الأربعاء 9 حزيران (يونيو) 2010

إلى الحكومة البرازيلية :نطالبكم إعتبارنا عبيداً فأعتقونا !!

إلى محمود عباس : هل بلغك مثل هذا أثناء رحلاتك للبرازيل وغيرها أو بلغ تجاّرك؟
الأربعاء 9 حزيران (يونيو) 2010

نحن عوائل من اللاجئين الفلسطينيين الذين تم جلبنا من مخيم الوليد في العراق إلى البرازيل دون إطلاعنا على أية تفاصيل بخصوص البرنامج ومدته وعن إمتيازاته وحقوقنا وأوضاع البلد ، وعندما دخلنا إلى مخيم الرويشيد ولم نكن إلا نحن فيه وسئلنا عن ما هو لنا وماهو علينا من حقوق قالوا ليس هناك وقت إذهبوا وهناك سيطلعونكم على كل شيئ أي في البرازيل ، وهذا بحد ذاته جريمة بحقنا ..

وبعد سنتين قضينها بالمطالبة بالخروج من البرازيل ، والكذب الذي مورس علينا من قبل بعض الأطراف التي تلعب دور التباعية لكم بدلاً من إستقلاليتها كالسفارة والجمعية الفلسطينيتين في البرازيل ، ومنذ 6 أشهر ونحن نعتصم في العاصمة برازيليا ، في الشوارع والحدائق العامة وعلى أطراف الطرقات بأبشع أوجه الذُل والمهانة وخصوصاً بعد إختفاء مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لتتهرب من مسؤولياتها وطبعاً ذلك بغطاء منكم كحكومة ، يعني تم جلبنا من المخيمات من تحت سقف الخيمة التي كانت تأوينا ليتم تشريدنا في شوارع البرازيل التي أنتم على علم ويقين كيف هي وليس من داع لذكر تفاصيل عن ذلك ..

إننا نبعث لكم هذه الرسالة لتوضيح بعض الأمور والثوابت التي لا رجعة عنها ولن يكون لها نهاية إلا بموتنا أو خروجنا من بلدكم ، وذلك بعد رفض جميع الجهات الحكومية لمقابلتنا والإطلاع على معاناتنا ومأساتنا وتجاهلنا تجاهلاً تاماً وأنتم على علم ويقين بكل مانعانيه على أراضيكم ، وهذه جريمة ترتكب بحقنا ..

فلا يعني أن تتفاوض على جلبنا إلى البرازيل أطراف لا مسؤولة حتى لو كانت فلسطينية ، فما تسمى بالجمعية الفلسطينية والتي كانت أحد أطراف المفاوضات فهي لا تمثل إلا نفسها ، ومن يقومون عليها ليسوا إلا ممن فقدوا ضميرهم وإحساسهم بالمسؤولية ليلقوا بأبناء جلدتهم ممن عانوا الإظطهاد بهذا الجحيم ، فلم يتغير علينا شيئ ..

من الخوف والرعب في العراق إلى حياة خيمة في الصحراء إلى الشوارع المذلة المهينة على أطراف الطرقات والحدائق في البرازيل ، وهذه جريمة أُخرى ترتكب بحقنا ..

فقد حسبت هذه الأطراف حساباتها على الحاسبة ( 1+1 = 2 ) ، فلان مترجم براتب يبلغ كذا لمدة كذا ينتج عنها كذا ولم يفكر أحد بمصير ومستقبل من تم جلبهم من مسنين ومرضى وأطفال في بلد بمثل ظروف بلدكم والذين أنتم أكثر الناس على علم بها ولن نضع مقارنات بين البرازيل وما قدمته للاجئين وبين ما قدمته دول أُخرى على صعيد تخفيف العبئ عن اللاجئين فلو وضعنا أي مقارنة أو تطرقنا لمثل ذلك سيكون الوضع محرجاً جداً .

إذا كان هذا المشروع قد در عليكم مصالح سياسية ودعائية وإمتيازات مادية ، فلا نقبل أن يكون ذلك على حسابنا وحساب أرواح ومستقبل أطفالنا و مرضانا ، إذا كنتم تنوون جلب المزيد من اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل وتدوسنا تحت أقدامكم لتشيعون أن البرنامج ملبي للأهداف والتطلعات وهو برنامج ناجح ليس له مثيل ، فلا نقبل أن نكون دواسة الأقدام التي تقفون عليها في سبيل نجاح مشاريعكم وأهدافكم التي ستدر عليكم ما تهدفون له ولن تدر علينا سوى الضياع والتشرد على أراضيكم وهذه جريمة أُخرى ترتكب بحقنا ..

تدعون الديمقراطية ، وتدعون حقوق الإنسان ، وإدعيتم أنه تم جلبنا من خلال ما أسميتموه برنامجاً إنسانياً ، وكل هذه ليست إلا إدعاءات واهية ليس لها أساس من الصحة و قد رأينا هذا بأعيننا ونحن نيام الشوارع منذ 6 أشهر عانى فيها أطفالنا ما لم يعانوه من قبل من جوع و حر و برد ومرض و خوف و ضياع و تشرد على أراضيكم ، فليس هناك إنسانية تترك الناس ينامون في الشوارع وليس هناك إنسانية تترك أطفال يتألمون من المرض والجوع و الحر و البرد ، وليس هناك إنسانية تترك الناس بهذا الضياع والخوف والمصير المجهول ، أين هي الإنسانية من هذا كله و أين حقوق الإنسان ، وهذه جريمة أُخرى ترتكب بحقنا ..

و إن تجاهلكم لمعاناتنا ومعاناة مرضانا وأطفالنا فهي ليست إلا مساهمة حقيقية منكم لا تهدف إلا لقتلنا والقضاء علينا بالأطفال والمرضى والنساء والمسنين الذين يعانون الويلات آلاف المرات في شوارعكم ..وهذا لا ينتمي لا من قريب ولا من بعيد إلى الإنسانية وحقوق الإنسان ، عدا ذلك كله الكذب والنفاق الذي كذبه علينا مدير المفوضية السابق في البرازيل خافير و مؤسسة آساف وما تسمى بالجمعية الفلسطينية منذ الأشهر الأولى لنا في البرازيل إلى ما قبل إعتصامنا مما زاد من الوضع تأزماً وسوء وإنه لمن العار على مثل أولائك الأشخاص والذين يمثلون هيئات دولية وإنسانية بإستثناء الأخيرة فهي لا تمثل شيئا أن يتبعوا مثل تلك الأساليب الملتوية وهذه جريمة أُخرى ترتكب بحقنا .

أين الإنسانية من هذا كله ، ما أنصف إنسانيتكم التي جلبتنا لننام في الشوارع ، ما أنصف إنسانيتكم التي حكمت على أطفال صغار ومريض يعيش على الأوكسيجين ومسنين ونساء أن تتشرد في شوارع البرازيل الغير آمنة .

إذا كنا بالعراق مظطهدين ومهددين بالقتل والخطف ، فنحن اليوم نعاني شبه هذه الأمور بل أسواء من إظطهاد وتشرد وضياع وعدم إستقرار ومصير مجهول ، ومهددين بنفس الأشياء في شوارع البرازيل .

إن الظروف التي عشناها ونعيشها ببلدكم ظروفاً عصيبة وأوضاعاً في غاية السوء لا إنسانية على الإطلاق ، ليس فيها الأمن والأمان وليس فيها الإستقرار والضمان بحياة كريمة لنا كبشر وبمستقبل لأبنائنا وأطفالنا ، وهذه جريمة أُخرى ترتكب بحقنا ..

إذا كنا تركنا العراق فلم نتركه لنأتي للعيش في شوارع البرازيل وعلى أطراف الطرقات بذُل تحت رحمة فلان وفلان وتحت الصدقات والحسنات لشحة فرص العمل وتدني الأُجور بما لايفي للقمة العيش حتى يغطي مصاريف أخرى مثل إيجار المنزل وباقي متطلبات الحياة من مصاريف مدارس وعلاج وخلافه ..

وبناءً عليه نطالبكم على إعتبارنا عبيداً عندكم تعتقوننا لوجه الله لأننا لا نجد من يدفع فديتنا ، إعتبرونا أسرى أو سجناء أنهوا محكوميتهم وأطلقوا سراحهم ، إعتبرونا إرهابيين تبعدونهم عن أراضيكم ، إعتيرونا أي معتبر وأبعدونا عن أراضيكم لتنتهي معاناتنا .

إننا لا نريد العيش عندكم لا نريد العيش على أراضيكم ونرفضه رفضاً باتاً ، ونحن نقولها إننا مرغمون على العيش على أرضكم مكرهون مجبورون على ذلك ، ولن نرتضيه لنا ولأبنائنا وأطفالنا بأي شكل من الأشكال ، وقد وضعنا مسئلة واحدة نُصب أعيننا إما الموت أو الخروج من بلدكم .

ونحن اليوم على أتم إستعداد للموت لا للحياة بالجحيم الذي نعيشه ، وأنتم كحكومة ترون مانعانيه وتدفعون بنا لذلك ، فنحملكم المسؤولية كاملة عما يحدث لنا ولأطفالنا أمام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والرأي العام ونقول كفاكم إجراماً بحقنا وحق مرضانا وأطفالنا ونسائنا ، كفاكم تشريداً بنا كفاكم ونطالب المنظمات الدولية و الإنسانية والهيئات والمؤسسات الصحفية والإعلامية في أي مكان والإعلام الفلسطيني بكل وسائله أن يكونون شهوداً عن ما سنلاقيه في شوارع البرازيل ، أعيدونا إلى المخيمات ، إلقوا بنا خارج حدودكم ، هذا أكرم لنا بكثير من العيش المذُل على أراضيكم .

ملاحظة : نرجو من كل من يتسلم هذه الرسالة أو يقرأها بأية وسيلة من الوسائل و يعرف ويتمكن من إرسالها إلى السفارات البرازيلية في أي مكان في العالم إلى أية جهة برازيلية لأننا في البرازيل غير قادرين على مقابلة أحد من الحكومة وأجره على الله ..

المعتصمون :

- عصام سمير عودة

- زينب خليل إبراهيم

- نيفين عصام سمير طفلة تبلغ 4 سنوات

- رامي عصام سمير طفل يبلغ سنة وثمانية أشهر

- صبحية محمد أحمد مسنة تبلغ ال61 عاماً تعاني العديد من الأمراض

- لؤي سمير يعاني من إنسداد الرئة ويعيش على الأوكسيجين

- هشام سمير يعاني من صمامات القلب



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165779

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع منوعات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165779 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010