الاثنين 28 أيار (مايو) 2012

حملة أكاديمية لمقاطعة «إسرائيل»

الاثنين 28 أيار (مايو) 2012 par د. فايز رشيد

استدعت وزارة الخارجية «الإسرائيلية» مؤخراً (الأحد 20 مايو/ أيار الحالي)، سفير جنوب إفريقيا في «تل أبيب» ووجهت إليه توبيخاً بسبب قرار حكومة بلاده، فرض قيود على منتجات مستوطنات الضفة الغربية. من جانبه اتهم الفاشي ليبرمان وزير خارجية العدو الصهيوني جنوب إفريقيا «بأنها تتبنى في السنوات الأخيرة سياسة مناهضة لـ «إسرائيل» بشكل واضح».

إن من أشد من عانوا العنصرية في التاريخ المعاصر وممن ذاقوا ويلاتها، الجنوب إفريقيون، وممن ما زالوا يعانونها: شعبنا الفلسطيني، ولذلك يكون التضامن مع شعبنا ذا طعم آخر عندما يأتي من أولئك الذين عاشوا ظروفاً مشابهة في بلدهم، وانتصروا في معركتهم الوطنية، وقذفوا بالنظام العنصري إلى مزابل التاريخ. ذلك الانتصار هو قدوة لشعبنا الفلسطيني الذي يكافح منذ قرن زمني تقريباً ضد العنصريين «الإسرائيليين»، ووفقاً لحتمية التاريخ سيقذف أيضاً أعداءه الصهاينة إلى نفس مزابل التاريخ. في جنوب إفريقيا تجري الآن حملة أكاديمية كبيرة لمقاطعة «إسرائيل»، ووقّع أكاديميو أكثر من 13 جامعة بياناً أكدوا فيه، تقديم دعمهم لمبادرة جامعة جوهانسبورغ الداعية إلى وضع حد للتعاون مع «إسرائيل». ومنذئذٍ امتدت الحملة لتشمل أكثر من 200 جهة داعمة لهذا الاقتراح، وفي الغضون استقطبت المناشدة الأكاديمية التي عمّت البلاد والداعية إلى إلغاء اتفاقية تعاون بين جامعة جوهانسبورغ وجامعة بن غوريون «الإسرائيلية» لإجراء أبحاث في صحراء النقب، اهتماماً واسع النطاق وبمصادقة أصوات لشخصيات جنوب إفريقية معروفة، ما اضطر الناشطين إلى إصدار بيان جديد قالوا فيه: «إننا نقر كأكاديمين بأن تجري نشاطاتنا الفكرية كافة في سياقات اجتماعية أضخم، وعلى نحو خاص في مؤسسات ملتزمة بالتحول الاجتماعي وندعو المؤسسات الجنوب إفريقية كافة إلى إعادة النظر في العلاقات التي كانت قد تشكلت في ظل حقبة الأبارتايد مع المؤسسات الأخرى التي غضت الطرف عن القمع العنصري في «إسرائيل»، باعتبار هذا النشاط - ثقافياً صرفاً - أو عملاً علمياً، وأوضح الناشطون: أن الجامعات «الإسرائيلية» ليست مستهدفة بالمقاطعة بسبب هويتها الإثنية أو الدينية، وإنما لتواطئها مع النظام «الإسرائيلي» القائم على الفصل العنصري، ولقد أيدت جامعة بن غوريون جميع النشاطات «الإسرائيلية» ضد الفلسطينيين، ونحن نمتلك الأدلة على ذلك».

وقال الأكاديميون في بيانهم «إن الموقف المبدئي للأكاديميين في جنوب إفريقيا والقاضي بالنأي بأنفسهم عن المؤسسات التي تدعم الاحتلال، هو انعكاس لحالات التقدم التي أنجزت على صعيد تعرية النظام «الإسرائيلي»، من حيث إدانته بالتورط في المشروع الكولونيالي غير القانوني واللاأخلاقي».

من الجدير ذكره، أن مجلس أبحاث العلوم الإنسانية في جنوب إفريقيا، قد أصدر استجابة لتحقيق كلفته به حكومة جنوب إفريقيا، تقريراً يؤكد فيه (أن العنصرية البنيوية اليومية، كما القمع الذي تفرضه «إسرائيل»، إنما يؤسس لنظام فصل عنصري وكولونيالية مشابهة لتلك التي أطرّت حياة الناس في جنوب إفريقيا سابقاً).

لقد دشنت حديثاً في جنوب إفريقيا حملة تدعو إلى مقاطعة «إسرائيل» وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها. وقد ألزمت النقابات العمالية نفسها بدعم هذه الحملة، وعلى نحو خاص الإجراء الذي اتخذه اتحاد النقل والعمال المتحدون معه وعمال أحواض السفن في وقت سابق من العام الماضي، برفض تنزيل السلع «الإسرائيلية» في ميناء ديربان.

أيضاً تقوم قوى وهيئات جنوب إفريقية عديدة مساندة للقضية الفلسطينية، بحملات كثيرة لحث المستهلك الجنوب إفريقي على مقاطعة البضائع «الإسرائيلية»، ودشنت مؤخراً حملة جديدة لمقاطعة أدوات التجميل التي تنتجها شركة (هافا) «الإسرائيلية» من البحر الميت، إضافة إلى الانضمام إلى الحملة الدولية، الداعية إلى مقاطعة المنتجات «الإسرائيلية».

الحصيلة، إن قوى كثيرة على صعيد العالم تؤيد قضية شعبنا العادلة، يبقى علينا مساندتها وتعميق العلاقات معها لتصبح قوة تضاف إلى نضالنا العادل، وأن نخرج من دائرة (أسوأ المحامين عن أعدل القضايا).



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2178328

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178328 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40