الاثنين 2 كانون الثاني (يناير) 2012

وداعاً أيتها الفاتنة

الاثنين 2 كانون الثاني (يناير) 2012 par محمد الرطيان

ذَهَبَتْ إلى كتاب التاريخ وهي تتهادى بأجمل ملابسها، تجر وراءها الحكايات والقصائد والأحباب، وذلك بعد أن تعطرت بدماء الأحرار.

أخذت المكان الذي يليق بها بين السنوات العظيمة :

إنها سنة 2011م

سنة ارحل، سنة الشعب يريد، سنة البوعزيزي، سنة الشارع الذي أرعب القصر.

سنة تحوّل فيها العالم العربي إلى (خبر عاجل) تنقله كل شاشات العالم.

سنة (البلطجية والشبيحة) و (المندسين والأجندة) و (الأصابع الأجنبية).

سنة الهواتف المحمولة و«اليوتيوب» و«الفيسبوك» : إعلام جديد أربك الإعلام التقليدي.

سنة «تويتر» .. و 140 حرفاً تفعل ما لا تفعله ملايين الكلمات التي تبث عبر قناة رسمية غبية، وتكتب عبر صحيفة حكومية لم تتغيّر لغتها منذ نصف قرن.

إنها سنة 2011م الباهرة / الطاهرة :

السنة التي أعادت ليوم (الجمعة) هيبته وطهره.

إنها سنة 2011م الباهرة / الثائرة :

سقطت نُخب، وولدت نُخب جديدة.

سقط جدار ضخم، اسمه : الخوف.

سقط جدار أضخم .. موجود في العقل العربي.

و .. فجأة، ودون مقدمات، يكتشف السياسي العربي أنه يحكم جيلاً لا يعرفه، ويتحدث بلغة لا تشبه اللغة التي ربَّى الرعية عليها، لهذا قال مرة (أنا فهمتكم) وهو يدّعي الفهم، وفي المرة التالية كان صريحاً وقال بحماقة سيسجلها التاريخ (من أنتم)؟

وداعاً أيتها الفاتنة، وعوضنا الله عنك بغيابك بسنة رائعة .. تعود فيها الحقوق لأصحابها، ويهزم العدل الظلم، وتفضح الحقيقة الزيف، وتتنفس الناس بحريّة وتعيش أيامها بكرامة، وتتحقق أحلامها المشروعة .. أما أنتِ فاذهبي إلى المكان اللائق بك .. وعندما تفاخر كل سنة بنفسها أمام السنة الأخرى، تبختري وتدللي، وقولي لهن بكل فخر : أنا أجمل منكنّ جميعًا.. أنا سنة الحرية.. أنا 2011م.

ستظلين : السنة الفاتنة ..

حتى وإن قال البعض : سنة الفتنة!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165870

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165870 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010