الثلاثاء 10 كانون الثاني (يناير) 2012
أردوغان يجدّد تحذيره من حرب أهلية سورية ... تهدّد تركيا

الأسد في خطاب اليوم : خريطة طريق للإصلاح

الثلاثاء 10 كانون الثاني (يناير) 2012

يلقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم خطاباً في جامعة دمشق هو الرابع منذ بداية الأزمة السورية في منتصف آذار الماضي، يركز فيه على فكرة ترسيخ الوحدة الوطنية في البلاد خصوصاً في ظل ما تشهده من صراع متعدد الأوجه، يحمل صبغة مذهبية في بعض المناطق، كما سيشدد على الخطوات الإصلاحية التي اتخذها نظامه، ويعرض ما يشبه خريطة طريق للإصلاحات تتضمن الخطوات الواضحة التي ستتخذ خلال الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يؤكد أيضاً على تمسك حكومته بالحل العربي للأزمة الأسوأ من نوعها في تاريخ سوريا الحديث.

ويأتي الإعلان عن خطاب الأسد بعد يوم من اجتماع اللجنة الوزارية العربية في القاهرة وتلويحها بوقف مهمة المراقبين العرب عند انتهائها في 19 كانون الثاني الحالي، ووسط أنباء عن زيارات واتصالات عربية رفيعة جرت مع دمشق طوال الأسبوع الماضي. وقد سبقه تحذير رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان من نشوب «حرب أهلية وحرب ديانات» في سوريا، معتبراً أن «على تركيا أن تؤدي دوراً قيادياً هنا، لأن اندلاع حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب ويضعنا تحت تهديد».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) في بيان «يلقي الرئيس بشار الأسد قبل ظهر غد (اليوم) خطابا يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الأوضاع محلياً وإقليمياً».

ويتوجه الأسد بخطابه إلى الشعب السوري وسيركز كما علمت «السفير» على أفكار من بين أبرزها ترسيخ الوحدة الوطنية في البلاد خصوصاً في ظل ما تشهده من صراع متعدد الأوجه، بات يحمل صبغة مذهبية في بعض المناطق السورية، ويهدد النسيج الاجتماعي لسوريا.

كما سيؤكد الأسد في خطابه على الخطوات الإصلاحية التي اتخذها النظام، ومن بينها مشروع الدستور الجديد الذي سيطرح للاستفتاء في خلال الأسابيع المقبلة بعد إقراره، على أن تتبعه حكومة ائتلافية موسعة تراهن الحكومة السورية على تمثيلها لفئات الشعب السوري والأطراف السياسية المتنافسة فيها. كما من المتوقع أن يؤكد الرئيس السوري أيضاً على تمسك حكومته بالحل العربي للأزمة السورية، مشدداً على تعاون السلطات مع الجامعة العربية والعمل «ضمن الإطار العربي بما يساعد على استعادة مكانة سوريا ضمن الجامعة العربية».

في هذا الوقت، ألقى مفتي سوريا أحمد حسون كلمة في كنيسة الصليب المقدس في دمشق خلال صلاة شاركت فيها طوائف دينية مختلفة على أرواح 26 شخصاً قتلوا في تفجير انتحاري الجمعة، قال فيها إن «ارض الشام لن تذل». وأضاف «لا يمكن جعل سوريا ساحة لسياسة رغماً عن أبنائها»، داعياً الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى تغيير آرائهم وعدم المراهنة على الطوائف والمذاهب والأحزاب والجماعات في سوريا، لأنه إذا اشتدت الشدائد «ننسى آلامنا مع بعضنا وننصهر جسداً واحداً».

ودعا المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «المجتمع الدولي لإدانة الأعمال التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سوريا، بما في ذلك العمل الإرهابي الذي وقع الجمعة الماضي في دمشق وذلك بأوضح وأقسى العبارات».

[**أردوغان*]

وحذر أردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، من نشوب «حرب أهلية وحرب ديانات» في سوريا. وقال إن «تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب أهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات. لا بد لهذا أن يتوقف». وأضاف «على تركيا أن تؤدي دوراً. إن اندلاع حرب أهلية سيجعلنا في وضع صعب ويضعنا تحت تهديد».

وانضمت تركيا إلى الجامعة العربية ودول غربية في فرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وأعلن اردوغان أن بلاده باشرت تطبيق هذه العقوبات، مؤكداً انه سيتم تشديدها بحسب تطور الوضع.

وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو دعا المعارضة السورية إلى مواصلة تحركاتها ضد النظام «بالسبل السلمية»، وذلك خلال لقاء عقده مع وفد من «المجلس الوطني السوري» أمس الأول.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن «المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء أمس (الأول) انه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية»، مشيراً إلى أن رئيس «المجلس الوطني» برهان غليون كان بين أعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع. وأعلن المتحدث أن هذا هو اللقاء الثالث منذ تشرين الأول الماضي بين داود اوغلو و«المجلس الوطني»، موضحاً أن «المجلس الوطني» افتتح مكتباً في اسطنبول.

وقال مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام، أن رئيس المجلس علي لاريجاني سيزور تركيا غداً لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك تتناول التطورات في إيران وسوريا والعراق وفلسطين. وأوضح أن لاريجاني سيلتقي الرئيس عبد الله غول وأردوغان.

[**الجامعة العربية*]

وأكد رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا عدنان الخضير، في القاهرة، «استمرار الأمانة العامة للجامعة العربية بتزويد بعثة المراقبين العرب بمزيد من الخبرات العربية في الوقت الحالي»، معتبراً أن «الدول العربية لديها الكفاءات والمهارات اللازمة لقيام البعثة بتأدية المهام الموكلة إليها».

وقال الخضير «وفقاً للبروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية مع الجامعة العربية يمكن للامين العام أن يستعين وينسق مع جميع المنظمات، لكن نحن لدينا خبراتنا العربية والتوجه الأساسي هو لاختيار مراقبين لهم القدرة على القيام بالعمل الميداني». وأضاف أن «عدد المراقبين العرب الحاليين بسوريا وصل إلى 165 مراقباً»، موضحاً أنه «ستتم زيادة عدد المراقبين نهاية الأسبوع الحالي إلى 200 مراقب، حيث يتم تجهيز وفد من المراقبين للسفر إلى سوريا قريباً».

وأشار إلى أن «البعثة لم تمارس عملها إلا لأيام معدودة في الميدان، وبزيادة أعداد المراقبين العرب زادت المناطق التي انتشروا فيها، مثل حلب ودير الزور والقامشلي. وبخصوص تقرير البعثة فسيتم تقديمه من قبل رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا التي ستنعقد في 19 الحالي». وأكد «أهمية إتاحة الفرصة لبعثة المراقبين لمواصلة مهامهم حتى 19 الحالي، حيث أن الخطوات اللاحقة ستتم وفقاً لما تقرره اللجنة الوزارية في اجتماعها».

والتقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس الأول وفداً من «الهيئة التنسيقية للثورة السورية». وقال المسؤول الإعلامي في الهيئة عبد العزيز الخير، في مؤتمر صحافي، «تم خلال اللقاء التطرق إلى مهمة المراقبين العرب في سوريا وما تواجهه من مشكلات وكيفية تعزيز هذه المهمة وما حققته من نتائج إيجابية، كما تم تناول المناخ السياسي الذي يحيط بمساعي الجامعة العربية سواء في الداخل السوري أو على المستوى العربي والإقليمي وكيفية تذليل الصعوبات التي تعترض هذا المسار».

ونقل الخير عن العربي قوله إن «الجامعة العربية أصبحت جاهزة لزيادة عدد المراقبين إلى أكثر من 200 مراقب فعلياً على الأرض، وهناك مساع لإيجاد مراكز ثابتة لهم في كل مناطق النشاط السياسي والتظاهرات في مختلف المدن السورية، وتمت مشاورات بشأن كيفية زيادة فعالية هذه المراكز والمراقبين على الأرض السورية وتعاون النشطاء معهم».

وحول إمكانية الاستعانة بخبرات دولية لتعزيز البعثة، قال الخير إن «مشاركة الأمم المتحدة في تعزيز البعثة ما زالت فكرة مبكرة للغاية وسابقة لأوانها، فهي تفتح الباب للتدويل، ولا توجد ضرورة لهذا الأمر حالياً ونحن حريصون على أن يظل الملف السوري في إطار عربي بصورة أساسية». وأكد «ضرورة إعطاء الفرصة كاملة للمراقبين لأداء مهمتهم في الإطار العربي وتوفير أفضل السبل لإيجاد مخرج للوضع السوري».

وفي الرياض، أشاد مجلس الوزراء السعودي، بعد اجتماعه برئاسة الملك عبد الله، «بجهود اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا ودعوتها الحكومة السورية إلى التنفيذ الفوري والكامل لجميع التعهدات إنفاذاً للبروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسوريا وضمان توفير الحماية للمدنيين السوريين وعدم التعرض للمظاهرات السلمية». وأدان «العمل الإرهابي الذي وقع في دمشق الجمعة الماضي وأسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات».

[**ميدانياً*]

ذكرت «سانا» «ان وفد اللجنة الشعبية الأردنية لدعم سوريا ونهج المقاومة شارك في تجمع شعبي حاشد في ساحة السبع بحرات (وسط دمشق) استنكارا للتفجيرات الإرهابية وللأعمال التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة ورفضاً للتدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية». وأضافت «خرجت تظاهرات في حماه ودير الزور استنكارا للتفجير الإرهابي في دمشق ورفضا لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».

- [**المصدر : صحيفة «السفير» اللبنانية | الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» | وكالة الصحافة الفرنسية «ا ف ب».*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2165272

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165272 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 2


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010