الاثنين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

«إذا لم تنجح في إيران.. فاضرب سوريا»

الاثنين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

أعداء الرئيس السوري بشار الأسد يحاولون الإطباق عليه للإطاحة بنظامه. فالجامعة العربية علّقت عضوية سوريا، وتركيا ـ التي كانت، في الأمس القريب، حليفاً قوياً لها، تقود اليوم تحالفاً يسعى لإزاحة نظام يحكم منذ أربعين سنة. وهناك قادة عرب يتفاوضون مع دول أوروبية غربية بشأن فرض مجموعة من العقوبات السياسية والعسكرية والاقتصادية ضد سوريا، على غرار ما حصل ضد ليبيا.

هذا الهجوم الأخير بدأ يتمخّض عن تشنّجات خطيرة في أرجاء «الشرق الأوسط» وخارجه، لأن نتيجة الصراع سوف تكون لها تداعيات تفجيرية على المنطقة بأسرها. وبالمقارنة فإن عملية إسقاط العقيد معمّر القذافي، كانت حدثاً هامشياً. فالتعقيدات في التطورات السورية ناجمة عن الانحياز الفاضح في التغطية الإعلامية الأحادية التوجه، التي أعطت الانطباع بأن كل ما نشاهده هو مجرّد انتفاضة بطولية من جانب جماهير سورية ضد دولة بوليسية بعثية.

هذا، بالتأكيد، أحد جوانب الأزمة. غير أن التلاعب الحاصل في الإعلام من جانب المعارضة السورية، كان سهلاً بسبب النقص الكبير في المعلومات من هذا البلد. فمزاعم المعارضة أصبحت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد.

إن تكوين معارضي النظام السوري يجب ان يوضّح لأي كان أن القضية هي أكبر بكثير من القلق والاهتمام بحقوق الإنسان العربية والدولية، خصوصاً عندما نرى ان قيادة هذه الحملة الشرسة، تتم عبر دول لا علاقة لها بالديموقراطية وحقوق الإنسان لا من قريب ولا من بعيد.

وهناك حافز آخر للتدخل الدولي في سوريا هو الصراع الإيراني المزمن مع الولايات المتحدة، وحلفائها في الناتو، و«إسرائيل»، وعدد من الأنظمة السنية في «الشرق الأوسط». غير ان السنوات القليلة الماضية أظهرت محدودية أي تحرك عملي ضد إيران، ومدى تخوف واشنطن و«إسرائيل» من الذهاب إلى حرب معها. لكنّ سوريا مختلفة. فالمحلل السياسي العراقي «غسان عطية»، الذي يستغرب قيام دول الخليج باعتبار أنفسها مدافعة عن حقوق الإنسان والديموقراطية في «الشرق الأوسط»، يقول : «إذا كنت غير قادر على ضرب إيران، فإن الخيار الثاني الأفضل هو كسر سوريا».

والسؤال هنا هو كيف ستتصرف إيران والعراق إزاء الخطر المتزايد من سقوط النظام في دمشق؟ من المؤكد أن إيران ستبذل كل ما تستطيع لمنع السقوط.

وفي حال فشلها في الحفاظ على حليفتها سوريا، فإنها ستعمل على زيادة نفوذها في العراق، الذي سيتحول إلى أرض معركة. كما أن إيران سوف تعمل على تقوية نفوذها في البحرين، والسعودية والكويت، واليمن، بالإضافة إلى لبنان.

ومن المؤكد أن انهيار النظام في سوريا لن تقتصر تداعياته على بلد واحد، كما حصل في ليبيا، بل سيدفع «الشرق الأوسط» كله، إلى حال من الفوضى والاضطراب. ويقول القادة الأتراك أنهم تلقوا الضوء الأخضر من أميركا وبريطانيا لفعل ما يريدون، لكن السعوديين لا يرغبون في أن تصبح تركيا بطل العالم الإسلامي. وهذا يعني ان معركة سوريا قد بدأت بإنتاج خصومات جديدة، وبزرع بذور أزمات مستقبلية.

- [**باتريك كوكبورن، كاتب في صحيفة «إندبندنت».*]

- [**ترجمة : جوزيف حرب.*]


titre documents joints

Patrick Cockburn: Compared to Syria, the fall of Libya was a piece of cake - Commentators - Opinion - The Independent

20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011
info document : HTML
99.1 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165350

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165350 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010