السبت 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011
عائلات قادة الحركة يتسربون بالجملة لعمَّان والدوحة ومكاتب دمشق خالية ولا يوجد بها سوى «الغفارة»...

السعودية لن تدعم الانفتاح الأردني على «حماس» قبل تفكيك علاقاتها بإيران

السبت 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011

الرسائل والإشارات التي تصل عمَّان من الرياض توحي بان المملكة العربية السعودية متحفظة او على الأقل مترددة فيما يخص دعم خطط الأردن للانفتاح على حركة «حماس» واحتضانها مجدداً سياسياً ولوجستياً.

وما يصل للأردنيين من إيحاءات صادرة عن مكتب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، يتضمن رسالة مباشرة تقول بان الرياض وفي هذه المرحلة تقترح تأجيل العودة السياسية لقادة حركة «حماس» للساحة الأردنية، ووقف اندفاع الوساطة القطرية والاقتصار في هذه المرحلة على العودة الإنسانية ذات الطابع الإنساني بتلك النسخة التي يبشر بها رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة.

وطوال الأسابيع القليلة الماضية تسربت عائلات شخصيات مهمة في حركة «حماس» الى بلدان مجاورة لسورية، من بينها الأردن ومصر ولبنان، مع عدد كبير وصل قطر فعلاً ويبحث عن مكان للاستقرار فيه.

وحسب مصدر مقرب جداً من الحكومة الأردنية تحدث لـ «القدس العربي»، فان زوجات وأطفال عدد كبير من قادة «حماس» في مكاتب دمشق غادروا فعلاً، وان عدداً لا يستهان به دخل الأردن فعلاً وحصل على جوازات سفر أردنية، ومن تبقى في مكاتب دمشق عملياً بعد هذه الهجرة البطيئة هم بعض العاملين وبعض قيادات الصف الثاني بحيث يقترب وجود «حماس» اليوم من الاقتصار على «غفارة» سياسية في مكاتب «حماس».

ويبدو أن استضافة العائلات وتوفير ملاذات إنسانية لعناصر «حماس» في دمشق خطوة يوافق عليها الجانب السعودي فيما يخص مشروع الأردن وقطر لانجاز عودة سياسية لقادة «حماس» الى الساحة الأردنية، والرياض هنا تتحفظ على العودة السياسية ولا تعارض الإنسانية.

وفي الكواليس ثمة شرط سعودي يحذر الأردن من التطبيع المباشر والسريع مع «حماس»، فالحكومة الأردنية تلاحظ بان تناغماتها مع قادة «حماس» لم تحصل مثلها إطلاقاً على الجانب السعودي، فكل النوافذ السعودية لا زالت مغلقة أمام قادة «حماس» والزعيم السياسي للحركة خالد مشعل اشتكى مؤخراً لشخصية سياسية أردنية من أن الإخوة في الرياض أغلقوا حتى قناتين قديمتين «كنا نتبادل عبرهما الرسائل».

ولا يخفي السعوديون شرطهم بان تتخلص «حماس» تماماً من علاقتها الإيرانية حتى تتلقى الاتصالات منها، وهو أمر حاول مشعل ورفاقه شرحه بالإشارة الى أن المسألة دعوة ضمنية للانتحار، فمن غير الممكن مغادرة دمشق والانقلاب على طهران فجأة ومن دون مبررات وحتى من دون التزام برعاية سعودية مقابلة.

لهذه الأسباب وعلى نطاق واسع يمكن ملاحظة حجم السعي الأردني للتأمل والتفكير قبل الاستجابة الكاملة للوساطة القطرية التي تقترح تحولاً شاملاً في العلاقات السياسية بين الأردن وقادة «حماس»، وهو أمر يتوقعه ويلمح إليه حتى الناطق باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي ووزراء آخرون.

لكن القيادي الإسلامي والوكيل القانوني لحركة «حماس» في الأردن المحامي موسى العبداللات يبدو مستعداً للقول بان الوساطة القطرية نجحت فعلاً ليس فقط بترتيب العلاقات بين الأردن و«حماس»، ولكن بإقناع السلطات الأردنية بتطوير هذه العلاقات والتجاوز السريع لخلافات السنوات الماضية.

ورفض العبداللات عندما سألته «القدس العربي» توضيح مقاصده عن التطوير الذي يلمح إليه وسقفه لكنه قال : أتوقع في المستقبل الوشيك لقاء بين الأخ مشعل وصانع القرار الأردني برعاية قطرية، وعلينا ألا ننسى أن «حماس» أصبحت لاعباً مهماً في الإقليم بعد المصالحة والتطورات الأخيرة وخصوصاً «الربيع العربي».

- [**المصدر : «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2180646

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2180646 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40