الجمعة 17 شباط (فبراير) 2012

يا أبناء حماس : هل نجح عباس في شق حماس..!!

من:عماد عفانة
الجمعة 17 شباط (فبراير) 2012

يا أبناء حماس: لا شك أنكم تدركون أن أبناء حماس منقسمين في وجهات النظر حيال التطورات الأخيرة خصوصا بعد اتفاق الدوحة إلى فريقين، وقبل أن نخوض في تفصيل وجهتي النظر ومرتكزات ومبررات كل منهما، أود التأكيد على عدد من الأمور:

- نأنأن الأن الخلاف في وجهات النظر أمر مشروع بل ومطلوب ما دام في إطار الاجتهاد المستظل بالثوابت الدينية والوطنية، ولنا في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الأسوة والقدوة.

- اأنأنأ،أ،اتاتتاااالأن الخلاف لا يفسد للود قضية، وأن الخلاف في طريقة تحقيق الهدف تحت مظلة خدمة الدين والوطن أمر محبذ لأنه لا يجعل منا قوالب ولا يؤدي بنا نحو سياسة القطيع، فنحن في زمن الربيع العربي الذي أسس له شعبنا له بصموده وبدمائه وبتضحياته، ونحن أجدر بتأسيس ربيعنا الفلسطيني في إطار من الحرية.

- أن أن حركة حماس عودتنا أن تحل خلافاتها داخل مؤسساتها الشورية، وأنها لم تعود شعبها وأبنائها على حل الخلافات عبر وسائل الإعلام، لذلك فحماس مطالبة بوضع حد لهذه المهاترات والعودة وفورا للدوائر والمؤسسات الشورية.

- أن أن على قيادة حماس وفي كافة أماكن تواجدها ودرءا لأي بلبلة النزول وسريعا للقاعدة لتوضيح الأمور وتجلية الصورة وإزالة اللبس وشرح كافة الملابسات لجهة توحيد كافة الأيدي والقلوب نحو وحدة الصف ووحدة الكلمة ووحدة الحركة ووحدة القيادة ووحدة القرار.

وبالعودة إلى وجهتي النظر نقول أننا منقسمون حيال اتفاق الدوحة إلى فريقين:

الفريق الأول :

و هذا الفريق لا يمثله فريق بعينه أو مستوى سياسي أو فئة معينة في الداخل أو الخارج، وهذا الفريق يرى أن المتتبع لسيرة ومسيرة عباس مع حركة حماس لا يرى فيها سواء الخصومة التي وصلت إلى حد العداء، علما أن الخصومة قد تكون داخل البيت الفلسطيني الواحد كالخصومة السياسية، لكن العداء لا يكون إلا بين الأعداء كالعداء بيننا كشعب فلسطين ومن خلفنا من الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم وبين هذا الكيان الغاصب الذي يغتصب أرضنا ويستبيح دمنا ويجند جزء من أبناء جلدتنا لذبح ما تبقى فينا من روح النضال والجهاد والمقاومة.

كما يمكن للمتبع أن يرى أن عباس تدرج في خصومته لحماس من الخصومة إلى العداء حيث مكث ردحا كبيرا من الزمن لا ينعتها إلا بأقبح الأوصاف كالانقلابيين والظلاميين...الخ.

إلا أن عباس الذي أيس ربما من استعادة غزة إلى حضن الشرعية الفتحاوي بإتباع سياسة العداء المفضوح مع حركة حماس التي تتمتع بتأييد شعبي في الداخل والخارج الفلسطيني والعربي والإسلامي، والتي فتح الربيع العربي أمامها باب الاعتراف والشرعية الرسمي .

الأمر الذي دفع عباس ربما إلى قراءة المشهد العربي المتحول باتجاه عصر الإسلام وعصر الإخوان لأن يغير لغة خطابه مع حركة حماس من العداء إلى المداهنة، ولكن دون أن يغير هدفه وإستراتيجيته القاضية بترويض حركة حماس للقبول أو على الأقل لتجاريه في مشروعه القائم على دولة في حدود 67، والمفاوضات خياراً، والمقاومة شعبية، وحكومة تنفذ برنامجه الملتزم باتفاقات أوسلو التي قُبرت وبشروط الرباعية المذلة.

فهل يمكن لنا بعد ما عرفناه أن نعتبر أن عباس نجح في ترويض حماس للقبول بـ:

- استمرار المفاوضات بعد الفرصة التي أعطاه إياها خالد مشعل إبان توقيع اتفاق القاهرة للمصالحة.

- القبول بدولة على حدود 67.

- اعتماد المقاومة الشعبية والامتناع عن المقاومة المسلحة في الضفة المحتلة .

- تشكيل حكومة تكنوقراط للعمل على إتمام المصالحة و اعمار غزة وإجراء الانتخابات.

وبموافقة حماس على كل ما سبق ألا نستطيع القول أن عباس نجح بالمداهنة وحلو الكلام أن يأخذ من حماس تنازلات في السياسة، وتنازلات على الأرض، كما نجح في انتزاع غزة من حماس ولو سياسيا بتكليفه تشكيل وقيادة الحكومة الجديدة.!!

وان عباس الغريق في الضفة ذو الخيار السياسي الفاشل، وقائد حركة فتح الممزقة، وصاحب المستقبل الضيق والمحدود والمهدد بالفناء السياسي نجح في التعلق بكتف حماس والصعود عليه وإغراقها في صراع داخلي بدا واضحا للعيان خلال الأيام القليلة الماضية فيما هو يعتلي ظهرها ليتبوأ سدة التمثيل الفلسطيني من أوسع أبوابه وبموافقة حركة حماس الخصم اللدود له..!!

وأن عباس الذي تكاد تغلق في وجهه أبواب عواصم الربيع العربي مقابل فتح الأبواب لشرعية حماس كما رأينا في تونس وتركيا وغيرها من الدول، نجح في توجيه صفعة للجميع بهذا التمديد له في الرئاسة وهذا التفويض له في الحكومة..!!

وعليه فهناك من يقول أن عباس نجح في شق حركة حماس ليضاف إلى نجاحه السابق في شق حركة فتح وشرذمتها وإخراجها من مربع النضال والمقاومة إلى مربع التفاوض والتعاون مع المحتل.

ويستدل أصحاب وجهة النظر هذه بصعوبة إن لم يكن استحالة إجراء انتخابات في هذه المرحلة في الضفة المحتلة أو مدينة القدس التي يستفرد بها العدو المحتل تهويدا وتشريدا لأهلها، الأمر الذي قد يسمح لعباس باستمرار حكومته لأجل غير مسمى، والدخول مرة أخرى في نفق الحوارات الداخلية لإيجاد بدائل عن الانتخابات خصوصا لجهة إعادة تشكيل وتفعيل واحياء منظمة التحرير .

الفريق الثاني:

ويرى هذا الفريق أن هناك وقائع أخرى تؤيد وجهة نظرهم للأمور، حيث يرون أن عباس لم ولن ينجح في شق حركة حماس مستدلين على ذلك بالقول :

- أن حركة حماس تؤيد إقامة دولة فلسطينية على أي شبر محرر من فلسطين، وأنها قبلت بدولة في حدود 67 إبان حياة الشيخ المجاهد الشهيد احمد ياسين، ولكن دون التنازل عن شبر من فلسطين أو الاعتراف بإسرائيل والقدس عاصمة وفي إطار هدنة متبادلة وبزمن محدد.

- أن حركة حماس عندما قبلت بالمقاومة الشعبية خيارا في هذه المرحلة لم تتنازل عن المقاومة المسلحة بدليل تواصل المقاومة في غزة تقوية صفوفها والتزود بكافة الإمكانات ، وأنها عندما قبلت بذلك تدرك جيدا أن تفعيل المقاومة الشعبية في الضفة المحتلة ربما يعطي بعض الانتعاش لأبناء حماس في الضفة، وانه سيصطدم لا محالة بالإجرام الصهيوني الأمر الذي سيقود لتطور الأمور نحو المقاومة المسلحة مرة أخرى، ولذلك فان أجهزة أمن عباس في الضفة التي تدرك ذلك جيدا لا زالت تمنع المقاومة الشعبية تماما كما تمنع المقاومة المسلحة.

- أن قبول حماس بعباس رئيسا يأتي في إطار سياسة حركة حماس القاضية بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع حركة فتح بتعيين رئيسا مستقلا لها يرضى عنه الطرفين، وإن تعذر فان حماس لا تمانع بان يقود عباس الحكومة في هذه الفترة الزمنية المحددة لانجاز الملفات المتفق عليها.

- أن تكليف عباس بتشكيل الحكومة لا يتعارض أيضا مع اتفاق المصالحة في القاهرة والذي قضى بتكليف شخصية مستقلة على رأس الحكومة، وذلك انطلاقاً من أن اتفاق القاهرة كان تتويجا لتوافق بين رأس الحركتين، وأن اتفاق الدوحة كان أيضا نتيجة لتوافق بين رأس الحركتين، وأن التوافق اللاحق ينسخ التوافق السابق، بدليل أن اتفاق القاهرة نسخ وثيقة الوفاق الوطني.

- أن الانتخابات التي على حكومة عباس الجديدة انجازها ستكون هذه المرة ليس للمجلس التشريعي فقط بل انتخابات رئاسية وانتخابات لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المخول الوحيد بتعيين اللجنة التنفيذية ورسم السياسة العليا الفلسطينية في إطار الطريق نحو تحرير فلسطين، وأن عين حركة حماس على هذه الانتخابات كبوابة لتغيير المشهد والتركيبة السياسية الفلسطينية برمتها، والخروج بالقضية الفلسطينية من نفق التفاوض المظلم والعودة إلى إستراتيجية التحرير الكامل باعتماد المقاومة خيارا عبر توظيف كافة الطاقات الفلسطينية مدعوما بالعمق العربي والإسلامي.

- أن تفويض عباس بتشكيل الحكومة محكوما بزمن وبملفات معينة، وأن الانتخابات ستفرز قيادة جديدة ومختلفة للشعب الفلسطيني تعمل حركة حماس أن تكون لها اليد العليا فيها.

- أن تشكيل عباس للحكومة سيريح حركة حماس من العبئ المالي لإدارة قطاع غزة الذي يستنزفها ماليا، وأنه سيتيح لحماس التفرغ لتقوية صفها المقاوم، وأن تعمل على ترميم صفها التنظيمي وتجعله أكثر صلابة وانتظاما، فضلا عن التفاتها بالكلية لمزيد من التقرب إلى الله تعالى بالعمل على خدمة عياله ألا وهم الناس.

- فضلا عن ان ترك حماس لسدة الحكومة سيريحها من توجيه نقمة الشعب عليها جراء الأزمات التي يسببها الحصار إلا أن ذلك لا يعني تركها للعمل الحكومي حيث سيبقى ابناء حماس يشكلون عصب العمل الحكومي على الأقل في قطاع غزة.

وعليه نقول أن عباس لم ينجح ولن ينجح في شق حركة حماس، وأنها أقوى وأكبر من ذلك، وأن هذا الخلاف البسيط في وجهات النظر لم يكن الأول ولن يكون الأخير، لأن حركة حماس حركة شورية، والشورى لديها ملزمة، وأنها حركة تحكمها المؤسسات ولا يحكمها الأفراد مهما علو...فاطمئنوا وأملوا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165557

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

2165557 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 34


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010