الأحد 13 حزيران (يونيو) 2010

خيط النول..في حكاية الأسطول..!!

الأحد 13 حزيران (يونيو) 2010 par توفيق الحاج

تابعت ككل الفلسطينيين يوميات (أسطول الحرية) التي احتلت في الأسبوع الأخير عناوين الصحف والفضائيات والنتات..،وشاهدت مع من شاهدوا الدماء والجثت.. شعرت بالحزن والمرارة، وفي حالة معينة بكيت ..!!

استمعت إلى بيانات السيد غول قاهر العجم والمغول وتصريحات القائد الملهم اردوغان الذي كشف للملا عورة العربان..!!لم انفعل كثيرا كما انفعل البعض بما عرضته قناة الجزيرة..ليس لأني لا املك قلبا لينا او حسا مرهفا..وإنما لأني املك عقلا خارجا غير محوسب لا يخضع لأي نظام سياسي يغذي العقول ببيانات مبرمجة مدخلة..ويجري فيها عمليات عاطفية مركبة..للوصول إلى نتائج وقناعات محددة..!!

بمعنى أخر .. أقنعت قلبي بان دوره انتهى عند باب الحسرة والألم والدموع،ولم ارض له أن ينفس عن غضبه بالزعيق والنعيق على أنغام شعارات ميتة سريريا لأمة مقعدة ومعوقة..!!يكبلها الماضي ويعجزها الحاضر ويفارقها المستقبل..!! أعظم ما فيها الأبواق،و أضعف ما فيها الأخلاق..!!

منحت عقلي حرية التحرك في ملعب التمعن كرأس حربة للشك في كل النوايا اللامعة أيا كان مصدرها وتقليبها بكل موضوعية وتجرد..

على هذا الأساس أبدأ بحماس.. معترفا أنها الطرف الأكثر حاجة و تصميما وإبداعا بدعم من المدد الإسلامي العالمي للخروج من حالة الثبات التي تمر بها منذ ثلاث سنوات . كيف لا ،وهي تمثل كتجربة النموذج الوسطي السني للحكم بين مغالاة القاعدة وطالبان ،وتراخي الحكم الرسمي العربي... هذه التجربة يعلم الجميع(الصديق والعدو) على السواء أن فشلها يعني تراجعا ،وانسحاقا إسلاميا قد يستمر نصف قرن ..لذا استماتت ،وتستميت مع أنصارها ـ وهذا حقها ـ في توظيف كل طاقاتها وإمكانات دعمها الهائلة في إبداع طرق ووسائل لمواجهة التحديات والمتغيرات وتحريك مالا يتحرك فأبدعت خطف شاليط ...،والنفير على المعابر.. ،وأبدعت الأنفاق...،وأبدعت سفن الحرية..،وأبدعت قنوات الاتصال الخلفية مع الأوروبيين والأمريكان..!!

من هذا المنطلق كان لحماس ومسانديها دور البطولة في تنظيم وتوجيه وتعبئة الجهود المسيسة والبريئة ل(أسطول الحرية) بذكاء عال، لأنها اكبر المستفيدين في حال حدوث أي من السيناريوهين المتوقعين ، فان وصل الأسطول إلى غزة فذلك يعني انتصارا لها يهز الحصار..يضاف إعلاميا لمدة أسبوعين على الأقل إلى انتصاراتها الكثيرة ،وقد يغير قليلا من شروط لعبة التهدئة، وان لم يصل ،ومنعته إسرائيل بغبائها وعنجهيتها ..،وسقط من الضحايا من يسقط.. ،فذلك أفضل دراماتيكيا للتحريك السياسي بغية الخروج من مأزق الحصار..!!

أي حصار والأنفاق تقوم بالواجب .. من علبة المكياج إلى الاسمنت والحديد.. ؟!! وهكذا حدث للأسف .. ،ومن الملائم ان يتم توظيف سياسي ذكي ومشروع للدماء التي شربها المتوسط.. دون أن يلقي بالا إلى موجات عابرة من التظاهرات والبيانات والاستنكارات هنا وهناك ،تماما كما عبرت أخواتها السابقات في مذابح ومآس فلسطينية ،وتداعيات عربية مخجلة امتدت على مدى أكثر من قرن ..!!

أما تركيا..فلها مني التحية ..على وقفتها القوية التي عبر عنها اردوغان..،ومن الطبيعي أن يقف الرجل هذا الموقف ،وهو يمثل حزبا إسلاميا حاكما له نفس ما للإخوان وحماس من منطلقات وأدبيات..!!بل أن اردوغان وحماس يتفقان في البراجماتية والتكتكة مع الأصدقاء والأعداء بشكل ملفت للنظر ،وكلاهما يسعيان إلى الكسب من الحدث سياسيا بأقصى ما يمكن .

ويقفز السؤال البريء هنا..لماذا ،وهذه الحمية والنخوة التركية لا يزال التنسيق الأمني التركي الإسرائيلي على أعلى المستويات في المناورات والزيارات والمخططات..بما يخدم حلف الناتو..!! ولا يخدم بالقطع حلف السلف الصالح..؟!!

تركيا كان لها دور مؤثر في سماح إسرائيل للسفن السابقة بالوصول إلى غزة في إطار تبادل المصالح ولما لم تستطع إسرائيل نتياهو ابتلاع اللقمة التركية هذه المرة كشحت لأتراك اردوغات كما كشحت لاوباما الأمريكان..،وهكذا أحست تركيا بالغضب والاهانة ،ولن يمضي وقت طويل حتى تهدأ كما العرب..بتدخل أمريكي لطيف أو بمسكن إسرائيلي خفيف.. كيف لا وتركيا لا تستغني عن خدمات عسكرية إسرائيلية هامة في مواجهة مقاتلي العمال الكردي حتى في الأراضي العراقية المستباحة...!!

إن انتصار اردوغان لغزة..شيء عظيم ونادر ولكن الشيء الأعظم أن ينتصر أولا للحق الأقرب ،ويعيد ( الاسكندرونة) إلى أهلها.

ويجب الا ننسى في غمرة العواطف الشفافة وأحلام عودة الخلافة ان تركيا تحتل أرضا عربية مسلمة تماما كما تحتل إيران.. وتحتل إسرائيل..!!

أخيرا ..أقف على مشارف جزيرة قطر...التي استبسلت اعلاميا في عرض الحدث من البداية إلى النهاية كما لو انه فتح إسلامي جديد .. ونصرة إلهية لثغر (غزة) وأتاحت الساعات الطوال لجنرالات الكلام لشرح التوقعات والانتصارات ،وان إسرائيل لا محالة ستذعن تحت ضغط الجيوش الجرارة من تحليلات عزمي بشارة..!!

الذي يغيظ فعلا أن لقطر وجها سريا يختلف ،بل ويتناقض تماما مع وجهها العلني عبر قناة الجزيرة والتبني الدافئ لأيتام القرضاوي وجه تخدع به الكثيرين من السذج ..!! الذين لازالوا (يترملون) شعارات صوتية فارغة أكلتها القرضة منذ زمن ،ويحلمون بعودة السلطان عبد الحميد من جديد واسترقاق العبيد..!!

أما وجه قطر الخفي يكمن في تمرير الإرادة الأمريكية ورعاية المصالح الإسرائيلية..وتسييس اللحمة الفلسطينية..والدليل على ذلك..زيارات شمعون بيرس من قبل واستقباله بحفاوة ،بل واستقبال الجنرال الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر (فؤاد) قاتل المئات من الجنود المصريين العزل في سيناء بالتزامن مع صراخ الجزيرة..وأسطولاه..واحريتاه..!!

قطر قالت لجميع المصفقين والمحتجين والمتظاهرين بالفم المليان :لن اطرد ضيفي مهما كان.. وللمفارقة المضحكة لم يحتج على ذلك أحد من المسبحين الكثر بفضل أميرها المعظم وأياديه السخية

والسؤال في النهاية:

أي النوايا نصدق.. في مسلسل أصدق واطهر ما فيه الدم الذي أهرق في الطريق إلى غزة..؟!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 43 / 2165451

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165451 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010