الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012
انتقاماً لمقتل العلماء ولردع الدولة العبرية...

«تل أبيب» تُحذر ممثليها في جميع أنحاء العالم من موجة عمليات فدائية إيرانية ضد أهداف «إسرائيلية» أوْ يهودية

الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين النقاب عن أنه على الرغم من المفاوضات الجارية بين إيران والدول العظمى حول الملف النووي، فإن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية أصدرت تحذيرات عينية لجميع السفارات والممثليات والقنصليات «الإسرائيلية» من قيام الإيرانيين بتنفيذ عمليات وصفتها بـ «الإرهابية» ضد أهداف «إسرائيلية» أوْ يهودية في العالم، وأوضح محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية، استنادًا إلى مصادر عليمة، أن العمليات قد تقوم بتنفيذها خلايا إيرانية، أوْ خلايا محلية، في كل دولة، تعمل بموجب التعليمات الصادرة من طهران.

وساقت المصادر قائلةً إن الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» تتوجس من سلسلة عمليات فدائية ضد أهداف «إسرائيلية» ويهودية، كما حدث قبل ثلاثة أشهر تقريبًا، عندما قامت خلية إيرانية، وفق الزعم «الإسرائيلي»، بتفجير سيارة موظفة في السفارة «الإسرائيلية» في نيودلهي، وفي موازاة ذلك، قامت خلية أخرى بإدخال عبوة ناسفة في سيارة تابعة للسفارة «الإسرائيلية» في جورجيا، وبعد مرور يوم واحد، تم الكشف، بحسب الصحيفة العبرية، عن خلية إيرانية في تايلاند، خططت هي الأخرى لتنفيذ عملية فدائية ضد أهداف «إسرائيلية».

أما في ما يتعلق بالموجة الجديدة من العمليات المتوقعة أوْ المفترضة، فقد نقلت الصحيفة العبرية عن مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية، قولها إن الهدف منها هو ردع الدولة العبرية من مواصلة مساعيها لإفشال المفاوضات الجارية بين الإيرانيين وبين ممثلي الدول العظمى، كما أن الهدف الثاني والأهم بحسب المصادر عينها هو ردع «إسرائيل» عن مواصلة تهديدها باللجوء إلى الخيار العسكري وتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى الانتقام من «الموساد» «الإسرائيلي»، الذي تتهمه طهران بأنه هو الذي قام بتنفيذ عمليات اغتيال العلماء الإيرانيين في السنوات الأخيرة. وساقت المصادر ذاتها قائلةً إن للجمهورية الإسلامية في إيران يوجد تغلغل واضح في دول أمريكا الجنوبية، كما أن طهران قوية جدًا في الدول الإسلامية، التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي سابقًا، وبالتالي، أوضحت المصادر، فإن الاحتمال الأكبر هو أنْ تقوم إيران بتنفيذ العمليات ضد الأهداف «الإسرائيلية» واليهودية في هاتين المنطقتين، على حد تعبيرها. ولفتت المصادر في «تل أبيب» أيضًا إلى قرار وزارة الخارجية «الإسرائيلية» بإعادة سفير «تل أبيب» في أذربيجان، حيث قام الإيرانيون بتفسير هذه الخطوة بأنها جاءت بعد قيام الدولة الإسلامية بتوقيع صفقة شراء أسلحة مع «إسرائيل» بقيمة 2.1 مليار دولار، وعليه، قالت المصادر فإن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية تميل إلى الترجيح بأن الإيرانيين سيختارون أذربيجان للانتقام منها ومن الدولة العبرية، على حد سواء.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسية مطلعة في «تل أبيب» قولها إن مشاركة الجمهورية الإسلامية في المفاوضات مع الدول العظمى حول البرنامج النووي الإيراني لا يمنع صناع القرار في طهران من التخطيط لعمليات وصفتها بـ «الإرهابية» ضد «إسرائيل» في العالم، بالمقابل أضافت المصادر، أن الإيرانيين لا يأخذون على محمل الجد التطمينات التي تتناولها وسائل الإعلام الغربية حول تنازل الغرب عن الخيار العسكري، وأن حكام طهران ما زالوا يتوجسون من الضربة العسكرية، بحسب المصادر عينها.

يشار إلى أن وسائل الإعلام العبرية كانت قد اقتبست مؤخرًا ما أوردته جريدة (تايم) الأمريكية والتي قالت إن ان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو يخشى من فشل أي عملية محتملة قد يقوم بها جهاز «الموساد» ضد إيران، بما قد تثيره من تداعيات، مشيرة إلى أن «الموساد» خفض نشاطاته داخل إيران إلى حد كبير.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أمنيين «إسرائيليين» قولهم إن «الموساد» قلص بشكل كبير من عملياته السرية بما فيها الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف البرنامج النووي داخل إيران في الأشهر الأخيرة، حيث أن نتنياهو يخشى من فشل أية عملية في المرحلة الراهنة. وأشارت المجلة إلى أن التقليص يشمل أيضًا العمليات المتعلقة بجمع المعلومات الاستخبارية أو بتجنيد العملاء داخل البرنامج النووي الإيراني نفسه. وبينما أشارت المجلة إلى استياء داخل «الموساد» من هذا التراجع، قالت إن مسؤولاً «إسرائيليًا» ارجع التردد «الإسرائيلي» في التجسس على إيران إلى القلق الذي يساور نتنياهو نفسه، والذي يخشى من العواقب التي قد تترتب على اكتشاف العمليات السرية أو أن تنحرف أي عمليات سرية عن مسارها. وذكرت المجلة الأمريكية بأن نتنياهو كان يشغل منصب رئيس الوزراء عندما قام «الموساد» بالمحاولة الفاشلة لاغتيال زعيم حركة «حماس» الفلسطينية خالد مشعل في الأردن في 1997.

كما أشارت إلى أن عملية اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح تمت في كانون الثاني (يناير) العام 2010 في دبي، أي في عهد نتنياهو أيضًا. واوضح المسؤول الأمني «الإسرائيلي» إن نتنياهو يخشى مواجهة أي عملية استخبارية فاشلة حيث أن أي عملية استخبارية فاشلة ضد إيران من شأنها تحويل الأزمة الإيرانية، التي تحظى باهتمام دولي واسع، إلى قضية بين إيران و«إسرائيل» بوصفهما عدوين لدودين قديمين، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2178182

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178182 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40