الخميس 24 أيار (مايو) 2012

باراك في أول تعقيب «إسرائيلي» رسمي على الانتخابات: اتفاق كامب ديفيد يجب أنْ يستمر واقتصاد مصر سينهار في حال خوض الحرب مع الدولة العبرية

الخميس 24 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

سلطت وسائل الإعلام العبرية أمس الأضواء على الانتخابات الرئاسية المصرية، التي بدأت أمس الأربعاء، حيث قالت الإذاعة «الإسرائيلية» الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت)، الأربعاء، إن مصر تشهد لأول مرة في تاريخها انتخابات ديمقراطية وحرة لمنصب رئاسة الجمهورية، معتبرة أن هذه الانتخابات جزء من الصراع على مستقبل مصر بين العلمانيين والإسلاميين المتشددين.

وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن حوالي 52 مليون مصري من سكان الدولة الأكبر في الوطن العربي سيدلون بأصواتهم لانتخاب الرئيس القادم، لافتة إلى أن 13 مرشحاً معظمهم من التيار الإسلامي يتنافسون على هذا المنصب.

وكان لافتًا للغاية تجند وزير الأمن «الإسرائيلي» للتدخل في الانتخابات ومحاولة التأثير على مجرياتها، ففي أول تعقيب لمسؤول سياسي في «تل أبيب» قال إيهود باراك لإذاعة الجيش «الإسرائيلي» في برنامجها الصباحي، الأربعاء، إن جميع الاتفاقيات الدولية مع مصر، بما فيها اتفاق السلام مع الدولة العبرية، يجب أن تستمر كما هي بعد انتخاب الرئيس الجديد، وبحسب الإذاعة فقد قال وزير الأمن إن «إسرائيل» تعتقد أن لهذه الانتخابات الرئاسية أهمية كبيرة لمصر ودول أخرى في العالم، لافتًا إلى أن مصر ستواجه مشاكل اقتصادية كبيرة جداً وسيكون من الصعب مواجهتها والتعاطي معها من قبل أي رئيس سيقود مصر في المرحلة القادمة، دون أن تستمر الشركات الأجنبية الكبرى بالعمل في مصر، ودون أن تعمل قناة السويس والسياحة وغيرها، كل هذه الأمور تتم من خلال عشرات الاتفاقات الدولية وليس من خلال إلغائها، وفي حال إلغاء اتفاق كامب ديفيد، قال باراك، فإن الاقتصاد المصري سينهار، خاصة في حال خوض الحرب مع «إسرائيل».

أما في ما يتعلق بهوية المرشحين للرئاسة فقال باراك الحقيقة أنه لا توجد حياة دون مشاكل، ونحن بدورنا لا نحكم مصر، فمن يدرى ربما تحمل الأيام القادمة أمورًا إيجابية وتطورات جيدة. وبحسبه، فإن الأمر الفعلي والحقيقي الذي لا نسيطر عليه تماماً هو متابعة ومراقبة ما يحدث في شبه جزيرة سيناء، وعليه يجب أن نتكاتف مع دول أخرى أكثر جدية من أجل التأثير على مصر بطريقة مباشرة وغيرها من أجل إحكام السيطرة على سيناء، بهدف منع التسلل والتهريب وتقليصهما إلى درجة كبيرة، واتخاذ سياسة عامة وشاملة تحترم الاتفاقيات الموقعة، على حد قوله.

من ناحيتها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن صناع القرار في «تل أبيب» يتعاملون بحذر شديد للغاية في هذا الموضوع، ويتجنبون مهاجمة أي من الأطراف المتنافسة خوفاً على اتفاقية السلام التي تقف على المحك، لافتةً إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن أعضاء الحكومة وقادة الجيش يبدون خشية كبيرة من صعود حركة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، الأمر الذي سيؤدي، بحسب المصادر في «تل أبيب»، إلى حدوث انقلاب في المعادلات الإقليمية لصالحهم في المنطقة. وأضافت أن كبار المسوؤلين في «تل أبيب» يحاولون فرز عدة خيارات تتدرج من سيء إلى أسوأ، مضيفة أن نظام مبارك كان شريكاً لثلاثة عقود مع «إسرائيل»، بل كان حليفًا استراتيجياً، وكان يبدى تعاوناً كاملاً بخصوص قطاع غزة وصفقة الغاز الطبيعي بين الدولتين، ولكن، بحسب المصادر عينها، فإنه منذ خلع مبارك أملت «إسرائيل» في أنْ يتولى عمر سليمان منصب الرئاسة، ولكن قرار لجنة الانتخابات بعدم السماح له بالترشح دفن هذا الحلم، على حد تعبيرها.

وفي هذا السياق، أبرز محلل شؤون «الشرق الأوسط» في القناة الثانية بالتلفزيون «الإسرائيلي»، إيهود يعاري، تصريحات سليمان لصحيفة عربية، والتي قال فيها إنه لا يستبعد البتة حصول انقلاب عسكري بعد الانتهاء من الانتخابات. ومع أفول إمكانية وصول سليمان إلى كرسي الرئاسة، زادت المصادر «الإسرائيلية» قائلةً إن أركان دولة الاحتلال اضطروا للبحث عن بديل آخر، حيث توجهت الأنظار إلى المرشح أحمد شفيق الذي يتمتع بسمعة البراغماتية، وهو قليل الكلام ويعرف تماماً تكلفة الحرب مع الدولة العبرية، مشددةً على أن خلافًا لباقي المرشحين فإنه أعلن عن استعداده لزيارة «إسرائيل» لإظهار أن لديه نوايا طيبة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي في «تل أبيب»، وصفته بأنه رفيع المستوى، رفض الإفصاح عن اسمهن قوله إن الدولة العبرية تأمل من أي حكومة مصرية قادمة، بما في ذلك الحكومة التي تضم الإسلاميين، الحفاظ على معاهدة السلام (كامب ديفيد)، مشددًا على أنه من الضروري إيجاد وسيلة للحفاظ على السلام وإبقاء العلاقة مستقرة مع مصر، على حد قوله.

من ناحيته، رأى محلل شؤون «الشرق الأوسط» في صحيفة «هآرتس» ان انتخاب رئيس مصري من غير الحركات الإسلامية، سيؤدي إلى حدوث شرخ في العلاقات بين البرلمان، الذي تُسيطر عليه الحركات الإسلامية وبين الرئيس، مشدداً على أنه خلافًا لفترة حكم الرئيس المخلوع، حسني مبارك، فإن البرلمان اليوم في مصر، يتخذ القرارات بصورة حرة، وبعيدًا عن إملاءات الرئيس، وأنه لم يعد ختمًا مطاطيًا للرئيس، على حد قوله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2178200

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178200 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40