الجمعة 13 نيسان (أبريل) 2012

الجزائر تشيع رمز استقلالها ورئيسها الأول احمد بن بله

الجمعة 13 نيسان (أبريل) 2012

شيعت الجزائر اليوم الجمعة قائد ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي ورمز استقلالها الوطني رئيس الجمهورية الأول احمد بن بله. وشارك في التشييع كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره التونسي محمد منصف مرزوقي ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران ومفتاح مصباح أزوان ممثل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ ورئيس حركة النهضة التونسية الشيخ محمد الغنوشي وكبار المسئولين الجزائريين في مراسم تشيع جنازة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بله الذي يعد أول رئيس للجزائر المستقلة.

وقد انطلق موكب الجنازة بعد صلاة الجمعة من قصر الشعب بالجزائر العاصمة متوجهاً إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية حيث سيوارى الثرى بمربع الشهداء.

وتم نقل جثمان الفقيد الذي كان مسجى ومغطى بالعلم الجزائري على عربة عسكرية مكشوفة رصت أطرافها بأكاليل من الزهور.

وقد اصطفت المئات من الجماهير الجزائرية على الرغم من سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار على أطراف الشوارع التي يسلكها الموكب الجنائزي لتوديع رجل ارتبط اسمه بتاريخ الجزائر إبان ثورتها التحريرية وأثناء معركة التشييد.

كما خرج الجزائريون من مختلف الأعمار ليودعوا رجلاً لم يثنه ثقل السنين من مواصله نضالاته على الصعيد الوطني والدولي إذ كان من الأوائل الذين ثمنوا مسعى المصالحة الوطنية بين الجزائريين.

كما اختير بن بله الذي توفي الأربعاء عن عمر يناهز 96 عاماً ضمن لجنة حكماء أفريقيا للمساهمة في حل مختلف النزاعات وإيجاد الحلول لمختلف بؤر التوتر التي تندلع بين الفينة والأخرى في مختلف ربوع القارة السمراء.

وكان جثمان بن بله قد نقل أمس الخميس من مقر سكناه بمنطقة حيدرا بوسط العاصمة إلى قصر الشعب المقر الرئيسي للدولة حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة من كبار المسئولين في الدولة وشخصيات سياسية وتاريخية وفكرية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر إلى جانب مواطنين ومواطنات من مختلف الشرائح.

[rouge]الجزائر تودع بطلها[/rouge]

وبث التلفزيون الرسمي الجزائري في المساء مراسم نقل نعش أول رئيس للجزائر، الذي توفي الأربعاء في منزله عن 95 عاماً، الى قصر الشعب مغطى بعلم الجزائر ومحمولاً على أكتاف ستة من كبار ضباط الجيش الجزائري، ترافقهم ابنتا بن بله، مهدية ونورية، قبل وضعه على عربة.

وبعيد انطلاق الموكب، انضم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى موكب جثمان بن بله الذي كان تقرب منه بعد انتخابه رئيساً للبلاد في 1999. وكان أول الواصلين من الشخصيات والعسكريين الى قصر الشعب لاستقبال الجثمان بحسب ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون الجزائري.

وكان الرجلان ناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، والتقيا في الحكم بعد الاستقلال منذ 1962. ولكن بعد اقل من 3 سنوات على تولي بن بله الرئاسة أطاح به رفيق دربه ووزيره للدفاع هواري بومدين، احد المقربين من بوتفليقة، وأودعه السجن.

وأشارت صحيفة «الوطن» الجزائرية الى ان «بن بله هو بدون أدنى شك السياسي الأكثر إثارة للجدل والأكثر تعقيداً في تاريخ البلاد».

وذكرت صحيفة «لاكسبرسيون» انه «في عهد بن بله جرى تأميم الحمامات والمخابز وإدخال ماسحي الأحذية الى المدارس، ومواجهة تحديات ما بعد الحرب ومن بينها عودة اللاجئين وخروج الفرنسيين من المصانع والمزارع».

من جهتها كتبت صحيفة «وهران» أن «القائد التاريخي للثورة رحل عشية الذكرى الخمسين للاستقلال» في 5 تموز/يوليو.

وعنونت صحيفة «الشروق» صدر صفحتها الأولى «وداعاً أبا الجزائريين» وخصصت للخبر صفحة كاملة سردت فيها سيرة الرجل.

وصل بن بله الى رئاسة المجلس الوطني للثورة الجزائرية في 27 أيلول/سبتمبر 1962 وانتخب رئيساً في 15 أيلول/سبتمبر 1963 بفضل دعم العقيد هواري بومدين الذي كان قائداً لجيش الحدود، قبل أن ينقلب عليه في 1965 ويزيحه من الرئاسة في ما سمي آنذاك بـ «التصحيح الثوري».

وأمضى بن بله 24 عاماً في السجن قبل أن ينتقل في 1980 الى المنفى الإرادي في فرنسا وسويسرا.

وبقي بن بله فاعلاً في الحياة السياسية حتى وفاته متنقلاً بين باريس والجزائر. وهو ترأس منذ 2007 لجنة الحكماء الأفارقة المفوضة تفادي وحل المشاكل في القارة السمراء.

وقد استقبل بن بله في 2011 المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند، الذي كان الخميس أول سياسي أجنبي يعزي بوفاته.

وحيى هولاند في بيان ذكرى بن بله، مؤكداً انه «سيبقى بالنسبة للفرنسيين والجزائريين أحد رموز حقبة تاريخية مصيرية للبلدين».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2180781

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180781 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40