الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2012

موسكو لن تشارك بـ« أصدقاء سوريا» والتسليح هو الأجندة!

الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2012

أعلنت روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر « أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في تونس الجمعة، وفيما تتجه أوروبا إلى فرض عقوبات جديدة على النظام السوري الأسبوع المقبل، أكد الرئيس بشار الاسد أن “المجموعات الإرهابية المسلحة” تتلقى الدعم “بالمال والسلاح” من جهات خارجية “بهدف زعزعة استقرار سوريا”. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان إنه لم يتم إبلاغ موسكو لا بتشكيلة المشاركين ولا بجدول الأعمال، “لكن الأهم أن الهدف الحقيقي لهذه المبادرة ليس واضحا ونظرا لهذه الظروف لا نرى إمكانية للمشاركة في مؤتمر تونس”.

وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن موسكو تقترح على مجلس الأمن الدولي تكليف الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال مبعوث خاص إلى سوريا من أجل ضمان تقديم المساعدات إلى السوريين بشكل آمن.

وجاء الرفض الروسي بعد يوم من إعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن هناك إشارات تأتي من الصين، وإلى حد ما من روسيا بإمكان تغيير موقفيهما من الأزمة في سوريا.

في السياق تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس باتخاذ كل ما يمكنها من إجراءات دبلوماسية لإقناع روسيا والصين بتغيير موقفهما تجاه سوريا.

وقالت كلينتون -على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين بالمكسيك- إن موسكو وبكين اتخذتا قرارا خاطئا بدعم الأسد.

وأضافت أن اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” من شأنه أن يزيد عزلة نظام الأسد في منطقة الشرق الأوسط ولدى بقية دول العالم.

فسترفيله قال إن الاتحاد الأوروبي سيشدد على سوريا لأن العنف مستمر (الفرنسية)

عقوبات أوروبية

أوروبيا، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن الاتحاد الأوروبي سيفرض على الأرجح الاسبوع المقبل عقوبات جديدة على حكومة الأسد.

وأضاف في مقابلة مع رويترز أن الاتحاد سيتبنى مزيدا من العقوبات ليس فقط في أوروبا، مشيرا إلى اعتقاده أن العقوبات ستشدد الأسبوع القادم لأن العنف مستمر.

ورفض فسترفيله أن يذكر على وجه التحديد العقوبات محل الدراسة أو إذا كان أوروبا ستتبنى إجراءات لوضع البنك المركزي السوري في القائمة السوداء.

لكن مسؤولا في مجموعة العشرين في الاجتماع قال طالبا ألا ينشر اسمه إن الاتحاد الأوروبي في الطريق إلى الاتفاق على إجراءات لتقييد قدرة البنك المركزي السوري على العمل.

وختم فسترفيله بالقول إن مؤتمر “أصدقاء سوريا” سيؤدي إلى تقوية يد المعارضة السورية.

في المقابل نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الأسد أثناء استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف تقديره “لمواقف روسيا قيادة وشعبا” لحرصها على الاطلاع “مباشرة على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على يد مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية”.

“نفت تركيا بشكل قاطع معلومات نشرتها صحيفة هآرتس« الإسرائيلية» عن إلقاء القبض على نحو أربعين من”عملاء“استخباراتها في سوريا”

عملاء أتراك

وأضاف الرئيس السوري أن ما يجري يهدف إلى زعزعة استقرار سوريا وإفشال أي جهد للحل خصوصا بعد الإصلاحات التي أنجزت.

وكان الرئيس السوري أصدر الأربعاء مرسوما يقضي بإجراء استفتاء- في 28 من الشهر الجاري- على مشروع دستور جديد في سوريا ينهي الدور القيادي لحزب البعث ويحدد الولاية الرئاسية بسبع سنوات تجدد لمرة واحدة.

بدوره أعاد بوشكوف التأكيد على تأييد بلاده لبرنامج الأسد الإصلاحي ومعارضة أي تدخل أجنبي في الصراع.

وقالت (سانا) إن بوشكوف شدد أيضا على ضرورة “مواصلة العمل على حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية دون تدخل خارجي”.

إلى ذلك نفت تركيا بشكل قاطع معلومات نشرتها صحيفة هآرتس« الإسرائيلية» عن إلقاء القبض على نحو أربعين من “عملاء” استخباراتها في سوريا.

وقال ناطق باسم الخارجية التركية إنه لا أساس لذلك, وإن مزاعم مماثلة كانت قد ظهرت في السابق لكنها غير صحيحة.

وكانت الصحيفة« الإسرائيلية» تحدثت عن ربط سوريا إطلاق “العملاء الأتراك” بتسليمها ضباطا منشقين عن الجيش السوري.

هذا فيما تصاعدت الضغوط الدولية من أجل تقديم مساعدات عسكرية لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، قبل اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الجديدة بشأن سوريا، التي من المتوقع أن تشهد انقساماً حول مسألة تسليح المعارضة، ولأي مدى.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اقترح عضوا مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، جون ماكين وليندسي غراهام (الحزب الجمهوري) تقديم الدعم للمعارضة السورية، بما في ذلك المساعدات العسكرية، لكن ليس بالضرورة بتدخل مباشرة من قبل الولايات المتحدة، من أجل الإطاحة بالرئيس الأسد الذي يشن نظامه حملة قاتلة ضد المعارضين منذ ما يقرب عام على بدء الثورة الشعبية.

وتأتي هذه الاقتراحات بعد تدفق مئات الاشخاص إلى شوارع دمشق مطلع الاسبوع، في أكبر تظاهرة حتى الآن في العاصمة السورية. واستمر الجيش السوري بقصف حمص لليوم الثامن عشر على التوالي، واستعادة السيطرة على حي الإنشاءات الذي فرت منه نحو 70٪ من العائلات، وفقاً للمجلس الثوري في حمص.

وسيجتمع أعضاء ما يسمى بـ “أصدقاء سوريا”، بما في ذلك وزراء الخارجية من الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، لأول مرة يوم الجمعة في تونس. واقترح الفريق تحديد هذا اللقاء بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض هذا الشهر ضد قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة، الذي يدعو الرئيس الأسد للتنحي.

ووصفت الولايات المتحدة مجموعة أصدقاء سوريا بأنه “طريق يلتف حول الامم المتحدة من أجل الضغط على نظام الأسد”، ويهدف إلى مناقشة العقوبات، الدعم الإنساني ودعم التحول الديمقراطي في سوريا.

وقال محللون إن نقطة الخلاف الوحيدة قبل انعقاد الاجتماع هو ما اذا كانت المجموعة ستترك الباب مفتوحا أمام روسيا والصين. وليس من الواضح ما إذا سيتم تم توجيه الدعوة للانضمام إلى أي من الدولتين. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية يوم الجمعة ان الصين لم تتلق دعوة للمشاركة.

وقال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي يوم الاثنين ان هناك دلائل على ان الصين وروسيا يمكن أن تحول موقفها بشأن سوريا، واصفاً تونس بأنها وسيلة من أجل “فرض ضغوط إضافية على سوريا”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الـ “وول ستريت جورنال” عن سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنغز للأبجاث في الدوحة، قوله: “السؤال الأساسي وهو إلى أي مدى سيكون هذا الاجتماع عدوانياً”. وأضاف: “هل سيكون مؤتمر أصدقاء سوريا من حيث تركه مفتوحاً ولقاء جامعاً، أم هو أشبه بأعداء الأسد، التي من شأنها أن تحرك التركيز أكثر صوب الصراع على الأرض؟”.

واعتبرت الصحيفة أن إدراج هذه الأطراف في الاجتماع يحدد، إلى درجة كبيرة، ما إذا كانت المجموعة ستقف إلى جانب تقديم مساعدات عسكرية للثوار في سوريا. والأمر الذي يزيد من تعقيد الجهود الدولية هو ان الثوار المسلحين في سوريا يندرجون “اسمياً فقط” تحت مظلة ما يسمى بالجيش السوري الحر.

وعلى الرغم من أن الجيش السوري الحر يقول إنه يمثل مجموعة متزايدة من الجنود المنشقين، يعترف نشطاء المعارضة بأن المقاتلين، بما في ذلك الميليشيات المحلية المسلحة، تقول انها تحت لواء الجيش السوري الجر “اسمياً فقط”.

من جانبها، بدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكثر حذراً من ذي قبل، بسبب السلسلة الأخيرة من التفجيرات في سوريا، التي حملت بصمات تنظيم القاعدة، الأمر الذي يشير إلى وحود جركتن متمردة تتحرك بالتوازي، مع أو خارج نطاق سيطرة المعارضة السورية وقيادتها.

وأعلن المجلس الوطني السوري، الجماعة السورية المعارضة البارزة، انه دُعي إلى اجتماع يوم الجمعة في تونس بصفته “الحزب السوري المركزي”. وقالت المتحدثة باسم المجلس، بسمة قضماني، ان “المجلس الوطني السوري سيطلب تقديم المساعدات للجيش السوري الحر بصفته وسيلة للحماية”، معتبرة أن هذا القرار يصب في مصلحة الثورة السلمية، إلا أنه يؤكد في الوقت ذاته على التزام الجيش الحر بحماية المدنيين من قوات الأمن والشبيحة.

وقالت قضماني“إن مسؤولية المجلس الوطني السوري هي ضمان أن تكون هناك علاقة بين الجماعات على أرض الواقع مع بعضها البعض، وتأتي في ظل القيادة المتكاملة”، مضيفة: “نتوقع أن يتم الاعتراف بالجيش السوري الحرعلى انه لاعب مهم ورئيسي لأن انشقاق عن الجيش هو أفضل أمل لدينا لسقوط سريع للنظام”.

وقال العقيد عارف حمود، قائد في الجيش السوري الحر من تركيا: “ان ما نسعى اليه هو ثورة من خلال الجناح السياسي ممثلاً بالمجلس الوطني السوري، والجناح العسكري ممثلاً بالجيش السوري الحر”.

وأضاف: “نأمل أن الدعم المادي من أصدقاء سوريا يمكن أن يساعدنا في تحقيق ذلك”.

وخلافاً لحذر إدارة أوباما من أن تصبح أكثر انخراطاً في أزمة سوريا، تسعى بعض الدول العربية إلى الدعم العلني للمعارضة السورية المسلحة في تونس، وفقاً لأشخاص مطلعين شاركوا في التخطيط لهذا الاجتماع.

وقال دبلوماسي عربي: “على الصعيد الإقليمي، تشعر دول الخليج بالإحباط من سير الأمور، في الوقت الذي يتحرك فيه الغرب، وخصوصاً أميركا، بطريقة حذرة تجاه التورط أكثر في الأزمة السورية”.

أي قرار متعدد الأطراف لتقديم الدعم للجماعات المسلحة في المعارضة يهدد ليس فقط باستفزاز روسيا والصين، لكن أيضاً بإضفاء الطابع الرسمي على خطوط الصدع الطائفي على الصعيد الإقليمي، وفقاً لدبلوماسيين ومحللين.

وتخطط مجموعة أصدقاء سوريا لعقد اجتماع تنسيقي في لندن يوم الخميس، على هامش مؤتمر حول الصومال، قبل الجلسة الرسمية في اليوم التالي.

أما في تونس، فمن المتوقع من الدول العربية والغربية التركيز على سبل توفير المساعدات الإنسانية في حالات الطوارئ في سوريا، بدءاً من حمص. وتعمل فرنسا على حشد الدعم لخطتها بإنشاء “ممرات انسانية” في سوريا، من الحدود مع تركيا، لبنان، أو الأردن.

- وكالات



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 92 / 2165366

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165366 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010