واشنطن (ا ف ب) - اكد دبلوماسي اميركي الجمعة ان سوريا تزود حزب الله اللبناني بمجموعة واسعة من الصواريخ، مشيرا الى ان احتمال ان تكون سوريا تزود الحزب بصواريخ سكود لا يزال “موضع دراسة عن كثب”.
وقال هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته “اننا قلقون حيال توسع نطاق التعاون بين سوريا وحزب الله”. واضاف ان سوريا تزود الحزب الشيعي اللبناني “بمجموعة واسعة من الصواريخ”.
وذكر هذا المسؤول الكبير بان الولايات المتحدة تصنف سوريا من الدول الداعمة للارهاب، بسبب “معلومات وفيرة جمعت منذ عدة سنوات حول الدعم السوري لحزب الله”.
واضاف المسؤول الاميركي “اما بالنسبة لمعرفة ما اذا كانت (صواريخ) سكود عبرت حدود لبنان”، فان هذا الامر لا يزال تجرى “دراسته عن كثب”.
واوضح المصدر ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي سيكون في واشنطن الاسبوع المقبل لحضور الحفل السنوي الكبير للجنة اليهودية الاميركية، سيجتمع في هذه المناسبة مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس دون ان يحدد ما اذا كانت مباحثات الوزير الاسرائيلي ستتناول قضية الصواريخ السورية لحزب الله اللبناني.
وكان وزير الدفاع اللبناني الياس المر اكد الجمعة ان استخبارات الجيش اللبناني لا تملك اي معلومات عن دخول صواريخ “سكود” الى حزب الله في لبنان، كما تقول اسرائيل.
وقال المر بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للصحافيين ردا على اسئلة عن الصواريخ “لا معلومة حول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد”. واضاف “لم تكن لدينا معلومات سابقة، ولا استخبارات الجيش كشفت شيئا حول هذا الموضوع”. واشار الى وجود “اقمار اصطناعية لتزويد الامم المتحدة بصور عن تهريب السلاح” الى لبنان اذا حصل، مؤكدا ان “الجيش سيلتزم”، في حال ثبوت ذلك، “بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره”.
وقد ابدت الولايات المتحدة قلقها هذا الاسبوع من احتمال تزويد سوريا حزب الله بصواريخ سكود، محذرة من “ان كل الخيارات ستكون مطروحة” اذا تأكد ذلك. وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اول من اتهم سوريا بتقديم هذه الصواريخ القادرة على اصابة كل الاراضي الاسرائيلية.
وعلى الاثر استدعت وزارة الخارجية الاميركية مساعد رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة السورية في واشنطن “للرد على تصرفات سوريا الاستفزازية المتعلقة بنقل محتمل للاسلحة الى حزب الله” كما اوضحت الدبلوماسية الاميركية. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعرب صباح الاربعاء عن اسفه لكون وزارة الخارجية الاميركية صدقت الاتهامات الاسرائيلية.
بينما قال قال حزب الله اللبناني يوم الخميس انه جاهز ومستعد تماما لمواجهة كل الاحتمالات بعد ان صرحت الولايات المتحدة بان “كل الخيارات مطروحة” ردا على تقارير أفادت بأن سوريا سلمته صواريخ طويلة المدى.
وكانت الولايات المتحدة شددت من انتقاداتها القاسية والقوية لسوريا بسبب التقارير عن تزويدها حزب الله بصواريخ بعيدة المدى وتحدثت للمرة الاولى عن عواقب وخيمة يمكن ان تلحق بدمشق اذا واصلت سياستها بتسليح الحزب بمثل هذه الأسلحة.
وقال نائب حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله لرويترز “ان المقاومة تتعاطى مع التهديد الاسرائيلي بجهوزية واستعداد لكل الاحتمالات.”
واضاف “صحيح اننا لا نرى امكانية ميدانية لشن اسرائيل عدوانا جديدا على لبنان نتيجة توازن الردع الذي تكرسه معادلة الرد بالمثل وتكامل الجيش والشعب والمقاومة وصحيح ان لبنان ليس هو من يشن الحروب بل يدافع عن نفسه لكن المقاومة متيقظة ودرست كل الاحتمالات وجاهزة لها.”
وكان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأدنى قال للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوم الاربعاء ان “كل الخيارات مطروحة على الطاولة” اذا كانت سوريا قد سلمت صواريخ سكود بعيدة المدى الى حزب الله.
وأضاف فيلتمان ان الولايات المتحدة تسعى للحصول على اجابات بشأن اتهامات الصواريخ وتحمل المسألة على محمل الجد الى أقصى درجة.
وقال فضل الله “التهديدات التي اطلقها مسؤولون امريكيون وآخرهم السيد جيفري فيلتمان هي جزء من حملة ضغوط سياسية ونفسية تمارسها الادارة الامريكية لمصلحة اسرائيل بهدف تقييد حركة المقاومة ومنع لبنان من امتلاك القدرات التي تخوله حماية نفسه في مواجهة العدوان الاسرائيلي على أرضه وشعبه.”
واضاف “ان هذه الضغوط هي تدخل أمريكي مباشر للتعويض عن الاخفاقات الاسرائيلية في مواجهة لبنان وحمايته وهو تدخل يتغاضى عن الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية ويكشف حجم الانخراط الامريكي في حملة التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان وسوريا.”
RLS
