الثلاثاء 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

جدل في «إسرائيل» حول «صفقة» نتنياهو / باراك بشأن ضربة عسكرية ضد إيران

الثلاثاء 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

مسألة الضربة العسكرية لإيران تثير جدلاً تصدر موضوع الضربة العسكرية «الإسرائيلية» المحتملة ضد منشات إيران النووية، تصدر مداولات جلسة افتتاح الدورة الشتوية لـ «الكنيست» «الإسرائيلي» التي عقدت أمس الاثنين.

وطالبت رئيسة المعارضة تسيبي لفني، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الإصغاء الى رأي رؤساء الأجهزة الأمنية في الموضوع الإيراني، فيما بدا تحذيراً واضحاً من مغامرة مزدوجة ضد إيران، «تطبخ» بينه وبين وزير الأمن باراك، بخلاف نصيحة قادة الأجهزة الأمنية الذين يعارضون ضربة عسكرية ضد ايران.

نتنياهو كان قد تطرق في خطابه أمام «الكنيست» إلى الموضوع الإيراني قائلاً، إن إيران تواصل تسلحها النووي، وإنه في حال تحولها إلى دولة نووية، فإنها ستشكل خطراً على المنطقة والعالم وبشكل خاص ومباشر وصعب على «إسرائيل».

رئيسة حزب «العمل»، شيلي يحيموفيتش، حذرت هي الأخرى باراك ونتنياهو، مما وصفته بمغامرة غير محسوبة ضد إيران، في وقت قال فيه زعيم حركة «شاس» الوزير أيلي يشاي إن التفكير بعملية ضد إيران يطير النوم من عينيه، مضيفاً أنه لا يستطيع أن يتخيل الصواريخ تنزل على «إسرائيل» من الشمال ومن الجنوب ومن المركز، مشيراً إلى امتلاك هذا التحالف 100 ألف صاروخ بعيدة وقصيرة المدى.

بدوره تطرق وزير الأمن إيهود باراك لهذا الموضوع، حيث قال في مقابلة إذاعية أمس الاثنين إن التهديد النووي الإيراني يهدد استقرار المنطقة بأسرها، وهو تحد لا ينتصب أمام «إسرائيل» فقط بل أمام العالم كله، داعياً إلى إبقاء جميع الخيارات مفتوحة دون إسقاط أي منها، خاتماً بالقول إن «إسرائيل» لا يمكنها أن تسمح بتحول إيران إلى دولة نووية.

أما نائب وزير الأمن السابق الجنرال احتياط، بنيامين بن اليعيزر، فقد عبر عن خشيته من أداء باراك ونتنياهو في الموضوع الإيراني قائلاً، إن كل مواطن في دولة «إسرائيل» يجب أن يكون قلقاً لأن هذين الاثنين، نتنياهو وباراك يجلسان ويخططان لضربة عسكرية ضد إيران.

رون بن يشاي، المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أشار في تحليل نشره موقع «واي نت» يوم 28/10/2011، إلى أن موضوع السلاح النووي الإيراني يطرح نفسه على بساط البحث، والسؤال هو، هل توجه «إسرائيل» ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية؟ أم لا. وإذا كان الجواب نعم، فمتى وكيف؟

ليس سراً كما يقول بن يشاي، أن باراك ونتنياهو ووزراء آخرين، إضافة إلى كبار الأجهزة الأمنية منشغلون بهذه الأسئلة منذ أكثر من عام، وهناك آراء مؤيدة وأخرى معارضة للضربة العسكرية.

نتنياهو وباراك يؤيدان مبدئياً ضربة عسكرية، لكنهما لم يقررا توقيتها بعد، يقول بن يشاي، ورؤساء الأجهزة الأمنية السابقون واللاحقون غير مقتنعين أن ضربة «إسرائيلية» ستحبط الخطر النووي الإيراني، وأن حجم الإنجاز سيساوي حجم الأضرار والضحايا التي ستقع نتيجة رد فعل إيران وحلفائها في المنطقة.

وكانت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» قد بدأت منذ الأيام الأولى لتبلور صفقة تبادل الأسرى بين «إسرائيل» و«حماس»، بدأت بالحديث عن صفقة أخرى أبرمت بين رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو ووزير أمنه إيهود باراك لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» امير اورن تساءل في تحليل كتبه حول هذا الموضوع يوم 17.10 عن العلاقة بين صفقة شاليط وضربة عسكرية «إسرائيلية»، محتملة ضد إيران وفيما اذا كان نتنياهو وباراك قد استدعيا هذه «السقطة الصغيرة» من أجل إنجاز كبير.

أورن، حاول استحضار تجارب سابقة لرؤساء حكومة ووزراء أمن «إسرائيليين»، مثل بن غوريون في حرب 56 وبيغن خلال ضرب المفاعل النووي العراقي، وشارون خلال حرب لبنان، وربطها بحاضر اليوم لتعزيز وجهة نظره التي تقول، إن بنيامين نتنياهو وايهود باراك يعدان العدة لمغامرة عسكرية ضد إيران.

والأهم من ذلك أنه ربط بين تغيير قادة الأجهزة الأمنية وبين معارضتهم لضربة ضد إيران، واضعاً علامة سؤال كبيرة على الأهداف والنوايا الحقيقية لنتنياهو وباراك من وراء هكذا ضربة، وواضعاً الضربة في نطاق المغامرة العسكرية.

صحيفة «يديعوت احرونوت» وضعت الموضوع على طاولة البحث «الإسرائيلي» بقوة عندما صدرت صفحتها الأولى يوم الجمعة الفائت بعنوان «ضغط نووي» حيث كتب الصحفي ناحوم بارنيع «ليس الانسجام بين نتنياهو وباراك وحده ما يخيف في الأمر ولا السرية التامة التي يحاط بها الموضوع، بل كون الموضوع لم يطرح على الأجندة الجماهيرية لمناقشته، وهو يشير إلى أن ضرب الفرن الذري العراقي لم يطرح أيضاً للنقاش زمن بيغن، كذلك الأمر بالنسبة للمفاعل النووي السوري، في عهد أولمرت، ولكن المقلق في الموضوع هذه المرة أن رؤساء الأجهزة الأمنية ابتداءً من قائد الأركان مروراً برئيس «الموساد» وانتهاء برئيس «الشاباك» كلهم (السابقون واللاحقون) يعارضون مثل هذه الضربة.

بارنيع تحدث عن صفقة أبرمت بين الرجلين باراك ونتنياهو، اللذين يعملان بانسجام قل نظيره، لافتاً إلى أن مثل هذا الانسجام بين رئيس الحكومة ووزير الأمن حدث تاريخياً فقط عندما كان رجل واحد يحتل المنصبين وبين شامير كرئيس حكومة ورابين كوزير أمن لأن كراهية بيرس وحدتهما.

ويضيف، أن باراك آمن دائماً بالفعل العسكري، وهكذا يرى كيفية التعامل مع ما يسمى بالخطر الإيراني، هو يقول، هكذا فعلنا مع المفاعل العراقي وحصلنا على نتائج، وهكذا فعلنا مع المفاعل السوري وحصلنا على نتائج، وهكذا يجب أن يكون في الحالة الإيرانية، ولا يوجد أي سبب يمنع منا الحصول على نتائج وعن الأخطار المترتبة على ذلك يرى أن لكل قرار أخطاره.

أما نتنياهو، فيقول عنه بارنيع، إنه يرى بأحمدي نجاد، هتلر جديداً، وإن لم يتم وقفه عند حده فستحدث كارثة، وهو، أي نتنياهو، دائماً رأى بنفسه تشرتشل وصفقات تبادل الأسرى الأخيرة لم تشبع غروره، بل زادت شراهته في حب العظمة، وإيران توفر له فرصة التحول الفعلي إلى تشرتشل، كما يعتقد.

المحلل السياسي أمنون أبراموبيتش طالب بإحالة الموضوع إلى مراقب الدولة للتحقيق فيه وهو بذلك أخرجه من دائرة القضايا السياسية الإستراتيجية ليضعه في نطاق ربما استغلال النفوذ أو الفساد السياسي، وفي أحسن الأحوال سوء اتخاذ القرارات السياسي، علماً أنه يقول إن بنيامين نتنياهو عاد إلى رئاسة الحومة لا كي يصنع السلام مع أبو مازن بل من أجل إيران وهو يؤمن، يقول ابراموبيتش، إنه أمام مهمة مقدسة وإنه جاء إلى الحياة أو لنقل الحياة السياسية، من أجلها فقط، وأنه إن لم ينفذها هو فلن ينفذها أحد غيره، وإذا لم تنفذ فهذا يعني نهاية دولة «إسرائيل».

أما باراك، فيقول عنه أبراموفيتش إنه استغل مخاوف نتنياهو وشعوره بأنه مبعوث من الله لإنقاذ «إسرائيل» من الهلاك، ويصفه بأنه لا يفكر إلا في نفسه وفي منصبه.

أبراموفيتش يقول، إنه بعد طرح الموضوع بالشكل الذي طرحته صحيفة «يديعوت أحرونوت» يتوجب أن يحول إلى تحقيق مراقب الدولة، الذي يتوجب عليه، كما يقول، تأجيل كل أشغاله الأخرى والعمل على الملف الإيراني وعلى موضوع اتخاذ القرارات المتعلقة بهذا الملف.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2177791

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177791 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40