الجمعة 9 كانون الأول (ديسمبر) 2011

غارات على غزة.. أين الجامعة العربية؟

الجمعة 9 كانون الأول (ديسمبر) 2011

إقدام طائرة «إسرائيلية» على اغتيال الشهيدين عصام وصبحي البطش بصاروخ استهدف سيارة كانا يستقلانها وسط مدينة غزة هو محاولة استفزازية متعمدة لتفجير الأوضاع في القطاع، ودفع حركات المقاومة للإقدام على ردود انتقامية تنهي الهدنة الهشة التي جرى التوصل إليها بوساطة من قبل السلطات المصرية في أعقاب انجاز صفقة تبادل الأسرى قبل شهرين.

«إسرائيل» تتهم عصام البطش احد القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» بأنه يقف خلف العديد من العمليات التي جرى تنفيذها ضدها، ولكن هذا الاتهام إذا صح لا يبرر اغتياله بهذه الطريقة الدموية، وفي هذه الحالة تصبح عمليات اغتيال الجنرالات والجنود «الإسرائيليين»، والسياسيين الذين يصدرون لهم الأوامر بشن عدوان على الفلسطينيين في القطاع او الضفة أهدافاً مشروعة، وليست عملاً «إرهابياً» مثلما يقول «الإسرائيليون» ويردد خلفهم العالم الغربي أقوالهم هذه.

عندما تكون هناك هدنة، وبضمانة الحكومة المصرية، فان الالتزام بهذه الهدنة هو موقف أخلاقي قبل أن يكون موقفاً قانونياً، ولكن حكومة بنيامين نتنياهو لا تعرف الأخلاق، ولا تحترم القانون، وضعياً كان او إلهياً.

الفلسطينيون الذين لا يشكلون دولة، ولا يعترف بسلطتهم أحد، ونحن نتحدث هنا عن حكومة «حماس» في القطاع، التزموا بهذه الهدنة، وحرصوا على وقف إطلاق الصواريخ بالطرق والوسائل كلها، لتجنب إغضاب الوسيط المصري أولاً، ولعدم السقوط في المصيدة الاستفزازية «الإسرائيلية»، وهذا ضبط للنفس يحسب لهم في ظل ظروف الحصار الصعبة التي يكتوون بنارها.

لا نعرف لماذا استأنف نتنياهو وأجهزته الأمنية والعسكرية الاغتيالات بهذه الطريقة الدموية البشعة، واختراق الهدنة المتفق عليها، وفي مثل هذا التوقيت، فهل يريد توتير الأوضاع لتبرير اجتياح جديد لقطاع غزة في إطار مخطط «إسرائيلي» لضرب إيران و«حزب الله» وربما سورية؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، ولكن لا نعتقد أن مثل هذه الجريمة تأتي عفوية، وإنما في إطار تصعيد محسوب، لأن نتنياهو يدرك جيداً أن المجلس العسكري المصري الحاكم لا يمكن أن يقبل بمثل هذا الإحراج من قبل «الإسرائيليين»، لأن علاقته مع «حماس» قوية أولاً، ولأنه يعتبر قطاع غزة جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي ثانياً، ولأن الإسلاميين حلفاء «حماس» فازوا بأكثر من ستين في المئة من الأصوات في الجولة الانتخابية البرلمانية المصرية ثالثاً.

لا نعتقد أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً عاجلاً لمواجهة هذا العدوان استجابة لنداءات حكومة «حماس»، او أن يبادر من يقيم منهم علاقات مع «إسرائيل» على قطعها وإغلاق سفاراته في «تل أبيب» على غرار ما فعلوا في سورية، ولذلك على أبناء قطاع غزة أن يضعوا هذا في حسبانهم قبل أن يوجهوا مثل هذه النداءات في المرة المقبلة، فأرواح الفلسطينيين والعرب الذين لا ترضى عنهم أمريكا باتت في ذيل اهتمامات جامعة الدول العربية ووزراء خارجيتها، هذا إذا كانت موجودة أساساً على هذه القائمة.

- [**رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2178775

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178775 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40