الأربعاء 23 أيار (مايو) 2012

ظاهرة حمدين صبّاحي

الأربعاء 23 أيار (مايو) 2012 par معن بشور

بين المرشحين للرئاسة المصرية عدد من الشخصيات التي نقدّر كفاءتها وإخلاصها وعطاءها الوطني ومواقفها المشهودة خلال ثورة «25 يناير» وقبلها وبعدها، لكن سأسعى في هذه العجالة أن أتوقف أمام «ظاهرة» اسمها حمدين صباحي.

قد لا تحمل صناديق الاقتراع حمدين صباحي إلى رئاسة مصر، لأسباب لا مجال للدخول فيها، لكن الأكيد أن صباحي نجح في التحول إلى مرشح جدي سيحتل موقعاً متقدماً بين المرشحين.

إن مثل هذا التقدم السريع الذي حققه صباحي، رغم ضآلة الإمكانات، ورغم وجود شخصيات تتمتع بمواصفات مماثلة إلى حد كبير لمواصفاته، يستحق منا أن نشير إلى أمور تطرحها هذه «الظاهرة».

أول هذه الأمور أن التيار القومي العربي الوحدوي، الذي تعتبر الحركة الناصرية أحد أبرز وأضخم روافده، ما زال، رغم كل ما عصفت به من أزمات، حياً قادراً على التجدد والالتحام بكل مشروع ثوري أصيل في المنطقة.

إن التقدم الذي يحرزه حمدين صباحي في سباق الرئاسة المصرية يجيب بوضوح على أسئلة المشككين أو المحبطين: أين هو التيار القومي العربي؟ أين هو التيار الناصري؟

ثاني هذه الأمور نجح حمدين صباحي في استقطاب نخبة واسعة من أبرز مثقفي مصر وإعلامييها وفنانيها وشبابها، وهو أمر لم يتحقق لآخرين، بما يؤكد أن هذا المرشح القومي الناصري الجذور، الثوري الفكر والممارسة، قد حاز ثقة العديد من النخب المصرية وشباب الثورة الذين تمنحه ائتلافاتهم تأييدها له الواحد تلو الآخر.

الأمر الثالث أن حمدين صباحي لم يكتف بالشعارات أو بـ«الخطاب الخشبي» ـ كما يحب خصوم التيار القومي العربي أن يسمّوه ـ بل أطلق برنامجاً متكاملاً على كل الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية والثقافية والتربوية، أطلق عليه برنامج «نهضة مصر» مشدداً على الاقتداء بالنموذج البرازيلي، الذي قاده الرئيس السابق لولا دي سيلفا، فنقل بلاده من بلد غارق في الديون إلى الاقتصاد الثامن في العالم.

الأمر الرابع أن حمدين صباحي، كما هو معروف للمصريين كما لأصدقائه العرب، دخل السباق الرئاسي بالقليل القليل من الإمكانات والوسائل، واعتمد في حملته على التبرعات المحدودة من أبناء شعبه، كما على خطاب يحاكي المزاج المصري المتنوع في مكوناته، المعتز بتراثه، ومع ذلك فقد بات ظاهرة تكبر ككرة الثلج، بدءاً من مسقط رأسه في كفر الشيخ إلى محافظات مصر كلها التي يتذكر أبناؤها شاباً حمله طلاب جامعة القاهرة إلى رئاستها في السبعينيات، فحمل همومهم إلى مواجهة جريئة ومتلفزة مع رئيس الجمهورية آنذاك أنور السادات.

إن حديثنا اليوم عن حمدين صباحي لا يقلل أبداً من تقديرنا لمرشحين آخرين شهدناهم، كما شهدنا لهم، في مواقف عديدة، وفي مبادرات شجاعة، وجمعتنا بهم مؤتمرات ومنتديات ومبادرات لكسر الحصار ولدعم القدس والمقاومة والأسرى وردع العدوان، وهو ليس تدخلاً في انتخابات، هي بالتأكيد شأن مصري داخلي، رغم أن كل عربي يتطلع إليها لأهمية مصر في حياة الأمة كلها، بل في قيادتها أيضاً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 83 / 2177236

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2177236 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40