السبت 7 نيسان (أبريل) 2012

أردوغان يهاجم إيران... لماذا التوتر في العلاقات بين أنقرة وطهران؟

السبت 7 نيسان (أبريل) 2012 par د. محمد نور الدين

انتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان إيران على موقفها الرافض إجراء المباحثات مع مجموعة «5+1» في اسطنبول، وقال «إنهم يعرفون ان الطرف الآخر لن يذهب الى دمشق ولا بغداد».

وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي قد قال إن طهران لن تجري المباحثات في اسطنبول لأن تركيا تتصرف بصورة غير منطقية ومتطرفة تجاه سوريا، وقد فقدت تركيا أهليتها لاستضافة هذا الاجتماع.

وقال اردوغان، أثناء استقباله أمس الأول رئيس وزراء ألبانيا صالح باريشا في أنقرة، إن «تركيا لا تسعى من جراء استضافة الاجتماع إلى أي مكسب أو كسب هالة، بل إن إيران هي التي ستكسب لأننا نطرح هنا موقفا يعرض لمقاربة عادلة من أجل إيران. لكن الحديث عن تغيير مكان المباحثات إلى دمشق أو بغداد هو مثل رمي الإبرة في الطحين. هذا يعني عدم حدوث هذا الأمر. لأنهم يعرفون أن الطرف الآخر لن يأتي إلى دمشق أو بغداد». وأضاف ان «هذا الموقف يفتقر إلى الاستقامة، وبسبب عدم الاستقامة في هذا فإنك تخسر احترام العالم. هذا ليس لغة دبلوماسية. انها لغة أخرى، وهي لا تليق بنا».

وتطرق المعلق في الشؤون الخارجية في صحيفة «ميللييت» سامي كوهين إلى التوتر في العلاقات التركية- الإيرانية، فقال ان «انتقادات المسؤولين الإيرانيين للسياسة التركية ليست جديدة، لكن انتقادات إيران في الآونة الأخيرة تخطت الانتقادات الى توجيه الاتهامات، بل وصلت أحيانا الى حد التهديد. واللافت انها جاءت بعد زيارة اردوغان التي وصفت بالناجحة لايران».

ويضيف كوهين أن «لبّ هذا التوتر هو الأزمة في سوريا، ولا سيما بعد مؤتمر أصدقاء سوريا. فرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وصف المؤتمر بمؤتمر أعداء سوريا، وان تركيا التي استضافت المؤتمر تخدم بذلك «إسرائيل». لكن الموقف الأقوى جاء من جانب مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي اعتبر سياسة تركيا تجاه سوريا بأنها إعلان حرب».

وتابع «أما الموضوع الآخر الذي يقف خلف الأزمة فيتصل بالملف النووي. وفي لحظة انتظر العالم أن تنعقد المباحثات في اسطنبول في 13 نيسان الحالي خرجت إيران تقترح دمشق أو بغداد بل حتى الصين مكانا لعقد المباحثات. واستخدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني لغة قاطعة في رفض عقد الاجتماع في اسطنبول».

وقال كوهين إن «بداية المشكلة تعود إلى زمن زيارة اردوغان لطهران، حيث سمع من الإيرانيين أنهم يريدون عقد المباحثات في اسطنبول. فما الذي تغير بعد ذلك ليرفضوا المكان؟ وهل فعلا غيروا رأيهم أم ان ذلك مرتبط بالوضع في سوريا وبغيرها من الموضوعات؟».

ويرى كوهين ان «إيران تعرف ان اردوغان هو واحد من الزعماء القلائل في العالم الذين يؤمنون بسلمية البرنامج النووي الايراني وبحقها في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية. وقد كرر ذلك اثناء زيارته لايران. لذلك من غير المعقول ان تكون الانتقادات الايرانية لتركيا لها علاقة بالملف النووي. لكن اذا حسم الأمر في هذا الاتجاه فإن ذلك يعني ان العلاقات التركية الايرانية دخلت في مرحلة جدية من انعدام الثقة».

ويتابع الكاتب ان «انعدام الثقة ليس من قبول تركيا نصب الدرع الصاروخي الأطلسي على اراضيها، فأردوغان و(وزير الخارجية احمد) داود اوغلو صرّحا مرارا انه ليس موجها ضد ايران، وقد تعهدا بعدم استخدامه ضدها. لكن الايرانيين لم يثقوا بهذه التعهدات».

ويقول الكاتب انه «ربما يكون قرار تركيا تخفيض استيراد النفط من ايران بنسبة 20 في المئة هو الذي ضاعف الشكوك والانزعاج لدى الايرانيين، وبدأوا باستخدام لغة حادة ضد تركيا».

لكن كوهين بعد استعراضه لعوامل التوتر يقول ان «العامل الأهم هو الوضع في سوريا. حيث ايران حاسمة في دعمها للرئيس السوري بشار الأسد في حين ان تركيا تسعى الى حل يقصي الأسد، ولكن هل يمكن ان يكون هذا سببا للهجمات الإيرانية على تركيا؟ داود اوغلو يربط الانتقادات الإيرانية بالصراعات الداخلية في إيران عشية الانتخابات ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يقول ان هذه الانتقادات لا تعكس السياسة الرسمية». وينهي مقالته بالقول ان «الهوة التي تفصل بين البلدين هي واقع لاختلاف الاستراتيجيات بينهما».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165632

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165632 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010