السبت 7 نيسان (أبريل) 2012

الجنائية الدولية تبرئ «إسرائيل» من جرائم الحرب...!!

السبت 7 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

ما جرى في غزة في تلك الحرب العدوانية «الإسرائيلية» 2008 - 2009 تجاوز في تعريفه جرائم ضد الإنسانية ووصل إلى مستوى محرقة، فقد كانت محرقة صهيونية إبادية مرعبة في وضح النهار، استخدمت فيها دولة الاحتلال كافة الأسلحة المحرمة التي بحوزتها، فحرقت ودمرت وخربت ومحت عن وجه الأرض الكثير الكثير من معالمها، وهنا أبرز وأخطر عناوين غزة بعد العدوان :

- دمار وخراب ومحارق لا توصف وأحزان لا تمحوها مرور الأيام...!

- أشلاء متناثرة.. دماء.. أجساد مقطعة وأخرى متفحمة.. وجدران مهدمة.. أصوات صراخ.. هكذا بدا المشهد داخل ومحيط مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد أن قصفتها الطائرات الحربية «الإسرائيلية» بالصواريخ.

- رمال غزة - زلزال حرق الأخضر واليابس وحول المنازل إلى أطلال.

- «إسرائيل» تحول غزة مسرحاً للأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً.

- قنابل الإبادة الجينية تستخدم في المحرقة، فأكد باحث مستقل في الأسلحة أن «إسرائيل» حولت قطاع غزة فعلاً إلى «حقل تجارب» لأسلحة وذخائر جديدة، تندرج في إطار برنامج لإنتاج أسلحة وذخائر تستهدف القتل الأكيد، ويمكن تسميتها أسلحة الإبادة الكيماوية والجينية.

- حي الزيتون يختزن الفظائع بين جنباته والجثث المتحللة تحت أنقاضه.

- العطاطرة زلزال «إسرائيل» مر من هنا - إذ يهيأ لزائر حي العطاطرة غربي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة أن «زلزالاً مدمراً» مر من هنا، فما من منزل إلا وقد لحق به الضرر، إما تدميراً كاملاً أو جزئياً أو حرقاً وبالقذائف المتنوعة، وبيوت الحي التي لم تهد،، أصابتها الصواريخ «الإسرائيلية»، ولم تعد صالحة للسكن.

وبينما يتجمع الناجون من مجازر «إسرائيل» ليهنئ بعضهم بعضا بالسلامة تظهر قصص ومآس لعشرات المدنيين الذين تحولوا إلى فريسة لجيش الاحتلال «الإسرائيلي».

- الجيش «الإسرائيلي» يشطب قرية «جحر الديك» عن خارطة قطاع غزة، إذ دمر معظم منازلها ومزارعها وسواها بالأرض.

- هولاكو وجيشه مروا بتل الهوى فحرقوا أخضرها ويابسها وغيّروا معالمها المعروفة، حيث بدا حي «تل الهوى» المعروف بهدوئه ورفاهيته مقارنة بغيره من أحياء غزة أشبه بلوحة مجنونة، صب فيها رصاص القاتل جنونه وهمجيته حارقاً الأخضر واليابس، ليطال حتى المشافي ومقرات الأونروا، بعد المساجد والمدارس والمنازل الآمنة.

- الفرق الطبية قامت بـ «انتشال عشرات الجثث معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ من تحت الأنقاض»، و«عثرت الطواقم الطبية على جثث حوصر أصحابها في منازلهم أو تركوا ينزفون في الشوارع وتعرضت للتآكل بعد أن هاجمتها الكلاب الضالة، خاصة في مناطق جبل الكاشف وجبل الريس وشرق جباليا والقرم وعزبة عبد ربه والعطاطرة والسلاطين والفخاري في شمال وشمال غرب القطاع».

وفي ضوء حجم المحرقة والمجازر المقترفة التي فاقت كل التوقعات والتصورات وتجاوزت كل الحدود قال «ناعوم تشومسكي» عالم اللغويات والمفكر اليهودي الأمريكي الشهير عن محرقة غزة المتواصلة، «إن بشاعة العدوان «الإسرائيلي» على غزة جعلت لساني عاجزاً عن وصف دقيق لما يحدث هناك.. بحثت في القاموس عن لفظة تجسد هول ما يحدث، فلم أجد.. حتى مفردة (الإرهاب) أو (العدوان) غير معبرة عن حقيقة المأساة»، واصفاً «دعم الولايات المتحدة لـ «إسرائيل» في عدوانها بأنه دعم للانحطاط الأخلاقي».

وقد تكون التصريحات التي أدلى بها تباعاً المقرر الخاص للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية ريتشارد فولك من أهم الشهادات على المحرقة، فقد «اتهم «إسرائيل» بارتكاب «جريمة ضد الإنسانية» في غزة»، وأكد «أنه يتعين محاكمة المسؤولين «الإسرائيليين»»، وقال «إن الهجوم «الإسرائيلي» في قطاع غزة نفذ بأسلحة حديثة ضد سكان ليس في وسعهم الدفاع عن أنفسهم وذلك يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي لأنه يستهدف جماعات بكاملها محرومة من الغذاء ومن الاحتياجات الأساسية».

ثم عاد فولك ليعلن لاحقاً مؤكداً على موقفه السابق: أن الحرب «الإسرائيلية» في قطاع غزة ارتدت «طابعاً لا إنسانياً من دون شك»، مشيراً إلى «احتمال وقوع «جرائم حرب منهجية»، قائلاً: «إن أهدافاً غير شرعية اختيرت».

حتى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أعرب بعد أن قام بزيارة اطلع فيها على بعض آثار الدمار والنكبة في غزة وعلى نحو غير متوقع منه عن «صدمته من حجم الدمار الذي حل بقطاع غزة خلال العدوان «الإسرائيلي»»، وقال «إنه تجب محاسبة المسؤولين عن استهداف المدنين ومقرات الأمم المتحدة ومحاكمتهم».

ووصف جون جينج مدير عمليات أونروا، في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء بغزة ما جرى في القطاع من جرائم «إسرائيلية» مستمرة بـ «الجنون الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، وقال مخاطباً قادة العالم عليكم ألا تناموا وألا تشربوا وألا تأكلوا حتى توقفوا قتل الأبرياء في قطاع غزة».

ورغم كل الحقائق والمعطيات والمشاهد المروعة والشهادات الدولية حول المحرقة «الإسرائيلية» في غزة، يأتي المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية اليوم ليرفض تجريم «إسرائيل» بارتكاب جرائم حرب، بدعوى «أن شكوى السلطة الفلسطينية التي تتهم «إسرائيل» بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب ليست دولة»، و«أن الدول فقط تستطيع تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن مكانة فلسطين في الأمم المتحدة هو دولة مراقبة فقط، وليس دولة عضواً (03/04/2012)».

فيا لبلاغة المدعي العام الدولي ..؟!

يقفز فوق المشهد المدجج بالقتل والتدمير والخراب والساحة المحرمة الدولية، ليبرئ الدولة المجرمة بذريعة أن «السلطة ليس من حقها تقديم الشكوى».

تصوروا...!

حجم النفاق والانحياز لصالح دولة مجرمة على رؤوس الأشهاد، ألا يحتاج مثل هذا المدعي العام الدولي إلى مراجعة ومحاكمة...؟!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 71 / 2181102

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181102 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40