الأربعاء 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011

وجه الشيطان الجميل الذي يسمى برنارد هنري ليفي

الأربعاء 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011

من هو هذا الموصوف بـ..«الفيلسوف» في الأوساط الثقافية الفرنسية ولماذا يمكن اعتباره وهو مجرد «مدني» المسؤول الفرنسي الأول عن دعم الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي وهو أيضاً المسؤول الأول عن تأمين الدعم الأوروبي الرسمي لحركات سياسية تتخذ الإسلام غطاءً لمطامعها السلطوية.

من المعروف أن اللوبي الصهيوني يعمل وفقاً للطريقة الفردية في تحقيق أهدافه، أي انه يعطي للناشطين المميزين فرصة التحرك وبناء مؤسسات تدور حول الفرد دون أن يتولاها هو شخصياً، فتصبح شخصيته افعل لأنها تبدو شخصية فردية لا حول لها ولا قوة، بينما هي في الواقع وجه واحد لمن يستطيع اللوبي الصهيوني تسخير كل نفوذه لتحقيق ما يراه صالحاً لـ «إسرائيل».

هنري ليفي ليس استثناءً، هناك آلاف من أمثاله وان كانوا اقل شهرة منه، ولكن هناك الكثيرين من رجال اللوبي الصهيوني أكثر شهرة منه كل في مجاله، مثلاً جاريد كوهين الذي وضع إستراتيجية استغلال الشباب العربي (والشباب العالمي في البلاد التي تنافس أميركا) للانترنت واستغلال أميركا لشباب الانترنت.

هناك أيضاً الناشطة الدولية الصهيونية اليانا بنادورا، المعروفة بعلاقتها الوثيقة بكثير من معارضي وحكام العالم العربي على السواء، وهي أميركية من أصل أرجنتيني، وتملك مؤسسة «بنادورا» في واشنطن التي ينتمي إليها وزراء من الكويت ومفكرين لبنانيين ومصريين وناشطين وعملاء للغرب منهم وليد فارس (قوات لحد والقوات اللبنانية) وحسن منيمنة (تيار المستقبل) ومن مصر سعد الدين إبراهيم وأيمن نور وتلك المؤسسة مرتبطة بالحزب الجمهوري وبتيار المحافظين وتقدم للإدارة الأميركية النصائح في مجالات الأمن القومي والسياسة الخارجية المتعلقة بـ «الشرق الأوسط» ولكن دورها الأخطر يتمثل في تجنيدها لمئات من نخبة النخبة العربية ممن يسعدهم أن تفتح لهم اليانا بنادورا خطوط التواصل المباشر مع المؤسسة الأميركية (والإسرائيلية) مقابل فتح أولئك لكل ما يملكون من معلومات وادوار وقدرات وتسخيرها لصالح الصديقة بنادورا ومن يقف ورائها.

وهناك أيضاً حاييم صبان الملياردير الصهيوني الشهير الذي خضع لدورات على كيفية القيادة الحكومية في مؤسسته في واشنطن كثيرون من قيادات الإخوان المسلمين مؤخراً، وزارها علناً زعيم الاسلامويين التونسي راشد الغنوشي، وبالمناسبة هناك رئيسين للوزراء في لبنان تلقيا دروساً في القيادة الدولية على يد مختصين في معهد صابان وليس ذاك كل شيء والمخفي أعظم.

شخصية «برنارد ليفي» هي عينة من أولئك المقاتلين الذين يعتبرون أنفسهم حملة الراية الصهيونية وورثة «المكابيين».

المفارقة ليست في سعي صهيوني لبناء مؤسسة تدور من حوله وتعمل لمصلحة «إسرائيل»، ولكن المفارقة هي التعاون ما بين شخصيات مثل ليفي وما بين أشباه تنظيم «القاعدة» من الوهابيين و«الاخوانجية» في كل من ليبيا وسورية ومصر وتونس واليمن.

[**سيرة فضائحية تعكس النفوذ الهائل لبرنارد ليفي : *]

يروي كتاب فيليب كوهين عن برنارد ليفي ما يلي :

كان حفل الزفاف يوم 19 آذار (مارس) 1993 صفقة متعددة الجوانب، فمن الناحية السياسية كشف عن نفوذ الفيلسوف الذي سخّرت الرئاسة الفرنسية طائرة لنقل ضيوفه، ومن ناحية الإشهار وجد نفسه إلى جانب نجوم الغناء والسينما، ولأول مرة تطارد أفواج البابارازي فيلسوفاً، غير أن كتاب كوهين يكشف بأن ليفي استلطف اللعبة الإعلامية من البداية، حين باع صور الزفاف لباري ماتش التي خصصت للحدث ست صفحات، ومنذ ذلك التاريخ دخل الفيلسوف ذو القميص الأبيض عالم النجوم الشعبية، لكن بالحيلة ذاتها التي يمارسها من خلال تقديم نفسه رسولاً للانسانية وداعماً لحقوق الإنسان (يشبهه في ذلك وزير الخارجية الفرنسي السابق برنارد كوشنير الذي عرفه العالم ناشطاً في مجال حقوق الإنسان من خلال منظمة أطباء بلا حدود، ثم ظهر في وزارة الخارجية الفرنسية كوزير بلا رحمة حين يتعلق الأمر بآلاف الشهداء من أطفال فلسطين ولبنان، وليظهر كوشنير كأي سياسي امبريالي لا هم له سوى تحقيق أهداف دولته (او قل مؤسسته الصهيونية الأولى) ولو على حساب جثث الآلاف من الأبرياء.

ويرصد الكتاب تعليقات من نوع أن ليفي لا يفوت حدثاً دون أن يبصمه ببصمته الخاصة، وقد ارتبط نشاطه بالأحداث المأساوية المعاصرة، ونجح في أن يكون مبعوثا لبلاده إلى نقاط ساخنة كأفغانستان.

مقالات صحافية عديدة ظهرت في فرنسا والولايات المتحدة بأقلام صحافيي الميدان كشفت بشكل مدو عن التزوير وقلب الحقائق الذي يمارسه هذا الفيلسوف الجديد، المنتصر لهويته اليهودية.

فقد استغل ليفي تحقيقاً إنسانياً أجراه عن صحفي أميركي قتل في باكستان (دانيال بيرل) من أجل الترويج للخطر الباكستاني والدعوة لضرب هذا البلد وتجريده من السلاح النووي بحجة تعاونه مع «القاعدة».

وقد استغل المحقق الإنساني (ليفي) الظرف الدولي ليقوم بحملة إعلامية كبيرة لكتابه عن «بيرل» في الولايات المتحدة، غير أن صحافياً أمريكياً اشتغل في المنطقة قرابة العشرين عاماً كتب مقالاً في «ريفيو نيويورك» - كانون الأول (ديسمبر) 2003 - وأعادت نشره «لوموند ديبلوماتيك» في نفس الشهر - والمقال يتهم الفيلسوف الفرنسي بالخلط، بين التحقيق الذي هو جوهر العمل الصحافي، والخيال الروائي. مضيفاً بأنه منذ الصفحات الأولى نكتشف أن صاحب الكتاب يريد شيئا آخر غير التحقيق، معتمداً على التحليل السياسي غير المدعم بوثائق وعلى الاختلاقات. والمضحك ان يكتشف ذات الصحافي أن ليفي اخترع من خياله الكريم شارعاً في لندن، قال ان عمر الشيخ مدبر عملية تصفية الصحافي الأميركي بيرل تربى فيه، وحين راجع المحقق الأمريكي أسماء شوارع لندن لم يجد اسماً للشارع المذكور!

وفوق ذلك، فإن كتاب من قتل دانيال بيرل؟ الذي ألفه برنارد ليفي للتحريض على قنبلة باكستان النووية، يخلط الجغرافية الباكستانية، ويخلط حتى بين أسماء المدن، وأسماء التنظيمات «الإرهابية» او المسالمة.

فضلاً عن تضمن التحقيق لطروحات معادية للإسلام بطريقة مجانية، ومعلومات خاطئة عن وضع المرأة، حيث تحدث «ليفي» عن غياب المرأة، وعن تغييب حقوقها، في بلد وصلت فيها امرأة الى رئاسة الوزارة. وخلص المقال إلى ان «ليفي» كتب عن باكستان أخرى لا وجود لها إلا في خياله، وفوق ذلك فإن كتابه اعتبر إساءة بالغة لذكرى الصحافي الشهيد دانيال بيرل.

الضربات السابقة ليست الأولى من نوعها التي يتلقاها أكبر المثقفين إثارة للجدل في فرنسا، لكنه صمد معتمداً على ثروته، وعلى النظام الذي بناه اللوبي الصهيوني في الأوساط الإعلامية والسياسية، وحتى في أوساط الأعمال الفرنسية.

برنارد هنري ليفي احتفل هذا العام مع «ثوار» ليبيا الذين استقبلوه استقبال الأبطال، وهو أيضاً احتفل مع الإخوان المسلمين بنصرهم في انتخابات تونس ويريد الاحتفال مع الإخوان المسلمين ومجلسهم الوطني برفع العلم «الإسرائيلي» في دمشق، إنه زمن الثورات العربية ...او هكذا اعتقدنا، والصراع الآن ليس بين الثورة وبين الحاكمين، بل بين تاريخ الحلم العربي بالحرية وبين مستقبلهم الصهيوني الذي خطط له برنارد ليفي ومن يتحالف سراً وعلانية مع المؤسسة الصهيونية التي ترعاه وترعى سارقي الثورات ومجهضي أحلام القائمين بها.

[**تفاصيل شخصية *]

ولد برنار هنري ليفي في بني صاف بالجزائر يوم 05 تشرين الثاني (نوفمبر) 1948، وبعد أشهر من هذا التاريخ استقرت عائلته بباريس حيث درس وببلوغه المرحلة الجامعية تتلمذ على يد جاك ديريدا ولويس ألتوسير، في سنة 1971 زار شبه القارة الهندية وتوقف بالبنغلاديش التي كانت تخوض حرباً تحريرية استجابة لدعوة مالرو إلى إنشاء كتيبة دولية من أجل بنغلاديش وعمل كمراسل حربي، ومكنته إقامته في هذا البلد من إعداد كتاب بعنوان بنغلاديش، قومية داخل الثورة واختاره ميتران للعمل في فريق خبرائه إلى غاية 1976 في نفس الفترة أشرف على إدارة ثلاث سلاسل بدار غراسيه العريقة وأصبح مكرساً كرئيس عصابة الفلاسفة الجدد المشكلة من جون بول دولي، كريستيان جامبي غي لاردو، أندري غلوكمسان، وجون ماري بونوا ولقيت هذه الموجة اهتماماً كبيراً في الأوساط الإعلامية إذ أصبح هؤلاء الفلاسفة مطلوبين تلفزيونياً للإدلاء بتعليقاتهم على الأحداث وفي نفس الفترة أدار ركن أفكار بجريدة le quotidien de paris وتعاون مع النوفيل أوبسرفاتور.

أصدر سنة 1977 كتاب «البربرية بوجه إنساني» ثم «وصية الله» سنة 1979 بعد ذلك شكل إلى جانب فرانسواز جيرو ومارك ألتر وبعض المثقفين الحركة الدولية ضد الجوع وكذا لجنة حقوق الإنسان التي تناضل من أجل مقاطعة الألعاب الأولمبية في موسكو وتزوج من سيلفي يوسكاس.

سنة 1981 يصدر أكثر كتبه إثارة للجدل «الايديولوجية الفرنسية» وفي ايلول (سبتمبر) من ذات العام يزور أفغانستان ويسلم المقاومين معدات لإنشاء «إذاعة أفغانستان الحرة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2180857

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180857 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40