الخميس 3 حزيران (يونيو) 2010

بايدن يمنح الكيان الصهيوني حق القرصنة

واشنطن تعمل على خطة جديدة لتخفيف الحصار عن غزة
الخميس 3 حزيران (يونيو) 2010

استمرت محاولات الإدارة الأمريكية، الهادفة إلى الوصول إلى اتفاق مع “إسرائيل”، لتخفيف حدة الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة، في محاولة لمساعدة حليفتها “إسرائيل” على تخفيف حدة الغضب الدولي المتصاعد ضدها، بعد الهجوم الدموي على قافلة الحرية. وقد كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كراول عن قيام إدارة أوباما بتحذير “إسرائيل” أكثر من مرة من مغبة استخدام القوة المفرطة ضد قافلة الحرية، لوجود مدنيين على متنها، بمن فيهم مواطنون أمريكيون، كراول قال “أكدنا لهم أكثر من مرة ضرورة الحيطة وضبط النفس”، جاء ذلك بينما توالت عمليات كشف القرصنة “الإسرائيلية” وأدلة على تعمد “إسرائيل” الهجوم بشكل وحشي على القافلة باستخدام الرصاص الحي وهو ما نسف كل المحاولات “الإسرائيلية” لتبرئة نفسها عبر وسائل الإعلام الأمريكية، وقد ظهر عدد من الأمريكيين الذين كانوا شهود عيان أثناء الهجوم نظراً لمشاركتهم كناشطين ضمن القافلة على عدد من محطات التلفزة والراديو الأمريكية، ومن ضمن هؤلاء سفير أمريكي سابق وهو ادوارد بيك، ومسؤولة سابقة بوزارتي الدفاع والخارجية وهي آن رايت وكانت قد قدمت استقالتها في العام 2003 من منصب مهم بالخارجية الأمريكية احتجاجاً على الحرب الأمريكية في العراق لتنضم إلى جهود مناهضة الحروب الأمريكية، وقد أكدت وزملاؤها، في أول ظهور إعلامي لهم قيام القوات “الإسرائيلية” بالهجوم الوحشي والمتعمد في مخالفة للقانون الدولي، على سفينة كانت بالمياه الدولية، حيث تم إجبارهم على الدخول إلى “إسرائيل”، ثم جرت عملية استجواب للجميع بعد أن تم تقييدهم وتغطية رؤوسهم بالأكياس، ووجهت إليهم اتهامات بالتسلل إلى “إسرائيل” رغم أنهم اعتقلوا بعد هجوم وحشي بالمياه الدولية وعلى بعد لا يقل عن 70 ميلاً من المياه “الإسرائيلية”، حيث تم الاستيلاء على متعلقاتهم بما فيها الكاميرات وأجهزة الحاسب الآلي الشخصي. وقد جاءت شهاداتهم هذه في الوقت الذي صعقت فيه تصريحات لنائب الرئيس جوزيف بايدن هؤلاء، حيث أيد بايدن في حديث متلفز الخميس حق “إسرائيل” في تفتيش السفن والبضائع المتجهة إلى غزة وقال “يمكن الجدل حول مسألة قيام”إسرائيل“بإنزال كوماندوس على السفن، ولكن لـ”إسرائيل“الحق في أن تعرف لأنها في”حالة حرب“مع حركة”حماس“ما إذا كانت هناك أسلحة يتم تهريبها”، كما زعم أن “حماس” أطلقت 3 آلاف صاروخ على “إسرائيل” العام الماضي، ولكن بايدن مع هذا اعترف بأن إدارة أوباما تحاول تغيير موقف الحكومة “الإسرائيلية” من غزة المحاصرة وقال “بذلنا ما نستطيعه من ضغط وترغيب حتى تدخل”إسرائيل“مواد بناء ومساعدات إنسانية أخرى”.

وقد سارع ناشطون في واشنطن بانتقاد موقف إدارة أوباما وتصريحات بايدن لا سيما تلك التي أيدت فيها حق “إسرائيل” بتفتيش السفن التي تحمل مدنيين بزعم أن حق “إسرائيل” ذلك نابع من كونها في حالة حرب مع “حماس”.

وقال هؤلاء إن حالة الحرب لا يتم إعلانها إلا بين الدول وليس بين دولة مدججة بالسلاح وبين مدنيين محاصرين أو جماعات سياسية، وتحدى هؤلاء بايدن التحدث حول قانونية الهجوم “الإسرائيلي” للسفن في المياه الدولية.

من ناحية أخرى سيقوم بايدن بزيارة إلى مصر الأحد المقبل يلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، ورجحت مصادر مطلعة أن تكون مسألة تسهيل دخول مساعدات إلى غزة ضمن أجندة هذا اللقاء، والذي يأتي وسط استمرار إدارة أوباما في النقاش مع الجانب “الإسرائيلي” على مستوى أمني وسياسي كبير، للتوصل إلى حل لمواجهة المطالبات الدولية المتصاعدة لفك الحصار عن غزة، وكان مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز قد اجتمع لساعات مع نظيره “الإسرائيلي” في البيت الأبيض في محاولة على ما يبدو لإقناعه بالتوصل إلى اتفاق من شأنه تسهيل دخول الاحتياجات المدنية الإنسانية إلى غزة المحاصرة وبشكل يضمن مطالب “إسرائيل”.

وحتى الآن فإن “إسرائيل” مازالت ترفض كل العروض وهو الأمر الذي سيعقد إلى حد كبير أجندة أوباما الدبلوماسية الرامية إلى تحسين علاقاته مع العالمين العربي والإسلامي، وحسب ما تسرب أمس، فإن واشنطن تسابق الزمن للتوصل إلى تهدئة للعاصفة التي أثارتها “إسرائيل” بهجومها على قافلة الحرية وذلك قبل موعد زيارة أوباما والمتوقع أن تتم خلال الشهر الحالي إلى إندونيسيا لتوجيه خطاب آخر للعالم الإسلامي وهي الزيارة التي أجلها انشغال الرئيس أوباما بتمرير قانون الرعاية الصحية. ويبدو أن إدارة أوباما تقوم حالياً ضمن محاولاتها مع “إسرائيل” التوصل إلى اتفاق بمساعدة مصرية لإقرار صيغة ما، تتمكن بموجبها من إيجاد آلية لإدخال المواد الأساسية والضرورية ومعظم الاحتياجات المدنية إلى القطاع بشكل يضمن ل “إسرائيل” الاطلاع والمتابعة.

وكان السفير “الإسرائيلي” في واشنطن مايكل أورين قد كرر أمس أن “إسرائيل” ترفض رفع الحصار عن غزة بشكل قطعي فهو حسب وصفه “أمر غير قابل للنقاش”، جاء ذلك فيما زعم نائب السفير “الإسرائيلي” لدى الأمم المتحدة بأن القانون الدولي يتيح ل “إسرائيل” مهاجمة السفن الموجودة في المياه الدولية.

في الأثناء، دعا ناشطون حقوقيون أمس إلى المشاركة مع العديد من المنظمات الحقوقية والمناهضة للحرب لتظاهرات في العديد من المدن الأمريكية احتجاجاً على المجزرة “الإسرائيلية”، والمطالبة برفع الحصار عن غزة وهي التظاهرات التي تقررت في أكثر من عشرين مدينة أمريكية بما فيها مظاهرة أمام البيت الأبيض تطالب الرئيس أوباما برفع الحصار عن غزة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165463

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165463 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010