الجمعة 30 آذار (مارس) 2012

عرض كتاب | الوقود على النار .. النفط والسياسة في العراق المحتل ... 2/3

الجمعة 30 آذار (مارس) 2012

يحتل النفط موقع القلب في رسم السياسة العراقية، رغم أن الحديث عنه منذ سنوات الاحتلال وحتى قبيل وقت قريب كان يقع في خانة المحظورات. والكاتب من خلال بحثه واطلاعه، يدخل في تحليل السياسة العراقية والمصالح المبنية على أساس النفط، يحاول أن يجيب عن السؤال الذي بقي غير مطروح وهو: «ماذا يحدث للنفط العراقي؟».

في الحقيقة، جرّت المصالح المتضاربة العراق إلى ساحة من العنف، والاقتتال والطائفية المقيتة، خلفت من الضحايا ما لا يعد وما لا يحصى، وستحتاج من السنوات كثيرها لتتخلص من هذا العبء الثقيل.

ما نراه الآن هو عراق مثخن بالجراح، عراق يرزح تحت صراع الطائفية والمحاصصة، إنه عراق مجرّد من اسمه ومن قوته. إنه العراق الضائع بين الإخوة المتصارعين، وتحت أنظار دول تعيش على دماء الشعوب وأرواحها، إنه العراق .. مرثية الألم والنجوى .. إنه المشهد العراقي بكل مآسيه، ويتجلى المشهد كاملاً أمام أعيننا في هذا الكتاب، حيث المصالح الأمريكية والبريطانية في حقل النفط، رغم أنهم لا ينفكون يرددون أمام العامة أنهم ينشرون الديمقراطية والعدالة الإنسانية في هذه الرقعة من العالم، التي كانت فريسة الطغيان وحكم الفرد الواحد لسنوات طويلة.

[bleu marine](الكتاب صادر عن دار النشر البريطانية «رودلي هيد» في 433 صفحة من القطع الكبير سنة 2011)[/bleu marine]

يتفرع القسم الثاني من الكتاب بعنوان «الاحتلال» إلى خمسة فصول، الأول منه (إزالة قائمة المرشحين: 19 مارس/آذار- 16 إبريل/نيسان 2003) يبدأه باقتباس كلام قاله مهندس عراقي في الخمسينيات من عمره يروي أيام العراق في 2003: «19 مارس 2003، كانت شوارع بغداد فارغة. كانت أغلب المحال مغلقة. أغلقت المشافي كلها، وبقي المرضى الأكثر حاجة إلى العلاج هناك في أجنحتهم ..هبت عاصفة رملية من الغرب، حولت المدينة إلى ضباب برتقالي. أشعر بالأسف. إن الأمر يبدو مثل انتظار قدوم شخص ليذبحك. دفعنا كل ما هو عزيز لدينا لأجل شيء لم نحصل عليه».

يصف الكاتب جو الغزو الأمريكي على العراق، وانطلاق الصواريخ التي كانت تخلف الكثير من الضحايا المدنيين، ويسترسل في وصف الليالي الرهيبة التي عاشها الشعب العراقي ولما يزل يعيشها. يصف أجواء الفوضى التي عمت بغداد، حيث كان النهب والسلب يتسيّدان المشهد، فقد كانت نسبة المسروقات الوطنية عالية جداً، فمع تلك الصواريخ التي كانت تهطل كالمطر على العراق، كان تجار الحروب ينتشرون في أرض العراق ناهبين كل ما بوسعهم نهبه. عدا عن هذا، كانت أهداف القصف تطال كل المواقع، حتى تلك التي لم تكن عسكرية، واستثني من القصف والنهب والسلب مبنى وزارة النفط، والمواقع النفطية، بمعنى أن الاستهداف كان مدروساً من قبل الأمريكيين بخصوص المواقع التي يريدون استهدافها، حيث تركوها من دون حماية، وعن ذلك نقتبس ما يقوله الكاتب: «كانت دار الكتب والوثائق الوطنية العراقية أحد أكثر مستودعات الكتب المهمة. دخلت الدبابات الأمريكية في 10 إبريل/نيسان مجمع دار الكتب والوثائق الوطنية لتدمير تمثال صدام حسين أمام المبنى، ثم غادروا حينها، تاركين المجمع من دون حماية. وقد تعرض للسرقة والنهب بتاريخ 10 و12-13 إبريل/نيسان، وفُقد ما يقارب 60% من الوثائق والسجلات، التي كانت تعود بتاريخها إلى القرن التاسع عشر منذ أيام الحكم العثماني حتى عهد صدام حسين. وكانت تتضمن سجلات الملكية العقارية، والتاريخ السياسي، وإدارة الدولة والعلاقات مع الدول الأخرى، من بينها المعاهدات، واتفاقيات ترسيم الحدود واتفاقيات المصادر المائية والنفط». وعن خطورة تعرض أماكن مهمة في الدولة للنهب والسلب يستشهد الكاتب برأي العالم السياسي تشارلز تريب: «هذا شيء فظيع بحق العراق. إحدى المشكلات كانت تأسيس هوية، ومكاناً في التاريخ وفي المستقبل. لو تفقد هذه الوثائق، هذا يعني أنك خاضع إلى إعادة عرض التاريخ، وهذا يحمل الكثير من الخطورة».

وبالنسبة إلى العديد من العراقيين كان «التحرر» يحمل الكثير من الشبه مع استباحة المغول لبغداد في عام 1258، حيث تحول نهر دجلة إلى الأحمر والأسود بحسب ما قيل - حيث امتزجت دماء المواطنين مع حبر الكتب المرمية في النهر.

يتطرق الكاتب إلى حالة البؤس في القطاع الطبيّ الذي انهار في غزو العراق، وحينها كان لهذا الانهيار تأثير كبير، خلّف الكثير من الضحايا، الذين كانوا بأمسّ الحاجة إلى المساعدة الطبيّة. ويستغرب الكاتب من وقوف الأمريكيين متفرجيّن وقد كانت البلاد تتعرض للنهب قائلاً: «لماذا وقفت القوات الأمريكية جانباً حينما كانت بغداد تتعرض للنهب؟ لماذا لم يكن هناك إصدار أمر لإيقاف اللصوص؟».

[bleu marine]حماية الكنز الأسود[/bleu marine]

يذكر الكاتب أن مبنى وزارة النفط، كان المبنى الوحيد العام الذي تمت حمايته من النهب واللصوصية. فقد كان المجمّع محاطاً بخمسين دبابة، وأحيطت بأسلاك شائكة، وتموضع القنّاصة فوق سقف المبنى.

كما يشير إلى أن العديد من المواقع المهمة، التي تعرضت للنهب، مثل المتحف الوطني الذي كان يحتوي على مخطوطات وآثار من حضارات العراق القديمة، حتى إنه في بعض الأماكن مثل شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، طلب الموظفون من الجنود الأمريكيين مساعدتهم في حماية المكان عندما قدم رجال ملثمون في 10 إبريل/نيسان، إلا أنهم رفضوا لأنهم لم يتلقوا أمراً بحماية كل الأماكن، و(سومو) كان لديها القليل الذي يستحق السرقة، فلم يكن هناك آلات غالية، ولاحتى العديد من الكمبيوترات. وعلى حد قول أحد الموظفين هناك: «كل ما كان لدينا هو وثائق لم نكن نتوقعها. لم يأخذ أحد المعدات. بدلاً من ذلك أحرقوها ودمروها. وقد أشعل المهاجمون النيران في أقسام الإدارة والشحن والتمويل. إن تاريخ (سومو) احترق بالكامل». وبعدها كان طاقم الموظفين يتناوب على حماية ما تبقى من المكان، وكان هذا الإجراء يعيق تقدم اللصوص إلى حد ما. ويتساءل الكاتب: «لماذا أقدمت القوات الأمريكية على حماية وزارة النفط ولم تحمِ شركة تسويق النفط العراقية (سومو)؟ لماذا أعطت الأولوية لمنع صدام حسين من تخريب آبار النفط، في حين سمحت في الوقت نفسه بأن تتعرض حفارات التنقيب وغرف التحكم والبنية التحتية إلى السطو والتدمير؟ الفرق هو بين النفط والبنية التحتية لاستخراجه». ويضيف: «هل أحرق صدام حسين آبار النفط، ربما ألحق الضرر بالتركيبة الجيولوجية بمكامن النفط. والوزارة كانت مستودع بيانات كل ما يوجد تحت الأرض، وقد كان ذلك كنزاً ذا قيمة عالية في عيون الغزاة أكثر من القطع الأثرية القديمة في المتحف. وعلى الجانب الآخر، السجلات التجارية لشركة (سومو)، كانت مهمة لصناعة النفط العراقي المستقلة، وكان هذا لا يعني شيئاً للولايات المتحدة».

كما يشير الكاتب إلى أن الآلات التي تم تدميرها وحرقها من وجهة نظر البيروقراطيين الأمريكيين هي لمصلحة العراقيين، حيث سيحل المقاولون مكانها آلات متقدمة تقنياً. يرى الكاتب أن ماتم حمايته فعلياً هو النفط الراقد في أرض العراق.

[bleu marine]الصراع على النفط[/bleu marine]

في الفصل السادس من هذا القسم بعنوان «عراق صاعد: إبريل/نيسان 2003»، يتحدث الكاتب عن كيفية دعم المجتمع المدني العراقي وإنشاء اتحاد لقطاع النفط، الذي من شأنه أن يسهم في بناء الدولة، وركز بحديثه على عدد من الشخصيات التي تعرضت للسجن والتعذيب في عهد صدام حسين، ممن أدوا دوراً في تأسيس اتحاد نقابات النفط في العراق، ويشير الكاتب إلى أن الرؤساء الجدد لاتحاد نقابات النفط كان لهم ثلاثة أهداف :

الأول والأكثر إلحاحاً هو الحصول على القوى العاملة لإعادة البدء بالإنتاج. وربما بدا هذا غريباً من وجهة نظر غربية، حيث ينظر إلى اتحاد النقابات بشكل رئيس على أنها أدوات تنظيمية للضغط على الإدارة. إلا أنه في العراق، بسبب التركيبة الاجتماعية والعامل الديني، فإن العمال يرون أن من واجبهم أن يعملوا لمصلحة زملائهم، وكنتيجة لذلك تطورت العلاقة التنسيقية مع بعض المديرين، الذي أدركوا أن دور نقابة العمال هو جعل العمل يتم على أكمل وجه.

أما الهدف الثاني، فقد كان الدفاع عن حقوق العمال، خاصة أن العراق يرزح تحت حكم الاحتلال، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع الأجور، التي كانت قليلة، لا تكفي لمعيشة العمال وعائلاتهم، وقوى الاحتلال لم تكن تعالج قضية الأجور، التي لم تكن تبالي بهذا الموضوع المؤرّق لهم، فالعمال العراقيون لم يكونوا يعرفون ماذا يخفي المستقبل لهم على الإطلاق.

أما الهدف الثالث، فقد كان حماية الصناعة من التحكم الأجنبي، ويقف بحديثه على القائد النقابي جمعة حسن عواد، الذي كان يحرص على عدم وقوع الثروة النفطية في يد الاحتلال ونقتبس بعضاً من كلامه: «نخاف أن يكون غرض الاحتلال هو التحكم بالصناعة النفطية» ويضيف: «من دون تنظيم أنفسنا، سنكون غير قادرين على حماية صناعتنا، والتي لطالما كنا نعتني بها للأجيال القادمة. إنه من الواجب علينا كعمال في قطاع النفط أن نحمي المواقع النفطية باعتبارها ملكاً للشعب العراقي».

ويتطرق الكاتب إلى المقاومة التي اتخذت اتجاهاً دينياً بعد سقوط صدام حسين، كما أنه يتوقف بحديثه على حزب الدعوة الإسلامية، ووقوف أعضائه في وجه استبداد صدام، ويؤكّد الكاتب أن صدام حسين كان يمارس قمعاً لكل معارضيه، ليس على أساس إيديولوجي أو طائفي، بل من موقعه في السلطة، التي إن طمح أي واحد سنيّاً كان أو شيعيّاَ أو مسيحيّاً أو كرديّاً إليها، فمصيره يكون وخيماً، ولا يشفع له وجوده ضمن طائفة معينة أمام الاستبداد الصّدّامي.

[bleu marine]سلطة الائتلاف[/bleu marine]

في الفصل السابع بعنوان (سلطة الائتلاف: مايو-أغسطس 2003)، يتساءل الكاتب «مَنْ مِن العراقيين سوف يستولي على وزارة النفط بعد الغزو؟» فقد كان هذا السؤال الرئيس الذي تم طرحه قبل وضع مخططات الحرب. ويضيف: «هل سيدير الوزارة هؤلاء الذين عاشوا في العراق وأوروبا خلال سنوات صدام حسين أو هؤلاء الذين بقوا في العراق؟ وفي أي مجموعة سيكون هؤلاء، في مجموعة الذين يفضلون خصخصة الصناعة النفطية أو في مجموعة هؤلاء الذين اعتقدوا أنه من الأفضل إبقاؤه في القطاع العام؟ هل سلطتهم ستكون مستمدّة من الداخل الشعبي أم سيكونون دمى بيد الأمريكان؟».

يشير الكاتب إلى الأسماء المرشّحة لتولي وزارة النفط، مع الوقوف على كل واحد منهم، أولهم كان الدكتور فالح الخياط، له خبرة كبيرة في القطاع النفطي، والمرشح الثاني كان ثامر الغضبان والثالث محمد علي زيني والرابع كان إبراهيم بحر العلوم، والأخيران كانا منفيين، وصلا بغداد في عام 2003، ليضطلعا بأدوار في وزارة النفط.

يتطرق الكاتب بحديثه إلى الاحتجاجات التي قام بها عمال مصفاة البصرة، الذين لم يتلقوا أجورهم لمدة شهرين من الزمن، وحينها تم التهديد باستخدام السلاح من قبل قوات الائتلاف، ولكن عرضت القوات التفاوض، وقرروا حينها دفع الرواتب خلال أربع وعشرين ساعة.

ويتوقف على سلطة الائتلاف العراقية المؤقتة التي تأسست بعد الإطاحة بصدام حسين، حيث لم تكن الإدارة الأمريكية قد توصلت إلى حل بشأن مستقبل حكم العراق، إلا أنه تم اتخاذ قرار في أواخر إبريل 2003، مع تعيين بول بريمر رئيساً لسلطة الائتلاف التي كانت مدعّمة أمريكياً ومن وزارة الدفاع الأمريكية بشكل مباشر، وكان بول بريمر الحاكم العسكري المطلق للعراق. فقد حلّ محل العسكري الأمريكي المتقاعد جاي غارنر الذي كان المشرف المدني لفترة قصيرة، إلا أن تغييره جاء نتيجة تغيير في الاستراتيجية الأمريكية، التي قررت البقاء لمدة طويلة.

يشير الكاتب إلى أن الأمر الذي صدر من وزارة الدفاع الأمريكية مع قدوم بول بريمر إلى منصبه في ما يتعلق بملاحقة الموالين لصدام حسين من البعثيين، قد احتوى على عنصرين :

أولهما: التخلص من كل أعضاء حزب البعث (بغض النظر عن درجة انغماسهم في الحزب) من أعلى القيادات في المؤسسات العامة.

ثانياً: التخلص من أعضاء الحزب في كل القطاعات العامة على كل الصعد والمستويات.

إلا أن الكاتب يرى أن الأمر لم يكن يميز بين أولئك البعثيين المشاركين في القمع والانتهاكات الإنسانية أو أولئك القريبين من صدام حسين، مثل الحرس الجمهوري العراقي الخاص، وأغلبية الجنود والضباط الذين لم يكنّوا أي ولاء لصدام حسين.

وفي حقيقة الأمر، لم يكن صدام حسين يثق بالجيش، فقد كان يتوقع منهم انقلاباً عسكرياً، ولهذا السبب كان قد أسس وحدات النخبة التي يقودها أفراد من العائلة والموالين، على غرار وحدات النخبة النازية في عهد أدولف هتلر، التي كانت قوة سرية شعارها «شرفي هو ولائي»، كانت تحمي أدولف هتلر بشكل مباشر، كانت وحدات عسكرية تعتقل وتغتال من شكّ بأمرهم داخل الجيش والاستخبارات الألمانية، ومن يمكن أن يشكل أدنى خطر عليهم.

في نهاية هذا الفصل يتحدث الكاتب عن خيبة أمل المسؤولين في قطاع النفط، والدور العراقي الذي بات تقريباً على الهامش، حيث الأمريكيون كانوا يديرون حقول النفط والحقائب الوزارية، هذا عدا عن حالة الفوضى وسوء الإدارة واتساع حجم الفساد والقرارات الكارثية، التي كانت تجلب الويلات للشعب العراقي.

[bleu marine]الطائفية في العراق[/bleu marine]

يندهش الكاتب من سرور العديد من العراقيين بالإطاحة بنظام صدام حسين على يد الأمريكيين والبريطانيين، وازداد اندهاشه عندما زار البصرة، وقد رأى أن الناس هناك كانوا مع الحرب أكثر مما هم ضدها.

يتطرق بعدها إلى الحديث عن خطط بول بريمر في العراق، الذي قرر تشكيل مجلس الحكم في العراق، وهي هيئة استشارية من العراقيين بمختلف طوائفهم وأعراقهم، ونقتبس حينها ما قاله بريمر في مؤتمر صحفي على شاشات التلفزة: «سوف أصيغ تنوع العراق كله في هذا المجلس: سواء كنت شيعياً أو سنياً، عربياً أو كردياً، بغدادياً أو بصراوياً، رجلاً أو امرأة، سوف ترى نفسك ممثلاً في هذا المجلس..». وفي الواقع كان المجلس يمثل كل الطوائف، إلا أنه لقي انتقاداً شديداً، فبرأي العديد من العلماء، قد قسم هذا المجلس العراق بين الخطوط العرقية والمجتمعية لأول مرة في تاريخ العراق، حيث وجدوه من صنع قوات الاحتلال الأمريكي، التي جل همها تفتيت العراق والقضاء عليه واستغلال موارده. كان هذا التمثيل يجسد تقسيماً كبيراً غير مقبول لدى العديد من العراقيين، حيث كان من شأنه أن يظهر ويزيد الشقاق بين أبناء المجتمع الواحد.

يذكر الكاتب استطلاعاً للرأي حول هوية العراقيين وانتمائهم، وكيفية التعريف بأنفسهم، حيث فضلت المجموعة الأكبر من الذين أخذت آراؤهم أن يتم تعريفهم كمسلمين فقط من دون تحديد المذهب، كما أن هناك العديد من القبائل الممتزجة بين الشيعة والسنة، هؤلاء يرفضون هذه الأنواع من التعريفات، وبحسب الاستطلاع، لم يكن العديد من العراقيين يعرفون طائفتهم واختلافاتهم عن الطوائف الأخرى، إلا حينما أصبحوا بالغين، وكان من الوقاحة البالغة جداً أن تسأل شخصاً عن طائفته أو دينه أو مذهبه.

يجد الكاتب من خلاصة استطلاعاته أن معظم العراقيين يعدون أنفسهم عراقيين بالدرجة الأولى، مسلمين بالدرجة الثانية، وعرباً بالدرجة الثالثة، وسنة أو شيعة بالدرجة الرابعة، وفي هذا يؤكد أن الاحتلال الأمريكي دفع بالعراق إلى الاقتتال الطائفي في العراق بعد الغزو.

وبالنسبة إلى الأكراد فإن العرق هو العنصر الرئيس لهويتهم. فلديهم لغتهم الخاصة بهم وثقافتهم المختلفة عن العربية، إضافة إلى أن أغلبهم يعيش في بيئة مختلفة تماماً عن بيئة العرب، حيث الطبيعة الخصبة والجبال والأنهار، وليست الصحراء كما في الأجزاء الأخرى من العراق. وكان نضالهم من أجل حقوقهم القومية والإنسانية منذ نشوء دولة العراق وحتى فترة الحكم الذاتي. يشعر الكاتب بالحزن على استغلال العديد من السياسيين العراقيين انتماءاتهم الطائفية في التنظيمات الحزبية، والحصول على تأييد شعبي من خلال الطائفة، ويرى أن هذا الأمر عندما يبدأ، يسبب الانقسام والاقتتال، ومن الصعوبة ردم أي هوة طائفية تحدث بسهولة، حيث يحتاج الأمر إلى سنوات عديدة بعد أن تسفك دماء الأبرياء، التي تخدم أولاً وأخيراً الاحتلال الأمريكي وطمعه في ثروة العراق النفطية.

[bleu]- تأليف : غريغ موتيت | عرض: عبدالله ميزر.[/bleu]

[bleu]- المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2176722

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع إصدارات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2176722 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40