السبت 12 أيار (مايو) 2012

أوروبا والحاجة إلى الغاز: مورد من «إسرائيل»... عبر البوابة السورية!

السبت 12 أيار (مايو) 2012

هل تبحث أوروبا الساعية وراء «أمن الطاقة» عمّن ينقذها من القبضة الروسية المورّدة للغاز الطبيعي في المكان الصحيح؟

حتى الآن، لا تزال عين أوروبا على حقول شرقي باكو وبحر قزوين، ومن هناك إلى تركمانستان الغنية بالغاز. ولكن في الواقع، لا تملك أذربيجان كمية 30 مليار متر مكعب التي تحتاجها اوروبا من الغاز سنويا، بل ما قد تقدّمه هو 5 مليار متر مكعب فقط. أما بالنسبة لتركمانستان، فهي لن تختار ببساطة «ازعاج» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعارض كل شحنة من هذا القبيل. كما لا يبدو ان إيران من الخيارات المطروحة على الطاولة. وكردستان كذلك... ليس قبل ان يُكسر جمود علاقتها مع بغداد.

صفقة أوكرانيا المتوقعة مع شركتي «شيفرون» و«شل» قد تنتج القليل من الغاز الصخري، بحسب تقرير لـ «فاينانشال تايمز»، ومن المحتمل أن تضيف كل من «او ام في» النمساوية وشركة «اكسون موبيل» كمية مماثلة تستخرجها من حقول البحر الأسود. ولكن كل هذه الكميات مجتمعة تبقى ضئيلة مقارنة مع 20 مليار متر مكعب تسعى «إسرائيل» لتصديرها سنويا على شكل غاز طبيعي مسال لمدة خمس سنوات. وقد تبلغ الكمية رقما اكبر اذا احتسب الغاز المُكتشف في حقول البحر المتوسط في مياه قبرص، وفق شركة «نوبل انيرجي» التي تقوم بالحفر في كلا الجانبين.

قد لا تكون كمية الغاز المذكورة في المستوى المطلوب لخلق دول نفطية. لكنها ستوفر لـ «إسرائيل» وقبرص مبلغا ماليا ضخما، كما ستمدّ اوروبا بكمية كبيرة من الغاز الذي تحتاجه.

حقول الغاز المكتشفة جزء من الحوض المشرقي، الذي يحوي وفقا لـ«هيئة المسح الجيولوجي الأميركية»، 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و1.7 مليار برميل من النفط في مياه الدول الاربع: قبرص، «إسرائيل»، لبنان وسوريا.

بالنسبة لـ «إسرائيل»، فإن الغاز صفقة مربحة في كل الاحوال وبغض النظر عن كمية الصادرات وإلى من تتجه. كان يمكن لـ «إسرائيل» الاستفادة من الارباح بشكل كبير خلال العقود الماضية، لكن المحلل في معهد «بروكينغز» الاميركي، ناتان ساكس، يرى انه من الافضل لـ «إسرائيل» «أن تأتي هذه الطفرة الآن، لان اقتصادها بات أكثر نضجا.. ان ما يجري لها نعمة».

من يحاول مراجعة فكرة تصدير الغاز الى اوروبا، يصطدم بالصمت الكامل. اول الاسباب عائد للشك باتكال الدول المستهلكة في أوروبا على النفط والغاز العربي التزاما منها باتفاقات التوريد معها. السبب الثاني يتعلق بخط الأنابيب الثابت الذي سيشكل ممرا للغاز، وما اذا كان سيحتاج الى اجتياز سوريا قبل ان يتوجه الى اليونان وبقية دول أوروبا. اما السبب الثالث، فهو الشك بعدم رغبة التجار الموردين بالالتزام كثيرا تجاه أوروبا في وقت هناك جار «جائع» هو آسيا.

ويرى مراقب «الشرق الأوسط» في مجموعة «أوراسيا» كريسبين هاويس، أنه يمكن سوريا ان تغير مجريات اللعبة. قد يُلحظ ذلك في لبنان، وتحديدا في ما يتعلق بـ «حزب الله»، «ففي حال سقوط نظام الأسد، سيكون هناك مستقبل آخر لـ «حزب الله» ولأمن الحدود الشمالية لـ «إسرائيل»، وقد يؤدي ذلك الى استعادة التفاوض على اتفاق بشأن الحدود البحرية المشتركة بين «إسرائيل» ولبنان». ويضيف هاويس «سينتهي الغاز «الإسرائيلي» في أوروبا في نهاية المطاف، ولكن لا يمكن تحديد حجمه او توقيته لأن أحداً لا يعلم موعد بناء منشآت تسييل الغاز وتصديره».

[rouge]-[/rouge] [bleu]«فورين بوليسي».[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178892

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2178892 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 29


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40