الاثنين 30 نيسان (أبريل) 2012

دولة نتنياهو الفلسطينية المترابطة...!

الاثنين 30 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

حسب صحيفة «معاريف» العبرية (25-4-2012) فان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو اعرب في تصريحات له هي الأولى من نوعها عن تأييده لـ «إقامة دولة فلسطينية مترابطة»، ونقلت الصحيفة عن نتنياهو زعمه «أنا لا أريد التحكم بالفلسطينيين - تصوروا...!»، هذا في الوقت الذي شارك فيه خمسة أعضاء بـ «الكنيست» «الإسرائيلي» ينتمون لحزب «الليكود» الحاكم ووزيرة الثقافة في الحكومة «الإسرائيلية» ليمور ليفنات في مؤتمر عقده جناح المستوطنين في «الليكود»، بهدف الدعوة إلى ضم الضفة الغربية إلى «إسرائيل»، وذكرت صحيفة «معاريف» أن المؤتمر كان يرمي أساسا إلى التظاهر ضد قرار المحكمة العليا بإخلاء وهدم مستوطنة، لكن عقب الحماس الكبير الذي أبداه وزراء ونواب في «الليكود» وإعلان استعدادهم للحضور تقرر تغيير شعار المؤتمر ليصبح فرض السيادة «الإسرائيلية» على الضفة الغربية.

فأي دولة فلسطينية مترابطة يريدها نتنياهو يا ترى...؟

هل يصدق احد زعم نتنياهو هذا...؟

ولماذا تواصل الاجتماعات والرسائل - عريقات اجتمع من مولخو مستشار نتنياهو خمس مرات قبل الرسالة الأخيرة - إذن، وأي أمل او أفق يترتب عليها...؟.

ثم أليست كل الاجتماعات والمؤتمرات والرسائل هدراً للوقت...؟

والاهم من ذلك، هل بقي فلسطيني او عربي يأمل بأي تقدم سياسي تسووي مع نتنياهو او غيره من قادة الدولة الصهيونية...؟

فان بقي شخص - احد - كهذا فليقرأ شيئاً من تراث نتنياهو....!

فقد وثق الياكيم هعتسني وهو احد ابرز قادة اليمين الاستيطاني في «يديعوت» (11/10/2010) قائلا: «المواطن القلق الذي يسمى بنيامين نتنياهو حذر في كلمة له قائلا : دولة «إسرائيل» لا يمكنها ان توجد الى جانب دولة فلسطينية اذا لم تضمن هذه القيود : ان تكون مجردة، ان تسيطر «إسرائيل» على معابر حدودها ومجالها الجوي وتشرف على مصادر المياه، ويحظر عليها عقد اتفاقات دولية حساسة،غير أنه لا امل في أن تفي الدولة الفلسطينية بهذه القيود، والعالم سيؤيدها، وعليه - فقد أجمل نتنياهو - فمحظور ان تقوم مثل هذه الدولة...!

ومن تراث نتنياهو في السياسة والفكر والاستراتيجيات، يشار على نحو حصري الى كتابه «مكان تحت الشمس -نحو 500 صفحة من القطع المتوسط» وهو واحد من المؤلفات الصهيونية المبرمجة، أعد ليكون برنامجا انتخابيا لنتنياهو عام 1996، فضلا عن أنه ورقة عمل يهتدي بها، وهو يرسم أبعاد الفكر الصهيوني، مجسدة في شخص كان الكثيرون قد نظروا اليه على انه يشكل خلاصة الفكر الصهيوني، وتنبأوا انه سيكون رئيس الوزراء القادم، ليرسم خطوط الدولة العبرية من جديد موشحة بالغطرسة والاستكبار، وأرض «إسرائيل» الكاملة.

فماذا يقول نتنياهو اذن في كتابه «مكان تحت الشمس»....؟

في مسألة الدولة الفلسطينية ينظر نتنياهو لحكم ذاتي فلسطيني وليس لدولة مستقلة، ففي ص 418 يقول :

«ولكي تحافظ «إسرائيل» على مصالحها هذه يجب أن توضح بصورة لا تقبل التأويل أن الحكم الذاتي في الضفة الغربية يجب أن يكون حكما ذاتيا فقط، وليس دولة عربية جديدة»، مضيفا في ص 413 «ان «إسرائيل» هي المسؤولة الوحيدة عن الأمن الداخلي في كل المنطقة، وعن التفتيش الحدودي، والسياسة الخارجية، ومميزات أخرى تتعلق بالسيادة، في حين يتم نقل مجالات أخرى إلى إدارة ذاتية فلسطينية بشكل يبقي عرب الضفة وغزة خاضعين لسلطتهم الإدارية، تحت الحكم «الإسرائيلي»»، موضحا في ص 414 : «ان الحكم الذاتي لا يعني دولة، إنه نوع من نظام حكم داخلي يسمح لأقلية قومية أو دينية بإدارة شؤونها تحت سيادة شعب آخر»، مؤكدا في الصفحة نفسها على سيناريو التسوية كما يلي: «لذا يجب تحقيق تسويات تبقي بأيدي «إسرائيل» المسؤولية الأمنية، وتحول دون قيام سيادة عربية في الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه تمكن السكان العرب من إدارة شؤون حياتهم اليومية بأنفسهم، في إطار حكم ذاتي»، ويكشف جانبا خطيرا ونوايا الضم للاراضي فيقول في صفحة 415 : «يمكن تطبيق الحكم الذاتي على السكان العرب في مناطق التجمع السكاني العربي، وعدم تطبيقه على المناطق قليلة السكان، بحيث تضم هذه المناطق ضمن «مناطق الأمن «الإسرائيلية»» التي اتفق بشأنها مبدئيا في «كامب ديفيد»، والتي اعترفت بها «اتفاقيات أوسلو» أيضا».

ومن دولة نتنياهو الى دولة ليبرمان، فتحدثت صحيفة «هآرتس» (23/1/2011) عن اوصاف دولة ليبرمان الفلسطينية قائلة : «تشمل خطة ليبرمان تفاصيل لربط المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية، مما يجعل المناطق الفلسطينية مترابطة، وخطته مستنبطة من خارطة الطريق الأمريكية التي ظهرت عام 2003، وهي لا تشمل إخلاء مستوطنات، أو تحويل أراضٍ مهمة للسلطة الفلسطينية، وستشمل الخطة مناطق A،B مما يعطي الدولة الفلسطينية 42% من الضفة الغربية، وعند ضم مناطق أخرى لها ستصل النسبة إلى 45% أو 50% من الضفة الغربية».

وان كان نتنياهو وليبرمان يتحدثان عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون اي سيطرة على الارض او الاجواء او...الخ، فان شارون كان قد سبقهما في رسم اوصاف الدولة الفلسطينية كما يلي : «انها الدولة المؤقتة طويلة الأمد»، وهي في الوقت «دولة مؤقتة في القطاع»، و«دولة على مساحة 42% من مساحة الضفة الغربية» ولكنها حسب ميرون بنفنيسي «ستكون دولة مقطوعة الرأس والرجلين وبلا ارض»، وهي أيضا حسب افي شلايم استاذ العلاقات الدولية في جامعة اكسفورد ومؤلف كتاب «الجدار الحديدي: العرب و«إسرائيل»» عبارة عن «كيان فلسطيني عاجز ومنزوع السلاح يقام على اقل من نصف الضفة الغربية مع سيطرة «إسرائيلية» على الحدود والمجال الجوي والموارد المائية الفلسطينية، وهذه وصفة لـ «غيتو» فلسطيني وليس لدولة حرة».

تصوروا....!

هذه هي الدولة الفلسطينية المترابطة التي يجمعون عليها في المؤسسة السياسية الأمنية «الإسرائيلية»، ويواصلون التحدث عن المفاوضات والتسوية...!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165814

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165814 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010