الخميس 26 نيسان (أبريل) 2012

أين أنتم أيها الصامتون؟

الخميس 26 نيسان (أبريل) 2012 par د.امديرس القادري

بهذه الصرخة استهل الرمز خضر عدنان كلامه وهو في فضاء الحرية أمام المئات من أبناء شعبه الذين تجمهروا للسلام عليه بعد أن هزم السجان الصهيوني، وحطم قيوده وخرج منتصراً بسلاح الجوع والأمعاء الخاوية الذي قهرهم وأذلهم بواسطته، هناك في قريته «عرابة» انتصب واقفا كالمارد الذي لا يعرف طعماً ولا درباً للانحناء إلا للواحد القهار كان صوته كالرعد يجلجل ويدوي، وواضحاً كالشمس في رابعة النهار، فهذا هو الفلسطيني الصادق في الانتماء والوفاء وعليه فمن الطبيعي أن تكون كلماته قاطعة كالسيف.

أين أنتم أيها الصامتون أمام قضية الأسرى والأسيرات؟ أين أنتم من تضحياتهم ومعاناتهم؟ أسئلة لا يمكن لها أن تمر بدون أن تدق على جدران القلوب، وعلى خزان الذاكرة، وخصوصاً عند أصحاب الضمائر الحية من الذين لا يمكن لفلسطين أن تضمحل أو تتلاشى من حياتهم، فهؤلاء اعتادوا على أن تولد فلسطين الصراع والقضية في نفوسهم مع كل صباح يشرق عليهم.

أين أنتم يا أحرار العالم؟ أين أنتم يا عرب ويا مسلمين؟ أين أنتم يا قيادات منظمة التحرير وفصائلها؟ أين هي السلطة وحكوماتها وأجهزتها؟ أين هم كبار الضباط فيها؟ أين هو شرفهم العسكري وهم يواصلون التنسيق الأمني مع عصابات القتلة؟ أين هو الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج؟ أين هم طلبة المدارس والجامعات؟ أين هي المقاومة الشعبية والصدامات والمواجهات اليومية؟ كلها أسئلة لا نعلم هل نطلق لها العنان على الأرض؟ أم نرسلها إلى السماء من فوق رؤوسنا!.

خضر عدنان وبعظمة لسانه هو الذي يؤكد ويقول وليست وسائل الإعلام، بأن من يدعي بأن الإضراب العام فئوي هو مجرم ودخيل، ومجرم أيضاً من يقول بأن «فتح٤ لا تشارك وأنها تراجعت عن الإضراب، وخضر المؤمن الصادق هو من أرسل التحية إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات الموقف المتميز الذي يقوده ويقف في مقدمته أمينها العام القائد الرمز أحمد سعدات، هذا هو حديث خضر عدنان ابن الجهاد الإسلامي. وهذه هي معاني التواضع والإيثار التي يتحلى بها أمام عطاء الآخرين.

أحمد سعدات بدوره وفي آخر رسالة له من سجن التعذيب ينادي ويقول : بأن أثمن هدية وأهمها وأغلاها على قلوب أسرانا في هذا اليوم وفي هذه الظروف الكفاحية الصعبة، هو استعادة وحدتنا الوطنية على أساس برنامج سياسي يستند إلى مقاومة الاحتلال والخروج من دائرة المراهنة على المفاوضات العبثية، وهو أيضاً في السعي لإخراج قضية الأسرى ومكانتهم القانونية من دائرة الضبابية عبر المطالبة بتدويل قضيتهم والاعتراف بهم كأسرى حرب، والنضال من أجل حريتهم وكما تنص على ذلك كل الاتفاقيات الدولية التي تضرب بها «إسرائيل» بعرض الحائط.

ولكن، يا شيخ خضر ويا رفيق أحمد صوتكم وصل فهل هناك من يسمع؟ فالخلاف والانقسام وشق الساحة لا يزال على حال سبيله، ولم تفلح كل اللقاءات والاجتماعات والقمم في تقريب المسافة وردم الفجوة، والانتفاضة ممنوعة بأمر الرئيس، وكل من يفكر فيها سيعتقل ويزج به إلى داخل أقبية سجون هذه السلطة، والمقاومة الشعبية السلمية فقط في أيام الجمعة لأنها وللأسف تحولت إلى مشجب وشماعة نعلق عليها عجزنا وضعفنا وتقصيرنا.

أما العرب والمسلمين فهم لاهون في خلافاتهم التي برزت جراء هذا الربيع العربي الذي ما عدنا قادرين على تميز خَضاره من حَماره، وعليه، فلا زالت فلسطين وقضيتها وأسراها في الموقع الثانوي، ولم تنضج بعد الظروف التي يمكن أن تحملها إلى مكان الصدراة والاهتمام المطلوب، أما بقية العالم فحدث ولا حرج، فلا داعي للإطالة بالحديث عن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والهيئات الدولية الإنسانية وانحيازها السافر والظالم إلى جانب الجلاد، ووقوفها معه، ومساندته ليتمكن من ارتكاب جرائم أكثر و قتل المزيد من الضحايا.

خضر أيها الكبير، وأحمد أيها العظيم، و يا كل الهامات العالية التي اختارت المقاومة بسلاح الجوع، بكم وبكل من هم على ذات الطريق تكبر فلسطين وشعبها، بكم تكبر الأمة وأحرارها، فلكم وحدكم تنحني الحرية احتراماً، وكل معاني الصبر والصمود تتقزم أمام أقدامكم وجوع أمعاءكم، فلا تنتظروا مفاجآت من خارج القضبان التي قيدوكم خلفها، انتم الأحرار، ونحن المحبوسين في البطون والأمعاء المنتفخة!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165303

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165303 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010