في مقابلتين مع صحيفتي «إسرائيل اليوم» و«معاريف» لمناسبة عيد الفصح اليهودي، أسهب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الثناء على نفسه وحكومته بعد ثلاثة أعوام في الحكم.
وباختصار حاول نتنياهو في المقابلتين تأبين من حاولوا طوال السنوات الماضية تأبينه. فهو مرتاح إلى وضع حكومته الداخلي وإلى ازدهار «إسرائيل» الاقتصادي ومكانتها الأمنية الإقليمية والدولية رغم التحديات والمخاطر.
وهكذا فإن نتنياهو يبدأ مقابلته مع «معاريف» بالإعلان عن أن «الاحتجاج الاجتماعي لا يخيفني». وقال أنه واجه الأسباب الحقيقية للاحتجاج وأزاح الذرائع والأسباب غير الحقيقية وسعى إلى توفير أجوبة. وشدد على إيمانه بأن «السياسة الصائبة هي الجمع بين التنمية بواسطة اقتصاد السوق والاستثمار الاجتماعي الواعي لمساعدة كل مواطني «إسرائيل» في نيل فرصة متكافئة وأدوات مناسبة لصنع المستقبل».
وتحدث عن استقرار ائتلافه الحكومي وعدم قلقه من تهديدات زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان. وقال انه لا يسعى لتقديم موعد الانتخابات العامة، لكن أحدا لا يضمن ما سيحدث لاحقا.
وتطرق إلى لقائه المرتقب مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض. وقال إن رؤيته للسلام واضحة وقد أفصح عنها في خطابيه أمام الكنيست وأمام الكونغرس الأميركي «بأننا نريد أولا المحافظة على الكتل الاستيطانية الكبيرة. وفضلا عن ذلك لدينا مصلحة واضحة في أماكن ذات معنى ديني - قومي لشعبنا وأيضا أماكن ذات مصلحة أمنية. ولكن مفهوم أننا لن نعود إلى خطوط العام 1967 وهذا أمر يفهمه الجميع. فـ1967 تعني أن حائط البراق يعتبر أرضا محتلة وأننا سنضطر لتفكيك 40 في المئة من سكان القدس. هل من يؤمن بهذا؟ هذا المبدأ لن يتحقق».
وأضاف نتنياهو «أننا لسنا من خلق الجمود. فما خلق الجمود هو التوقعات الفلسطينية أن بوسعهم مطالبتنا بتنازلات مفرطة من دون إجراء مفاوضات، وحتى قبل إجراء مفاوضات. وهذا لم أكن مستعدا لقبوله وأصررت على ذلك».
واعتبر أن من بين أسباب فشل التسوية عدم إقرار العرب بوجود «إسرائيل» و«نحن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن المنطقة من جبل طارق حتى حدود الهند وإيران تقريبا تغرق في موجة تطرف إسلامي». وأضاف أنه «يمكن القول أنه من أجل أن يسلم العرب بـ «إسرائيل» ينبغي أن تكون «إسرائيل» قوية بما فيه الكفاية لحرمانهم من كل وهم. وكلما كنا أقوياء أيضا من الناحية الأمنية والاقتصادية والتراص الداخلي فإن هذا الوهم يتبدد. وكلما كنا ضعفاء فإن قسما منهم على الأقل سيتمسك بالوهم. على أي حال نحن نقف أمام وضع مثير للتحدي جدا. الواقع تغير، ومع كل إرادتي للوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين، فان هذا الأمر لن يوقف الموجة الإسلامية. فهي تنبع من جذور ثقافية عميقة جدا، قوى تاريخية هائلة من حركة الصفائح الأرضية على المستوى العالمي، قدرتنا على التأثير عليها صغيرة حتى صفر. ومما يحصل من المغرب عبر الجزائر وليبيا، مصر، اليمن، ومن يدري أين بعد اليوم تمر الثورة الإسلامية هذه. إذا كان اتفاق أم لا بيننا وبين الفلســطينيين، هذا أمر مهم لنا لمنع دولة ثنائية القومية ولكن هذا لن يدفع «الإخوان المسلمين» لإعفائنا من القضاء. هذا لن يدفــع إلى التسليم بوجودنا. ما سيدفعهم للتسليم بوجودنا هو حقيقة وجودنا وقوة وجودنا، وآمل أن يحترموا اتفاق السلام».
وتتغير سحنة نتنياهو عند الحديث عن إيران، ويقول إن طهران «خطر كبير جدا على دولة «إسرائيل» وعلى العالم بأسره. ومن لا يفهم ذلك يدفن رأسه في الرمال». وأشار إلى الثرثرات حول الجانب العملياتي في الهجوم على إيران، مشددا على أنه لم يتعامل مع هذه المسألة أبدا، ومع ذلك قال أنه يميز بين الكلام وبين «الحاجة إلى تجنيد العالم لمواجهة الخطر. فالخطر كبير ويجب مواجهته بتجنيد كل الأسرة الدولية». وفي هذا السياق تحدث عن المفاوضات الدولية مع إيران حول مشروعها النووي موضحا أنه ليس متفائلا بالنتائج التي ستحصل.
عموما يشدد نتنياهو على أن «الزعيم بحاجة إلى فهم تاريخي، ومن لا يملك هذا الفهم يتعذر عليه إدارة الحاضر، وبالتأكيد يتعذر عليه القيادة في المستقبل». وشدد على أن من يريد قيادة «إسرائيل» راهنا يحتاج إلى أن يكون صاحب دراية وفعالية في الحلبة الدولية. ويشير إلى أنه يتمنى أن يجد في الجانب الفلسطيني شريكا للسلام.
RLS
