السبت 24 نيسان (أبريل) 2010

الشعب المقدسي

السبت 24 نيسان (أبريل) 2010 par موفق مطر

اذا عدت لأتصفح ذاكرتي قبل خمسين عاما ساجدني انشد مع مئات التلاميذ أقراني من الصف الأول حتى السادس ابتدائي، نشيد موطني..موطني، الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك في رباك، والحياة والهناء والرجاء في هواك في هواك، غاية تشرف وراية ترفرف ياهناك في علاك، الحسام واليراع لا الكلام والنزاع رمزنا رمزنا، وننشد بأصوات عالية قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات نحن... ثرنا فحياة او ممات وعقدنا العزم ان تحيا الجزائر فاشهدوا... فاشهدوا...

كنا صغارا اعجبتنا الحان الكلمات وإيقاعاتها، لم نحاول حفظ أسماء شعراء غنوا كلمات العروبة ونشيدها الخالد، لكنا عندما بلغنا حلم الوعي الوطني والقومي بدأنا نحفظ بأن الشاعر العربي الفلسطيني ابراهيم طوقان هو العظيم الذي أنشد العروبة وغنى لها مقامها الخالد هذا، وأن ملحنا هذا الرمز الثقافي هما محمد واحمد فليفل من لبنان، أدركنا بعد بزوغ شمس الثورة الفلسطينية في العام 1965 انا نحن أبناء اللاجئين الفلسطينيين كنا ننشد في صف الطابور الصباحي بمدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين في دمشق وحماة بسوريا للجزائر، لحريتها واستقلالها، فسجلت ذاكرتنا بأن الكلمات التي شكلت وعينا، حملها الينا من جزائر الشاعر مفدى زكريا حمام زاجل طار فوق جبال طوروس وأوراس بعد ان حمل الأمانة من الشاعر في سجن بارباروس في العام 1956. فلحنها العربي المصري محمد فوزي.

لا يحتاج الوفاء للعروبة وقضاياها لتنظير مؤدلج تدلق فيه المصطلحات كالتي تفيض على منصات المؤتمرات والندوات وورشات العمل، تحتاج العروبة للقلم بالإضافة الى القمم، ولدينا البرهان .

قدمت صحيفة “الشعب” الجزائرية لقراء العربية والناطقين بالضاد “الشعب المقدسي” فحسبته إحدى قصائد الوفاء لفلسطين، للقدس التي غنى لها العرب من المحيط الى الخليج إشعارا، وافتدوا حريتها وعروبتها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.

قرأت وتوقفت وفكرت ثم قرأت فأيقنت أن للعروبة حصنا في الجزائر، كما كان للجزائر عروبة حصنتها.

“الشعب المقدسي” ثمرة طيبة من شجرة “الشعب” الجزائري، فالكلمة العربية الحرة التنويرية في سطورها من اجل فلسطين كالنشيد في مدارسنا الفلسطينية قبل عقود وسنين، فالشعب المقدسي للشعب الجزائرية ليس وفاء لدين وإنما إيمان بدين العروبة وناموسها، فالمصير واحد والمستقبل واحد، والحرية لاتتجزأ فشعب الشهداء أعلم بشعب الصمود والفداء، فكلمة المجروح عن الألم اصدق من خطب بلا فهم.

الشعب المقدسي رسول عبد القادر الجزائري الجديد ولباب المغاربة بالقدس، فبالأمس كانت موطني رسول ابراهيم طوقان الفلسطيني الى العراق، فنحن بعد أن عقدنا العزم ان تحيا الجزائر، يخبرنا “الشعب المقدسي ابن” الشعب " الجزائري أنه عقد العزم ان تحيا فلسطين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2165259

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165259 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010