الخميس 3 حزيران (يونيو) 2010

لوموند الفرنسية : جريمة مع سبق الإصرار

الخميس 3 حزيران (يونيو) 2010

ترجمة : بشير البكر

الاقتحام الدامي الذي قامت به القوات الخاصة “الإسرائيلية”، للسفينة التركية “مافي مرمرة”، ضمن أسطول الحرية فجر الإثنين الماضي، سيكون بالتأكيد مفيداً جداً في الأيام والأسابيع المقبلة بخصوص التموضع على المستوى الدولي في ما يخص الخيارات السياسية للدولة الصهيونية تجاه الفلسطينيين، من جهة، وتجاه جيرانها في الشرق الأوسط في مجموعهم من جهة ثانية.

هذا ما خلص إليه الكاتب الفرنسي سيل نو في صحيفة لوموند، الذي أكد أنه بعد مرور المفاجأة واتخاذ المسافة الضرورية، يجب علينا أن نعود إلى البداهة : كل هذا يبدو أنه يتعلق بحساب سياسي وسبق الإصرار أكثر ما يبدو خطأ “بسيطا”.

لنتناول الأمور في انتظام: فأولاً، الاقتحام في المياه الدولية يشكل في حد ذاته انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وثانياً، يأتي هذا الحدث في سياق حصار لقطاع غزة أعلنته السلطات “الإسرائيلية” من أجل تقويض تأثير حركة حماس في تسيير شؤون الحكومة الفلسطينية . وأشار إلى أن وصول نتنياهو إلى السلطة في “إسرائيل” ترافق مع تشكيل تحالف صهيوني “صلب”، ومع تسلّم أفيغدور لبيرمان لحقيبة الخارجية، وهو مؤسس حزب صهيوني متطرف “إسرائيل بيتنا” الذي ببساطة، وضع سياسة فصل عنصري. كما أن وجود إيهود باراك على رأس وزارة الحرب لا يجب الاستهانة به، فعلى الرغم من أن الرجل عضو في حزب العمل، وعلى الرغم من أنه كان فاعلاً في مفاوضات طابا، إلا أنه من “الصقور” ومن الساسة الطموحين لاستعادة منصب رئيس الوزراء.

وأخيراً نذكّر بحضور إيلي يشاي، زعيم حزب شاس، في وزارة الداخلية الذي على الرغم من وتيرته الاجتماعية، فهو لا يقل تطرفاً في الديانة وفي القومية.

إن إعارة الأهمية للسياق مهمّة جداً في إدراك أحداث جرت للتو. إن “إسرائيل” تُحْكَم الآن من قبل توسعيين ومتحمسين من أنصار “إسرائيل” الكبرى.

وثالثاً، عمليات الاعتداء التي تتالت منذ تولي نتنياهو للسلطة ضد قطاع غزة وضد لبنان، شكلت اختبارات للحكم على القدرات الفعلية للجيش “الإسرائيلي”، بقدر ما كانت للحكم على عدم اكتراث المجموعة الدولية. السؤال الحقيقي، الآن، يتمثل في معرفة لماذا وكيف يشكل هذا الحدث الأخير (الهجوم على أسطول الحرية) ليس فقط آخر اختبار، بل مشروعاً واسعاً لمناورة بدأت منذ فترة.

ردود الفعل الغربية الباردة تستجيب للمرحلة الاستراتيجية الأولى، إضافة إلى أن أمريكا لم تفعل سوى إبداء “الأسف العميق على الخسائر البشرية”. ما الذي نلاحظه إذاً؟ إننا أمام تصدّع بين غربيين من دون رد فعل حقيقي، والرأي العام في مجموع العالم العربي الذي يلتهب ضد “إسرائيل”.. علاوة على ذلك ثمة دول مثل روسيا وإيران تتميزان عن الغرب فتنتقدان العدوان “الإسرائيلي” بشدة. مكانة تركيا في هذه القضية، باعتبارها مكان شحن الزوارق وقاعدة لمنظمة المشروع، يمكن أن تبدو جديدة، ولكن ليس علينا أن ننسى أن الحكومة الحالية هي حكومة أردوغان الذي رفض السماح للولايات المتحدة بالمرور عبر تركيا لاجتياح العراق. ها نحن أسرى صراع الحضارات العزيز على قلوب المحافظين الجدد: الشرق-الإسلام- الاستبداد/الغرب- الليبرالية- الديمقراطية.. هذا هو، من دون أدنى شك، الهدف غير المعلن، لأنه لا يمكن الإعلان عنه، لهذه البلبلة البحرية، والتي تخفي احتمال هجوم على إيران: نحسب ونقيس قبل المرحلة الأخيرة.. كل هذا لا يُبشّر بخير!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2177797

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177797 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40