الاثنين 9 نيسان (أبريل) 2012

تهافت الكبار على أسوار طهران!

الاثنين 9 نيسان (أبريل) 2012 par د. محمد صادق الحسيني

بين بغداد او اسطنبول حارت الدول العظمى مع طهران، هل تتجرع السم في عاصمة بلاد الرافدين وهي التي خرجت منها للتو تجر ذيول هزيمتها تحت جنح الظلام تلاحقها صواريخ الكرار وذو الفقار؟

أم تتوسل تسوية تحفظ لها بعض ماء وجهها في عاصمة احتضنت لتوها معارضة مشتتة زعمت أنها قادرة على توحيدها بالإغراء لإخراج حليف الإيرانيين من عرينه فخاب ظنها وتبعثرت مساعيها وعادت منها بخفي حنين؟

لكن السؤال الأهم الذي يلاحق المفاوضون الغربيون هو على ماذا سيفاوضون طهران سواء في بغداد او اسطنبول بعد أن أعلنت الأخيرة وعلى لسان مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية بان بلاده أنهت إنتاج الكمية اللازمة من الوقود النووي لاستمرار مفاعل أمير آباد للأغراض الطبية غرب طهران في العمل وهو ما كان موضوع التبادل الشهير برعاية تركية برازيلية قبل نحو عام ونصف؟

ثم ماذا ستكون عليه معادلة التفاوض والعاصمة الإيرانية ذاهبة الى ابعد من ذلك إلا وهو الاستعداد لإنتاج وقود مفاعلي أراك وبوشهر الذريين على حد إعلان السيد قنادي المسؤول السالف الذكر على القناة الخامسة الإيرانية؟

كما في الحرب كما في السلام تبدو طهران ومعها حليفاتها الإقليمية هي من يمسك بزمام المبادرة وان ظهرت أنياب واشنطن القوية التقليدية منها او النووية وسواء تلك التي تعبر مضيق هرمز او تلك التي تعبر قناة السويس، إذ ما فائدة كل ذلك الكم الهائل من الحديد والتكنولوجيا المتطورة إذا ما تحول الى مجرد حديد خردة في لحظة إجراء المفاوضات او اتخاذ القرارات الصعبة؟

أليست القصة كلها إنما تكمن في معركة صراع الإرادات والقدرة على تحمل الوجع ومن الأقدر على تأجيل عض الأصابع؟

أليس الحق مع نتنياهو عندما يلوم الغرب بان كل أنواع الحصار الذي فرضتموه على إيران لم يؤثر فيها قيد أنملة، بل انه جعلها تصبح أقوى وأقوى؟

لكن من جهة أخرى أليس الحق الأكبر والاهم هو مع غونتر غراس عميد أدباء ألمانيا والحائز على جائزة نوبل للسلام عندما يكسر الصمت الدولي ويقول بصراحة في قصيدته الغراء بان الخطر الداهم والحقيقي هو القادم من «إسرائيل» المدججة بالقنابل النووية وليس إيران التي تزعمون أنها تتلمس طريقها الى ذلك من دون أن تقدموا إثباتاً واحداً؟

أما نحن العرب والمسلمون فاعتقد أن علينا واجباً هو الأخطر في هذه اللحظة التاريخية ألا وهو الدفاع عن هناء الشلبي ومروان البرغوثي والآلاف من أسرى الحرب الصهيونية القذرة على أمة يصر المنتصرون في الحرب العالمية الثانية أن يدفعوها أثمان جريمة مزعومة إن صحت فهي من صناعتهم هم وان ثبت كذبها فالمصيبة أعظم!

وأما تلك الفئة البائسة من نخبنا ألم يئن الأوان لتصحو من غفوتها لترى بأم أعينها بأن ما يعد لهذه الأمة ما هو إلا الفصل الأخير من مخطط إسدال الستار على قضية فلسطين فيما الأمة مصممة على المضي بثورتها تحت علم اليقظة العربية والإسلامية وهي تجذر شعاراتها يوماً بعد يوم وتستعد لخوض انتفاضاتها الثانية والثالثة ولكن هذه المرة ضد من سرقوا او يكادون هباتها وحراكها الطاهر والحميم بغطاء الناتو مرة وبغطاء «غترة» عربية زائفة مرة أخرى وبراية إسلام أمريكي ثالثة والهدف واحد الا وهو إعادة الثائر العربي الى المربع الأول؟

ليست المسألة إذن أن تعقد المحادثات حول النووي في بغداد او اسطنبول، ولا في البنود الستة لكوفي انان حول المسألة السورية، ولا في الحل المقامر بثورة اليمن ولا بتقرير البسيوني حول ثورة البحرين المظلومة والمهمشة في وجدان العرب، ولا في الحلول السحرية لإخراج المفاوض الفلسطيني من التيه الصهيوني بقدر ما هي ان نكون أمة تقرر مصيرها بأيدي ناسها الحقيقيين القابضين على دينهم وعزتهم وكرامتهم وحريتهم وتحررهم كالقابض على الجمر وهم مصممون رغم الصعاب وطول الطريق وشدة المعاناة على صيانة استقلالية قرارهم وصناعة مستقبلهم بأيديهم وليس بأيد صافحت جلاديهم او وقعت على صكوك الذل والهزيمة في الغرف السوداء بعيداً عن أعين أهل الدار الحقيقيين وأصحاب الجلالة والفخامة الحقيقيين من شهداء او جرحى او معوقين او شهود على النصر المؤزر مصممين وما ذلك على الله بعزيز.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165768

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165768 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010