الاثنين 5 كانون الأول (ديسمبر) 2011

جولة الإعادة : حرب تكسير عظام جديدة

الاثنين 5 كانون الأول (ديسمبر) 2011

تبدأ اليوم في مصر جولة الإعادة للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية لملء نصف الكوب الفارغ بـ 52 مقعداً فردياً. اليوم يدخل 104 مرشحين في 27 دائرة انتخابية في محافظات تسع، منها القاهرة والإسكندرية، حرب تكسير عظام جديدة، بقواعد وتحالفات جديدة، في بعض الدوائر. أما في دوائر أخرى، فتبقى التحالفات القديمة تحكم اليوم الانتخابي الذي سيشرف عليه قرابة 2500 قاض حسب اللجنة العليا للانتخابات، وتؤمنه القوات المسلحة، بالتعاون مع قوات من وزارة الداخلية.

في هذه الجولة أيضاً، يستمر غضب القضاة، الذين لم يستجب المجلس العسكري لمطالبهم الخاصة بإصدار مرسوم بقانون لتعديل أماكن الفرز في قانون مجلس الشعب، بحيث يكون الفرز داخل اللجان الفرعية، إلى جانب اللجان العامة، وتجنب نقل عدد كبير من الصناديق إلى أماكن غير مؤهلة لهذه الإجراء المرهق، الذي قد يضرب سير الفرز كله في الدائرة الانتخابية.

وبالعودة إلى من يتحالف مع من اليوم؟ ولماذا؟ فإن الإجابة تحكمها المصالح والأوزان النسبية في كل دائرة. الإخوان يتحالفون مع السلفيين في دوائر، ويصارعون بعضهم بعضاً في دوائر. الكتلة تنفي تحالفها مع أحد حتى مع الكنيسة، رافضةً استخدام السلفيين والإخوان هذه الدعاية ضد مرشحيها لإسقاطهم. خريطة التحالفات إذاً سائلة، يعاد تفكيكها وتركيبها حسب قواعد كل منطقة انتخابية، وإن أشارت التوقعات إلى أن حزب الحرية والعدالة سوف يحافظ على الترتيب الأول. مرشحو «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، يطمعون في حصد 45 مقعداً، ينافسون في 22 منها مرشحي حزب النور، وهي الدوائر التي ستشهد منافسة شرسة بين ابني التيار الإسلامي. في الوقت نفسه يدخل حزب النور الإعادة وعينه على تحسين حصته، بعدما حصد 24 في المئة من نسب القوائم الانتخابية. وهو يخوض الإعادة على 26 مقعداً، تليه قائمة الكتلة المصرية، التى تخوض الإعادة على 15 مقعداً، فيما ينافس الفلول على بضعة مقاعد، ويبقى مقعد واحد لمرشحي أحزاب الوفد والعدل والإصلاح والتنمية في جولة الإعادة على مقعد واحد.

الدائرة الثانية في القاهرة تشهد تحركات يمكن اعتبارها طائفية، والسلفيون على الرغم من خروج مرشحهم شريف شيخون، أعلنوا دعمهم لمرشح الإخوان في مواجهة تصويت الأقباط لمرشحي الكتلة. وفي مرحلة الإعادة، أعلن شيخون تأييده الكامل لمرشحي الإخوان في جولة الإعادة، وقام بطبع لافتات وتوزيعها على أنصاره لمساندة، من وصفهم، بـ«أبناء التيار الواحد من الإسلاميين».

أما مدينة الإسكندرية، فدخلت في صراع، بين «دين الإخوان»، ودين «السلفيين»، على 8 مقاعد في دوائر الإسكندرية. فالجولة الأولى لم تحسم فيها سوى القوائم، وأدت إلى تقدم حزب الحرية والعدالة، فيما تبقى مقاعد «الفردي»، التي يتنافس عليها 16 مرشحاً لحصد 8 مقاعد في 4 دوائر انتخابية هي «المنتزه - الرمل وسيدي جابر - محرم بك - مينا البصل». خريطة المنافسة تشير إلى اشتداد الصراع في دوائر «المنتزه - الرمل، مينا البصل»، فيما تشير التكهنات إلى حسم الإخوان نحو من 5 إلى 6 مقاعد على الأقل، ومقعدين إلى ثلاثة لحزب النور، قد يكون من بينهم مرشح للحزب الوطني المنحل إذا صدق ما تردد أخيراً عن وجود تحالف بينه وبين السلفيّين.

وترجّح الأصوات في تلك الدائرة كفة الإخوان بعد إعلان الليبراليين تحالفهم مع الحرية والعدالة، مشيرين إلى أنهم يميلون إلى الوسطية، فيما تشهد الدائرة جدلاً حول إبرام صفقة بين الكفتين، بحيث يحصل كل فريق على مقعد في تلك الدائرة إذا ما تمت الصفقة.

وفي الدائرة الثانية، التي تضم (الرمل - سيدي جابر)، تعد المنافسة هي الأصعب ويزيد من شدتها وجود أحد المنتمين إلى الحزب الوطني المنحل، حيث يخوض المستشار محمود الخضيري، المرشح المستقل المتحالف مع حزب الحرية والعدالة، جولة إعادة ضد طارق طلعت مصطفى عضو الحزب الوطني المنحل، الذي تفوق في الجولة الأولى بحصوله على230 ألف و439 صوتاً، وبفارق نحو 26 ألف صوت عن المستشار الخضيري، الذي حصل على 204 ألف و773 صوتاً.

وفي بورسعيد، وصلت انتخابات الإعادة إلى ذروتها بين النائب العمالي السابق المخضرم البدري فرغلي، ومرشح حزب النور علي فودة، على مقعد العمال فردي، وسط تساؤلات في الشارع عمن يكسب المعركة، فرغلي بشعبيته وأصواته بفارق 50 ألف عن المرشح السلفي؟ أم يدعم الإخوان السلفيين ليكتمل مشهد احتلال الإسلاميين لمقاعد المحافظة.

- **المصدر : صحيفة «الأخبار» اللبنانية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2166105

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2166105 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010