الجمعة 6 نيسان (أبريل) 2012

جرائم وطُلَقاء

الجمعة 6 نيسان (أبريل) 2012 par بركات شلاتوة

مَن تابع الأخبار التي بثتها وسائل الإعلام خلال يوم أو يومين من هذا الأسبوع، يتأكد بالفعل أن «إسرائيل» فوق القانون وأنها «مدللة العالم» التي لا يجوز إغضابها أو حتى توجيه انتقادات أو لوم إليها.

فها هي المحكمة الجنائية الدولية تُخرج «المدللة» من المساءلة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة خصوصاً، بعد أن أعلن المدعي العام للمحكمة، لويس مورينو أوكامبو، أن التحقيق التمهيدي الذي يجريه في جرائم حرب «اتهم» جيش الاحتلال «الإسرائيلي» بارتكابها في الأراضي الفلسطينية، قد توقف بانتظار قرار من الأمم المتحدة عن وضع فلسطين في المنظمة.

يأتي ذلك بمزاعم أن فلسطين ليست دولة، ولا يحق لها رفع قضايا أمام المحكمة الجنائية، كما تنص عليه اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة، رغم أن 134 دولة تعترف بفلسطين دولة حرة مستقلة، ورغم أن الطلب الفلسطيني قدّم إلى المحكمة بعد يوم واحد فقط من انتهاء محرقة غزة وبالتحديد في 22 يناير/ كانون الثاني عام 2009، فهل هذه البراهين غير كافية للسيد أوكامبو؟ وهل تتطلب الدراسة التمهيدية لمعرفة ما إذا كانت المحكمة مختصة بإجراء تحقيق في الجرائم «الإسرائيلية» أكثر من أربع سنوات، أم أن الأمر يتعلق بالدولة التي فوق القانون، لذا تنسى جرائمها وتلقى الشكاوى المتعلقة بها في الأدراج أو على الأرفف؟

ويحاول المدعي العام الضحك على الذقون بادعائه «إمكان النظر مستقبلاً» في جرائم «إسرائيل» بانتظار الوضع القانوني لفلسطين في الأمم المتحدة، أو أن يقوم مجلس الأمن بإحالة الدعوى إلى المحكمة، مستخفاً بالعقول، ومتناسياً أن فيتو واشنطن جاهز لأي أمر يتعلق بـ «إسرائيل».

الخبر الآخر هو أن بلدية الاحتلال في القدس تعتزم بناء حي استيطاني جديد في أبو ديس التي تقع في الشطر الشرقي للمدينة المحتلة، وبالتحديد بجوار مبنى المجلس التشريعي الذي شيّدته السلطة ليكون المقر المقبل لبرلمان الدولة المنتظرة.

مر هذا الخبر بلا تعليق من عواصم العالم التي تعدّ الاستيطان غير شرعي، إضافة إلى رفضها البناء الاستيطاني في الشطر الشرقي من القدس الذي ترى أنه يشكل عاصمة للدولة الفلسطينية.

كما أن سياسة الهدم والتضييق والتشريد والتهجير لم تفارق عقلية الكيان منذ الأيام الأولى لاغتصاب فلسطين، والخبر يقول إن سلطات الاحتلال هدمت أربعة منازل في بيت جالا جنوب الضفة الغربية، والمزاعم هي البناء من دون ترخيص، لكن الهدف الأساسي هو إتمام السيطرة على القدس ومحيطها من خلال المستعمرات الصهيونية، ووأد مبدأ حل الدولتين من خلال تكثيف المستعمرات التي باتت تحتل الهضاب الفلسطينية وتقطع تواصل الوطن.

وسائل الإعلام محشوة بالأخبار التي تكشف جرائم «إسرائيل» وتكاد تفيض صفحات الجرائد وشاشات التلفزة وأثير الإذاعات بالدم القاني لكثرة التقتيل الذي يمارسه هذا المحتل في فلسطين من دون أي مساءلة أو معاتبة، فالطفلة المقدسية أسيل عراعرة التي لم تتجاوز ربيعها الرابع تقتل برصاصة مباشرة من جنود الاحتلال تصيبها في العنق بلا شفقة ولا رحمة، تهمتها أنها فلسطينية ترابط في مدينتها القدس. وشهيد رام الله الذي سقط بعد أن قاوم محاولة اعتقاله وشقيقيه الاثنين، فكان الرد رصاصة أمهلته أياماً عدة قبل أن ترتقي روحه إلى باريها.

أما في غزة فحدّث ولا حرج حيث يسقط الشهيد تلو الشهيد ويكمل الحصار المهمة، وآخر ضحاياه ثلاثة أخوة أطفال في عمر الزهور قضوا في لحظة واحدة بعد أن أحرقتهم شمعة الحصار وأحرقت قلوبنا معهم، فيما يتقاتل الإخوان ويتبادلون الاتهامات، بانتظار أن يحصد العدو والحصار مزيداً من الأبرياء.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165370

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165370 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010