الأربعاء 7 آذار (مارس) 2012

فلتسقط المصالحة إن لم تحفظ كرامة الأسيرة هناء

من المبعد فهمي كنعان
الأربعاء 7 آذار (مارس) 2012

في البداية فليعذرني البعض لأنني سأخرج عن المألوف في قضية المصالحة التي كان شعبنا يعلق الآمال عليها كثيرا ، لاعتقاده بأنها ستضع حدا لمعاناته المستمرة منذ الانقسام المشئوم ، ففي الضفة الغربية القدس تهود والمستوطنات تبتلع أرضنا الفلسطينية ، والاحتلال يستبيح الأرض والإنسان والاعتقالات مستمرة بل وقد ازدادت ، أما في قطاع غزة فحدث ولا حرج الحصار والكهرباء والماء والمحروقات والبطالة والفقر والحرمان ، والإمراض التي تفتك بأهلنا هنا ، والمصيبة أن كلا الطرفين المتخاصمين يلقي باللائمة على الطرف الأخر، بين حكومة غزة وحكومة رام الله في مسلسل اعتقد أنة لن ينطلي على أبناء شعبنا بعد اليوم .

أما من يرفض الوضع الكارثي أو يعبر عن راية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تتصدى له أجهزة الأمن الباسلة وكأنها تواجه الاحتلال ، فالاستدعاءات والاعتقالات السياسية والشبح والضرب ، ويتهم المواطن بأنة عميل ينفذ مخطط الاحتلال في زعزعة الأمن والاستقرار في الضفة وغزة على حد سواء .

أما الاجتماعات المكوكية فمستمرة منذ خمسة أعوام لتحقيق المصالحة فتارة في تركيا وتارة في الدوحة وتارة أخرى في مصر والأردن ،مفاوضات تجري في أضخم الفنادق يتنعم بها المفاوضون ،والذي يزيد الطينَ بله أن باقي الفصائل أصبحت تتناغم مع ما يحدث ، تذهب عندما تستدعى للتوقع على أي اتفاق يعقد بين الطرفين ولا تحرك ساكنا ،ويخرج علينا المستقلون الجدد الذين تذكروا قضية فلسطين منذ حدوث الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ليؤكدوا الاتفاق وإنهاء الانقسام تارة ثم يخرجوا تارة أخرى ليحبطوا هذا الشعب المغلوب على أمرة ويعلنوا أنهم هنالك عقبات كثيرة .

أقول اليوم للفصائل والمستقلون الجدد الذين لا يجرؤون على كشف حقيقة ما يحدث بين ألفرقاء المتخاصمين ، لا تكونوا شهود زور على ما يسمى بالمصالحة بل هي في الواقع إدارةً للانقسام فبعضكم يلتزم الصمت والحياد وكأنة برئ براءة الذئب من دم يوسف ولا ينكر ما يحدث ، والبعض الأخر يأمل بأن يكون له نصيب في المرحلة القادمة ، وكأن قضية فلسطين أصبحت مشروعاً تجارياً يحتاج إلى مقاولين لتنفيذه .

إننا الشعب الفلسطيني نعلنها اليوم أن قضية فلسطين وقضية القدس والأسرى ليست مشروعا تجاريا قابلا للمحاصصة واقتسام المغانم ، إن قضية فلسطين قضية وطنية عادلة بذل في سبيلها عشرات الآلاف من الشهداء دماءهم وأرواحهم وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين والشهيد ألشقاقي والشهيد أبا علي مصطفى رحمهم الله ، وكذلك عشرات الآلاف من الأسرى والجرحى ،جميعهم انتفضوا ليحافظوا على كرامة هذا الوطن وكرامة هذا الشعب ،التي أضحت كرامتهم مستباحة من الاحتلال وللأسف أقول من قبل الأجهزة الأمنية عند كلا الطرفين .

أما قضية الأسرى والأسيرات فحدث ولا حرج تنتهك كرامتهم ويتعرضون إلى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل والإذلال ، وأوضح مثال على ذلك قضية الأسيرة هناء شلبي التي حُررت في صفقة وفاء الأحرار وعاود الاحتلال اعتقالها قبل 20 يوما ، تُضرب وتكبل وتهان ويتم تفتيشها تفتيشا عاريا أمام أعين جنود الاحتلال رغما عنها ، وهي تستغيث وتصرخ بنا أين انتم يا قادة هذا الشعب؟ أين ثلاثة عشر فصيل فلسطيني ويزيدون؟ أين المستقلون الجدد؟ من صرخات واستغاثات الأسيرة هناء.

لم تجد الأسيرة هناء من ينتصر لكرامتها فقررت أن تدافع عن شرفها وعن كرامتها بنفسها ، بعد أن أدركت أنها وحيدة في هذه المعركة الفاصلة ، فانتفضت كما انتفض الأسير خضر عدنان قبلها ، وأعلنت الإضراب عن الطعام انتصارا لكرامتها وكرامة كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ،وهي تدخل اليوم 20 يوما في الإضراب عن الطعام ولسان حالها يقول كرامتي أغلى من الطعام .

اسمحوا لي هنا أن اقتبس اليوم بعض الكلمات من الرسالة الأخيرة للأسير القائد في كتائب القسام والمعزول منذ 9 أعوام حسن سلامة بخصوص إضراب خضر عدنان حيث قال:

"بحثنا لكم عن أعذار في كتاب الله عن تقاعسكم عن نصرة الأسرى وخاصة الأسير المضرب عن الطعام لما يقارب الشهرين الأسير خضر عدنان ،، والأسرى المعزولين ،، فوجدنا لكم عذرا في ليس على المريض حرج ولا على الأعرج حرج ولا على الأعمى حرج ،، فأجابنا ابن أم مكتوم وقال : ليس على الأعمى

،، ورد علينا ابن الجموع وقال ليس الأعرج سبب ،،ورد احمد ألياسين وقال ليس على المريض سبب ،،

ثم بحثت لكم عذرا عند الرجال فما وجدت من رجال!!وبحثت عند أشباه الرجال ولم أجد!!

فما كان لي إلا البحث عند النساء!! فأجابتني نسيبة حامية ظهر رسول الله!!

عندما علمت أن ليس لكم عذرا!! ونحن نقول لكم:لا نريد منكم قلوبا تحزن علينا،،ولا عقولا تفكر بنا ولا وفقات تضامن معنا،، نريد منكم أن تتضامنوا مع أنفسكم فقط وعار على حاملي الشوارب واللحى أن يتكلموا بلغة الرجال،،

أقول فقط لنا الله وحسبنا هو ونعم الوكيل،، ونسال الله أن يرحمنا برحمته وان يبدل غير هذه الوجوه .

الأسير حسن سلامة ؛عزل عسقلان 15/2/2012.

أقول في النهاية أيها القائد حسن سلامة ماذا ستقول اليوم عندما تسمع الأسيرة هناء شلبي وهي تستغيث بنا بعد أن اعتدى عليها الاحتلال بالضرب والشتم وقاموا بتفتيشها تفتيشا عاريا أمام جنود الاحتلال ،، أنا على ثقة انك ستقول :

فلتسقط المصالحة إن لم تحفظ كرامة الأسيرة هناء شلبي

وحسبنا الله ونعم الوكيل



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2178397

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178397 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40