السبت 21 نيسان (أبريل) 2012

من بقايا أوسلو (2-2)

السبت 21 نيسان (أبريل) 2012 par حسن خليل

أهم شيء حصلنا عليه من وراء اتفاق أوسلو هو أنّ قرابة مئة ألف من أبناء شعبنا الفلسطيني قد عادوا إلى ديارهم في أرضنا المقدسة المحتلة منذ 5 حزيران 1967، سواء بالتفاهم مع اليهود الغاصبين أو بما يسمى البلطجة، واليهود يعرفون ذلك ويسكتون لأنهم يعرفون أنّهم بموجب اتفاق أوسلو يمكنهم أن يعودوا سواء الآن أو بعد عشرة أعوام هذا إن نحن أصررنا على عودة كل النازحين منذ عام 1967، خاصة أننا بسبب ذلك قد تنازلنا في توقيعنا على أوسلو عن أشياء كثيرة مهمة، وفي مقدمتها عودة اللاجئين منذ عام 1948، واستعادة السيطرة والإشراف على المقدسات الثلاثة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى، كما كان الحال قبل 5 حزيران 67، وسكتنا عن ترسيم الحدود بيننا نحن الفلسطينيين وبين «إسرائيل» بعد أن رضينا بالتنازل عن 77.5 في المئة من مساحة وطننا المقدس فلسطين، وغدت دولتنا الفلسطينية المستقلة حسب أوسلو قائمة على مساحة 22.5 في المئة من مساحة كل فلسطين السليبة.

معنى ذلك أنّ اليهود سمحوا لنا رسمياً بعودة ما يقارب ثلاثين ألفاً تحت مسمّى رجال الأمن الوطني «الشرطة» مسلحين ببنادق آلية أو نصف آلية لتخضع بها شعبنا في المناطق التي نشرف عليها، خاصة أنّ حركات المقاومة (حماس والجهاد والجبهات الشعبية) تمتلك أكثر من هذا العدد، وقد حصلت عليها شراء من جنود «إسرائيل» الذين كانوا يسرقونها من مخازن جيشهم، ولقد كان معظم هؤلاء الجنود المسلحين من أوسلو وبموافقة «إسرائيلية» عند حسن ظنّ قيادتهم الثورية الوطنية حين انقضّوا بكل شراسة وعناد على رجال المقاومة والانتفاضة واعتقلوهم ودمّروا مؤسساتهم الاقتصادية بحجة أنّهم يعبّرون عن سياسة قيادتهم الوطنية ودفاعاً عن مصداقيتهم لتظل تحظى باحترام دول العالم، ممّا أدّى إلى القضاء على الانتفاضة الشعبية التي عجزت «إسرائيل» بكل سياساتها القمعية عن ذلك، لدرجة أنّ قائدهم الجنرال إسحاق رابين تمنّى ذلك حين قال :

أتمنّى لو أنام فأصحو صباحاً لأجد غزة قد ابتلعها البحر، فجاءت ثورتنا وبعض القادة المرتدين فيها وحققت لرابين ذلك الحلم صعب المنال ليقوم خلفاء عرفات قائد «فتح» كبرى فصائل الثورة بالتنازل عن كل الثوابت الفلسطينية وبالقضاء على سلاح الثورة تحت شعار منع عسكرة الانتفاضة، مقابل وعود يهودية بتسليمهم المزيد من الأرض والإنجازات، وتمكّنت «إسرائيل» من القضاء على الانتفاضة الثانية التي بلغ فيها عدد اليهود الذين قتلوا برصاص ثوارنا قرابة ألف ونصف الألف مقابل ثلاثة آلاف من أبناء شعبنا، وهو أفضل نسبة في الثورات العالمية، حتى إذا شارك المفرطين من قادة مخابراتنا جيش الصهاينة في مطاردة ثوارنا وقتلهم أو أسرهم تغيّرت المعادلة ليصبح عدد شهدائنا خمسة آلاف مقابل ألفين أو أقل من جند اليهود.

والأهم أننا فقدنا عدداً كبيراً من قادتنا الميدانيين مثل مروان البرغوثي والدكتور ثابت ثابت، إلى أن تراجع المدّ الثوري للانتفاضة وبفعل سحري من قبل القادة المفرطين والمخابرات اليهودية والمال الأمريكي أصبح فصيل من أبناء ثورتنا يناصر المرتدين ويعادي الفصيل الآخر المقاوم من أبناء شعبنا، وامتلأت سجون السلطة بالعناصر الثائرة من أبناء ثورتنا وأنصارهم، وساد صمت عربي مشبوه وكأنّ المؤامرة قد انتصرت ولو إلى حين، وانقسم الشعب الفلسطيني على نفسه وخضع في الضفة إلى سيطرة فريق أوسلو، بينما بقي في قطاع غزة تحت سيطرة رجال المقاومة وصواريخهم التي حققت سياسة النبي صلى الله عليه وسلم «نصرت بالرعب»، وفشلت «إسرائيل» وعدوانها الهمجي بكل أسلحة الفتك والتدمير في إخضاع المقاومة التي تتعرّض الآن إلى أكبر مؤامرة دولية من أجل القضاء عليها ويشارك فيها رجال المخابرات المصرية من بقايا رجال عمر سليمان من أنصار دكتاتور مصر المخلوع حسني مبارك. لكن الأمل كبير في أن تنقلب الموازين قريباً وترجح كفة المقاومة وأنصارها في مصر وسوريا واليمن، ويعود نصر الله ليكون في صف المجاهدين الصادقين، ألا إنّ نصر الله لقريب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2181117

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181117 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40