السبت 26 أيار (مايو) 2012
«الموساد» اغتال وديع حداد وحاول اغتيال مشعل عن طريق دس السم واغتيال الشهيد عرفات ما زال غامضاً...

«هآرتس»: «تل أبيب» تملك معلومات مؤكدة على أن قادة النظام السوري تعرضوا لمحاولة اغتيال عن طريق السم وتم إنقاذهم في اللحظات الأخيرة

السبت 26 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

في إطار الحرب النفسية التي تخوضها الدولة العبرية لإحباط عزائم الأمة العربية، وفي محاولة بائسة للإيحاء بأن الاستخبارات «الإسرائيلية» قادرة على الوصول إلى قادة الصف الأول من صناع القرار في الدول العربية، وتحديدًا في سورية، زعمت أمس الجمعة مصادر أمنية وسياسية وصفت بأنها رفيعة المستوى، زعمت أن لدى الدولة العبرية معلومات دقيقة جداً، مفادها أن عددًا من كبار المسؤولين في النظام السوري بدمشق تعرضوا لمحاولة اغتيال فاشلة عن طريق دس السم، رغم نفي النظام الحاكم لهذه التقارير بهذا الصدد، وفي سابقة، بحسب الأجندة في الدولة العبرية، التي تتغاضى عن التعليق على محاولات الاغتيال، كان لافتًا أن المراسل السياسي لصحيفة «هآرتس»، والتي نشرت النبأ على صدر صفحتها الأولى، أكد مرة تلو الأخرى في التقرير، على أنه اعتمد على مصادر «إسرائيلية» رفيعة في «تل أبيب»، وبحسبه المصادر عينها، قالت الصحيفة العبرية، فإن من بين المستهدفين في محاولة الاغتيال الفاشلة آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد، وهو المسؤول عن المخابرات السورية، ووزير الدفاع داود راجحة، ومساعد نائب الرئيس حسن تركماني.

وساقت الصحيفة العبرية قائلة، نقلاً عن المصادر نفسها، إنه تم تسميم المسؤولين السوريين لدى حضورهم جلسة لخلية إدارة الأزمات، وأنه سرعان ما تم نقلهم إلى المستشفى، الأمر الذي ساهم في إنقاذ حياتهم، وتابعت الصحيفة قائلة إن من يقف وراء محاولة الاغتيال الفاشلة ما يُطلق عليه اسم «الجيش السوري الحر». ولفتت المصادر «الإسرائيلية»، إلى أنه بعد أربعة أيام من نفي النظام السوري لمحاولة اغتيال المسؤولين السوريين، فإن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية تملك معلومات مؤكدة تفيد بأن الأربعة تعرضوا فعلاً لمحاولة اغتيال.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن المعلومات استقتها من قبل مسؤولين «إسرائيليين» رفيعي المستوى، والذين يُتابعون عن كثب من خلال مراكزهم الإستخبارية، التطورات الأخيرة على المشهد السوري فإن من نفذ العملية الفاشلة هي مجموعة الصحابة التابعة «للجيش السوري الحر».

وقال مسؤول «إسرائيلي» رفيع المستوى للصحيفة العبرية إنه خلال جلسة إدارة الأزمات لكبار القادة السوريين، قام أحد حراس السكرتير القطري لحزب البعث الحاكم، والذي تم ضمُه إلى «الجيش السوري» بإدخال السم إلى الطعام، مؤكدًا، أي المسؤول «الإسرائيلي»، على أن كل منْ تناول من الطعام، تعرض للتسمم وتم نقلهم جميعًا إلى المستشفى، حيث عولجوا، وتم إنقاذ حياتهم في اللحظة الأخيرة، على حد قول المسؤول «الإسرائيلي»، زاعماً أن الحارس الشخصي، الذي قام بدس السم في الطعام، تم تسفيره وتهريبه إلى خارج الدولة السورية.

وشدد المسؤول «الإسرائيلي» عينه، والذي لم يُفصح عن اسمه أوْ عن مركزه، إنْ كان في المخابرات أوْ في المستوى السياسي، شدد على أن محاولة الاغتيال وقعت، على الرغم من أن المسؤولين السوريين، الذين كانوا هدفًا للمحاولة، ظهروا على شاشة التلفزيون السوري، لافتًا إلى أنها فشلت، مشيرًا في هذا السياق، إلى أن العديد من المسؤولين الذين شاركوا في (جلسة السم) لم يظهروا في وسائل الإعلام السورية الرسمية، على حد قوله.

وتابعت المصادر في «تل أبيب» قائلة إن محاولة الاغتيال الفاشلة تدل على وضع النظام السوري، كما أنها تدل على مدى استباحة المعارضة السورية للمقربين جدًا من الرئيس السوري، الدكتور بشار الأسد، ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول «إسرائيلي» عالي المستوى قوله إن الثورة في سورية لم تعد تقتصر على المدن والقرى البعيدة، إنما وصلت إلى المدن السورية الرئيسية، وتحديدًا العاصمة دمشق، وقد وصلت أيضاً إلى أعلى دوائر صنع القرار في دمشق، على حد تعبيره، منوهًا إلى أن محاولات الاغتيال وصلت إلى المقر الرئيسي للنظام الحاكم من الباب، وليس من الخلف، الأمر الذي يدل على ضعف النظام، على حد وصفه.

وخلص المسؤول «الإسرائيلي» إلى القول للصحيفة العبرية إن محاولة اغتيال أخرى، من هذا القبيل، والتي تستهدف رؤساء النظام الحاكم في دمشق، ستُعجل كثيرًا في إسقاط نظام حزب البعث الحاكم، وفي مقدمتهم الرئيس السوري الأسد، على حد قوله.

يُشار إلى أن تقارير صحافية غربية كشفت مؤخرًا النقاب عن وجود مؤسسة بيولوجية «إسرائيلية» التي تقوم بإنتاج واختبار مختلف الأسلحة البيولوجية غير المتعارف لاستخدامها في اغتيالات صامتة من ضمنهم اغتيال الشخصيات الفلسطينية، وأن هذه المؤسسة التي تعد واحدة من المؤسسات السرية «الإسرائيلية»، وتقع في مدينة «نس تسيونا»، وتخضع لتدابير أمنية و عسكرية مشددة.

وبحسب التقارير فإن وحدة «كيدون»، التي تعني في اللغة بالعربية الرمح أوْ الخنجر، هي التي تُنفذ عمليات الاغتيال عن طريق السم، وهي من الوحدات الرسمية في جهاز «الموساد» لتنفيذ الاغتيالات، وهذه المجموعات التابعة لوحدة (كيدون) هي اغلبها تتكون من 12 شخصاً الذي يلقب كل واحد منهم بـ«قيساريا». وبحسب التقارير عينها فإن زعيمة حزب «كاديما» ووزيرة الخارجية «الإسرائيلية» السابقة، تسيبي ليفني، هي التي قامت بعملية اغتيال العالم النووي العراقي في باريس عام 1983 عن طريق دس السم، كما أن «الموساد» اعترف باغتيال المناضل وديع حداد، من قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن طريق دس السم، ومحاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمّان، ووفاة الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بظروف غامضة، ما زالت تُثير الشكوك حول هوية الفاعلين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2165370

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165370 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010