المجلس الوزاري السياسي والأمني المُصغر في «إسرائيل» في بحث قضية الدفاع عن الطيران المدني، وبحث مطولاً قضية شراء صواريخ (أرض - جو)، وهي قضية لم تُقرر الحكومة «الإسرائيلية» فيها منذ تسع سنوات، بعد محاولة تنظيم «القاعدة» إسقاط طائرة «إسرائيلية» أقلعت من مطار مومباسا في كينيا.

كما أشارت إلى أنه خلال العملية الفدائية التي وقعت في جنوب الدولة العبرية في الثامن عشر من أب (أغسطس) الماضي، قام أعضاء الخلية بإطلاق صواريخ (أرض - جو) باتجاه مروحية تابعة لسلاح الجو «الإسرائيلي»، مشددةً على أن سلاح الجو عمل في السنوات الأخيرة في قطاع غزة، معتمداً على الفرضية القائلة إن التنظيمات الفلسطينية تملك الصواريخ التي باستطاعتها إسقاط الطائرات.

بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر الأمنية في «تل أبيب» إن الفوضى العارمة التي تشهدها شبه جزيرة سيناء منذ خلع الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، تتيح للفلسطينيين العمل هناك بدون رقيب أو حسيب لتحديث الوسائل القتالية التي تمتلكها التنظيمات، وبحسب المصادر نفسها، فإن عناصر من «حزب الله» اللبناني وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، قاموا في الأشهر القليلة الماضية بزيارات إلى قطاع غزة، بهدف مراقبة عملية التدريبات التي يجتازها مقاتلو حركة «حماس»، كما أنهم قاموا بتدريب العناصر على إنتاج القذائف، مشددةً على أن هؤلاء الخبراء وصلوا إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق، موضحةً أن مصر أوقفت العمل في بناء جدار الفولاذ لمنع حفر الأنفاق في رفح، بعد أن قام الفلسطينيون بتفجير قسمٍ من الجدار، على حد تعبيرها.

كما أشارت «هآرتس» العبرية، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية بدأت تلاحظ أن حركة «حماس» تُخطط لإعادة بناء البنية التحتية لخلاياها الفدائية في الضفة الغربية المحتلة، وهو الأمر، الذي بدأ قبل تنفيذ صفقة التبادل مع «حماس»، حيث اعتقل جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) في شهري تموز (يوليو) - أب (أغسطس) الماضيين عشرات النشطاء من حركة «حماس» في الضفة، والذين كانوا أعضاء في سبع خلايا نفذت أو حاولت تنفيذ أعمال ضد أهداف «إسرائيلية»، على حد قول المصادر.

وكانت صحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» كشفت مؤخراً عن تهريب كميات كبيرة من الوسائل القتالية من ليبيا إلى قطاع غزة عبر مصر مروراً بشبه جزيرة سيناء، زاعمة أن مئات من صواريخ «غراد» القادرة على إصابة أهداف على مسافة بين ستين وسبعين كيلومتراً، وقذائف صاروخية قصيرة المدى وقعت في أيدي حركة «حماس» بالقطاع. وقالت الصحيفة إن مصادر أمنية «إسرائيلية» أعربت عن قلقها الشديد إزاء حجم الوسائل القتالية المهربة من ليبيا في ظل الاضطرابات التي تشهدها.

وزعمت أن قسماً من هذه الأسلحة على الأقل تم تهريبه إلى غزة، مشيرة إلى أن قوة «حماس» تعززت في الأسابيع الأخيرة بمئات صواريخ «غراد» بقطر 120 ـ 122 ملم، والتي يصل مداها بين ستين وسبعين كيلومتراً، ويمكن أن تهدد بسهولة مركز «إسرائيل»، فضلاً عن تهريب صواريخ بقطر ستين ملم لمسافات قصيرة، وبنادق وذخيرة كثيرة.

وقالت المصادر إن مصر تحاول مكافحة هذه الظاهرة باعتراض قوافل الأسلحة، ولكن العديد من القوافل يصل إلى الأنفاق ومنها إلى القطاع. وأضافت الصحيفة «الإسرائيلية» أن هناك قلقاً «إسرائيلياً» من استغلال معبر رفح من ما أسمته بالجهات «الإرهابية» لتهريب وسائل قتالية إلى غزة، بالتوازي مع تواصل النشاط عبر الأنفاق، محملة مصر مسؤولية كل ما يمر في معبر رفح.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2181363

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181363 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40