السبت 28 كانون الثاني (يناير) 2012

شاتيلا مخيم للسريلانكي والأثيوبي...!

السبت 28 كانون الثاني (يناير) 2012

إعادة تشكيل اللجان الشعبية واستمرار المشاكل المزمنة تدفع بالفلسطينيين إلى خارج المخيم

منذ شهور خلت، تم إعادة تشكيل بعض اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية في لبنان والتجمّعات الفلسطينية خارج المخيمات بعد ما يزيد على ربع قرن، واستبشر سكان المخيمات خيراً، ومنهم أهالي مخيم شاتيلا الذي يعاني الإهمال منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، وبقيت مشكلة المياه والصرف الصحي.. وتأتي مشكلة الكهرباء على رأس قائمة المشاكل في المخيم الذي يضم ثلاث لجان: لجنة الأهالي المنتخبة منذ عام 2005، واللجنة الشعبية التابعة لتحالف القوى الفلسطينية، بالإضافة إلى اللجنة الشعبية التابعة لمنظمة التحرير.

أبرز الملاحظات التي قد يخرج بها زوّار مخيم شاتيلا هذه الأيام تنوّع الجنسيات الموجودة في المخيم، فتجد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والسودانيين.. وجنسيات أخرى غير عربية مثل الأثيوبيين والسريلانكيين.. ناهيك عن كثافة وجود لمكتومي القيد في المخيم الذي غدا مقصداً للفقراء في بيروت، وطالبي الرزق فيها.

ويقدّر أحد أعضاء اللجنة الشعبية بأن الفسطينيين أصبحوا لا يتجاوزون ثلث سكان المخيم لأسباب عدة أهمها: الارتفاع الهائل بعدد سكان المخيم من غير الفلسطينيين واضطرار العائلات الفلسطينية واللبنانية لمغادرة المخيم والجوار لعدم القدرة على التماهي مع الظروف الجديدة في المخيم وجواره بعد أن تحوّل مركزاً لتجارة البضائع على اختلاف أنواعها وأشكالها، وبالتالي اختلاف نمط الحياة للسكان الأصليين للمخيم الذي يتبع إدارياً إلى محافظة جبل لبنان، ويحدّه من الشمال منطقة صبرا، ومن الجنوب تجمّع الحرش ومنطقة بئر حسن، ومن الغرب منطقة الغبيري، أما من الشرق فالمدينة الرياضية.

إبراهيم سالم (58 عاماً) فلسطيني مقيم في المخيم، يقول: “إن رحيل أهالي المخيم مبرر بسبب الحالة السلبية التي تتخذ طابعاً فلسطينياً باعتبار أنه مخيم للفلسطيين، ولكن هذا لا ينفي مسؤولية الفلسطينيين أفراداً وقيادة”، وينتقد إبراهيم عدم وجود مرجعية موحدة، والفوضى التي أدت إلى تفكيك النسيج الفلسطيني بعد أن اضطر العديد من العائلات إلى ترك المخيم، فبعد أن كان الفلسطينيون يشكلون 90 في المئة من سكان المخيم، أصبحوا اليوم لا يتجاوزون ربع السكان.

ويقول أبو مصطفى (65 عاماً) فلسطيني، يملك بيتاً في المخيم، ويقيم خارجه، يقول: “دفعتني مشكلة الكهرباء المزمنة للسكن خارج المخيم، حيث لا يبدو أن هناك أفقاً لحل أزمة الكهرباء بسبب المنتفعين من استمرر المشكلة، بالإضافة إلى استمرار وقوع حالات صعق بالتيار للأولاد والشباب بسبب العشوائية بالتمديدات، خصوصاً في فترة الأمطار، كذلك انفجارات المحوّلات التي أدى إلى الأضرار بالبرادات والغسالات وغيرها من الأدوات الكهربائية”.

ويتكرر التذمّر لدى أهالي المخيم من انقطاع التيار الكهربائي المستمر، الذي يطال الأحياء السكنية القريبة، أم سليم الشمالي (47 عاماً) تقول: “الكهرباء لا تستمر أكثر من خمس إلى عشر دقائق، ثم تنقطع باستمرار، ومنذ ثلاثة أسابيع انقطعت الكهرباء أكثر من ثمانية أيام متواصلة حتى قام أصحاب المولّدات الكهربائية برفع الأسعار، نظراً إلى زيادة فترة التقنين، ولم تتم إعادة التيار إلا بعد جمع المال وإصلاح العطل الناتج من احتراق الكابل”.

قامت اللجنة الشعبية بتقديم طلب إلى شركة كهرباء لبنان لزيادة عدد المحوّلات، بما يؤدي إلى زيادة القوة الكهربائية في المخيم لتلبية حاجة السكان، وكان الجواب سلبياً، بحسب مصادر في اللجنة الشعبية، وتشير المصادر ذاتها إلى أن إصلاح الخلل في أوضاع كهرباء شاتيلا يحتاج إلى عناصر عدة، منها التوافق على منع السرقة على الخطوط، والمحافظة على توزيع مناسب وفقاً لقدرة الطاقة المتوافرة، كذلك تعيين مسؤول عن شراء القطع التي يحتاج إلى تبديلها، وتنظيم توزيع التيار بالعدل، وضمان الشفافية مالياً، ومتابعة الانتظام بدفع المستحقات، كي تتجاوب شركة الكهرباء الحكومية مع المطالب.

يتناقص عدد الفلسطينيين في مخيم شاتيلا تدريجياً، ويخشى الأهالي الصامدون لغاية اليوم هناك من اليوم الذي يكون المخيم الفلسطيني بلا فلسطينيين..

- سامر السيلاوي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2180588

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180588 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40