الاثنين 9 نيسان (أبريل) 2012

دير ياسين.. شهادات في المجزرة والمقاومة...!

الاثنين 9 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

في الذاكرة الجمعية الفلسطينية - العربية أن المجزرة الجماعية التي نفذتها القوات الصهيونية قبل أربعة وستين عاماً ضد أهالي بلدة دير ياسين، كانت الأخطر والأشد تأثيراً على مجريات حرب 1948 ونتائجها، حيث استثمرها القادة الصهاينة في نشر الإرهاب والرعب في نفوس المواطنين العرب، وإجبارهم على الرحيل.

وفي تفاصيل ما جرى في البلدة، فقبيل بزوغ فجر يوم الجمعة التاسع من نسيان عام 1948 وتحت جنح الظلام توجه أكثر من 100 شخص من عصابات الأرغون والهاغاناه الصهيونية مسلحين بالرشاشات والبنادق الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية والمدى للقيام بمهمة أمر بها الإرهابي المعروف مناحيم بيغن، وهي إفراغ قرية دير ياسين العربية الفلسطينية من سكانها العرب والقضاء عليهم أو في أحسن الاحتمالات، إجبارهم تحت وابل النيران على المغادرة التماساً للنجاة، وضحى هؤلاء بعنصر المباغتة عندما أرسلوا في مقدمتهم سيارة عسكرية مصفحة ومسلحة، حيث دخلت القرية وطلبت من أهلها عبر مكبر الصوت إخلاء قريتهم، لكن المواطنين تصدوا للسيارة وأمطروها بوابل من النيران ما جعلها تنحرف لتقع في خندق عند مدخل القرية مؤذنة بنشوب المعركة.

وعلى خلاف ما روج على مدى العقود الماضية، فقد كانت المقاومة العربية الفلسطينية فوق توقعات العصابات الصهيونية التي كانت تنوي مع سبق الإصرار إخلاء القرية وقتل من فيها، ووصلت المعركة إلى نهايتها بعد الظهيرة وسيطرت العصابات الصهيونية على القرية وتم حشر الفلسطينيين الذين اسقط في أيديهم في سيارات عسكرية طافت بهم شوارع القدس الغربية ثم القدس الشرقية حيث تم إنزالهم، وقد لقي العشرات من الشيوخ والنساء والأطفال حتفهم في هذه المذبحة فيما قتل خمسة من العصابات وجرح أكثر من ثلاثين شخصاً.

وانتشرت أقوال بان الفظائع التي ارتكبت خلال تلك المجزرة تفوق الوصف حيث شوهدت الجثث ممثلاً بها والمدنيون قتلوا طعناً بالسكاكين والمدى، وثبت أن حالات إعدام حصلت بعد انتهاء المعركة بوقت طويل.

يقول جاك رينيه ممثل الصليب الأحمر في القدس بزيارة دير ياسين يوم 11/4/1948: «ان الضابط اليهودي في المكان كانت تنطلق من عينيه نظرات نارية فضلاً عن برود ووحشية في آن معاً، وقد تم القتل بوحشية باستعمال بنادق أوتوماتيكية وقنابل يدوية، ثم أجهزوا على الباقين باستعمال المدى، إن ذلك أمر واضح يمكن لأي شخص أن يتلمسه»، مضيفاً: «أن عدد الضحايا فاق 350 شخصاً وهو يزيد على التقديرات التي أوردتها المصادر العربية».

وقال الضابط البريطاني الذي تولى التحقيق «أن هناك شواهد عديدة على حدوث حالات اغتصاب للنساء على أيدي اليهود المهاجمين، وكذلك الكثير من طالبات المدارس تعرضن للاعتداء الجنسي الوحشي عليهن ثم تم الإجهاز عليهن ذبحاً، كما تم الاعتداء على نسوة متقدمات في السن».

ويروي الناجون من المذبحة شهاداتهم للسلطات البريطانية قائلين: «ان عائلات كاملة تم إيقافها بجوار الحائط ثم أطلقت عليها النيران من البنادق، بنات صغيرات تم اغتصابهن، امرأة حامل تم ذبحها أولاً ثم بقروا بطنها بسكين جزار، حاولت فتاة صغيرة أخذ الجنين من بطن المقتولة فتم إطلاق النار عليها، بعض أعضاء الأرغون أحالوا الجثث إلى قطع بسكاكينهم، ثم قطع أو جرح أيدي النساء وآذانهم لسرقة أساورهم أو خواتمهم».

«بدأ الهجوم والأطفال نيام في أحضان أمهاتهم وآبائهم، وقاتل العرب - كما يقول مناحيم بيغن في حديثه عن المذبحة «دفاعاً عن بيوتهم ونسائهم وأطفالهم بقوة»، فكان القتال يدور من بيت لبيت، وكان اليهود كلما احتلوا بيتاً فجروه، ثم وجهوا نداء للسكان بوجوب الهروب أو ملاقاة الموت، وصدق الناس النداء فخرجوا مذعورين يطلبون النجاة لأطفالهم ونسائهم، فما كان من عصابات شتيرن والأرغون إلا أن سارعت بحصد من وقع في مرمى أسلحتهم، وبعد ذلك أخذ الإرهابيون يلقون القنابل داخل البيوت ليدمروها على من فيها، في صورة همجية قل ما شهدت مثلها البشرية إلا من حثالات البشر، وكانت الأوامر تقضي بتدمير كل بيت، وسار خلف رجال المتفجرات إرهابيو الأرغون وشتيرن فقتلوا كل من وجد حياً، واستمر التفجير بهذه الهمجية حتى ساعات الظهر من يوم 10 نيسان 1948، ثم جمعوا الأحياء إلى جانب الجدران وحصدوهم بالرصاص».

ثم جاءت وحدة من الهاغاناه بقيادة بنشورين شيف «فحفرت قبراً جماعياً دفنت فيه مئتين وخمسين جثة عربية أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ».

فاخر مناحيم بيغن بهذه المذبحة في كتابه «الثورة»، قائلاً: «كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين، فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض «إسرائيل» الحالية (يعني المحتلة عام 48) لم يتبق سوى 165ألفاً»، وبذلك يعتبر بيغن أن العملية خدمت إستراتيجية الحركة الصهيونية، ويعيب على من تبرأ منها من زعماء اليهود ويتهمهم بالرياء، ويقول بأنها «تسببت بانتصارات حاسمة في ميدان المعركة»، ويصل الحد ببعضهم ليدعي أنه : بدون دير ياسين ما كان ممكناً لـ «إسرائيل» أن تظهر إلى الوجود، «وقد بقيت اتسل فيما بعد متمسكة بمواقفها تجاه المجزرة، ولم تحدث عليه أي تغيير، وذلك خلافاً لليحي التي دافعت عنها في بداية الأمر بكل قوة معتبرة ما ارتكبته عناصرها بمثابة «واجب إنساني»».

لتشكل هذه المجزرة البشعة نموذجاً صارخاً على سياسات التطهير العرقي والإرهاب والمجازر المفتوحة ضد أهلنا في فلسطين حتى اليوم...!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2181816

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2181816 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40