الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012

«إسرائيل» تتلاعب بمشهد مفاوضات بغداد: هل أبدت إيران «مرونة» إزاء المطالب الغربية؟

الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012 par حلمي موسى

أبلغ رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً مغلقاً أنه إذا لم تفلح العقوبات المفروضة على إيران فإن «إسرائيل» ستعمل منفردة رغم «أنني أفضل أن يقوم الأميركيون بالعمل». وتضاربت المعلومات في «إسرائيل» بشأن ما دار في الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران والقوى العظمى الست في بغداد. وفي حين أشارت «يديعوت احرونوت» إلى أن «الخدعة الإيرانية» انكشفت وأن المفاوضات لم تحرز أي تقدم، رأت القناة العاشرة أن الجولة كانت إيجابية وأن أميركا تتوقع التقدم فقط بعد جولتين.

وفي هذه الأثناء، برز غضب أميركي على الأجواء التي يشيعها مسؤولون «إسرائيليون» في وسائل الإعلام، خصوصاً أن هذه الأجواء تثبت أن الساسة «الإسرائيليين» لم يفهموا ما سمعوه من الأميركيين عن المفاوضات.

وكتب المراسل السياسي لـ«يديعوت» شمعون شيفر أن نتنياهو أبلغ اجتماعاً أمنياً اقتصادياً مغلقاً يوم الجمعة الماضي بأنه إذا لم تحقق الضغوط الدبلوماسية هدفها فإن «إسرائيل» ستعمل ضد إيران بشكل منفرد. ونقل عنه قوله «إنني أفضل أن يقوم الأميركيون بالعمل، ولكن إذا تبين لنا أنه لا نتائج لهذا الجهد الدولي، فلا مناص من فعل ما نطلبه - لأنني ملزم بالدفاع عن الشعب اليهودي وعن سكان دولة «إسرائيل»».

وروى أحد المشاركين أن نتنياهو أعرب عن شكوكه بشأن قدرة الولايات المتحدة وممثلي القوى العظمى على التوصل مع إيران لاتفاق يرضي «إسرائيل». وبرر ذلك بأسباب بينها أن المقترح المتداول، القاضي ببقاء يورانيوم مخصب بأيدي إيران، أمر يرفضه نتنياهو من أساسه. «إذ ينبغي لإيران أن تسلم القوى العظمى كل اليورانيوم المخصب الذي تملكه، من أجل منع وضع يكون لديها فيه يورانيوم بالكمية المطلوبة لبناء قنبلة نووية». وأبدى نتنياهو طوال الاجتماع شكوكه بشأن التوصل لاتفاق مع إيران.

أما المراسل العسكري لـ«يديعوت» أليكس فيشمان فكتب أنه «بعد الجولة الأخيرة في بغداد باتت حتى المحافل الأميركية تعترف بذلك: الشك «الإسرائيلي» بالنسبة للمحادثات النووية مع إيران كان محقاً». وأشار إلى أن «جولة المباحثات الثانية بين القوى العظمى الغربية وإيران انتهت بفشل ذريع. فقد أعلنت إيران أنها ترفض طلب وقف تخصيب اليورانيوم الى 20 في المئة بل وأعلنت بأنها ستبني مفاعلاً نووياً آخر في بوشهر حتى العام 2014 وآخر قرب مدينة دارحوبين. الأميركيون لا يزالون غير يائسين من الحوار الديبلوماسي ويعلقون آمالهم على جولة المحادثات الثالثة التي ستنعقد في موسكو في منتصف حزيران المقبل. ولكن الضغط «الإسرائيلي» فعل فعله، وتقرر طرح إنذار واضح على ايران. جولة المحادثات هذه ستكون الأخيرة».

وأوضحت «يديعوت» أن المفاوضات «لم تسجل أي مرونة في الموقف الإيراني. في ضوء ذلك تقول محافل في «إسرائيل» انه يبدو ان الولايات المتحدة شريكة في التقديرات المتشائمة في القدس وبموجبها لن يخرج شيء من المسار الديبلوماسي لأن حكم الرئيس محمود احمدي نجاد معني فقط بكسب الوقت والتخفيف من العقوبات. وقالت هذه المحافل «خسارة ان القوى العظمى لا تستخلص الاستنتاجات اللازمة». وبدلا من ذلك تعطي ايران شهراً آخر لمواصلة تخصيب اليورانيوم».

وخلصت الصحيفة إلى أن «خيبة الامل من الايرانيين قادت ضمن امور اخرى الى محاولة اميركية لمصالحة «إسرائيل»، وفي اطارها وصل الى البلاد عشية العيد مباشرة من بغداد مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية، ويندي شيرمن. شيرمن وضعت «إسرائيل» بشكل حميم في صورة تفاصيل المفاوضات كي تثبت ان الولايات المتحدة تدير المحادثات بيد عليا، ولا حاجة الى الوجود».

وقد أثارت التسريبات الرسمية «الإسرائيلية» هذه لوسائل الإعلام غضب المسؤولين الأميركيين، وفق القناة العاشرة في التلفزيون «الإسرائيلي». وأشار المراسل العسكري للقناة إلى أنه خلافاً لما تشيعه الأوساط «الإسرائيلية» يؤكد الأميركيون أن إيران أبدت مرونة لكنها لم تكن كافية لتحقيق التقدم. ولكن تكتيك المفاوض لم يكن التسرع في التوصل إلى اتفاق مع إيران لأن الإدارة الأميركية تريد للإيرانيين أن يبدو مرونة أكثر في الجولة الثالثة في موسكو بعد أن تكون العقوبات الشديدة قد دخلت حيز التنفيذ. ويرفض الأميركيون الحديث «الإسرائيلي» عن فشل المفاوضات أو عن خدعة إيرانية، ويقولون إنه إذا كان الساسة «الإسرائيليون» قد فهموا كلامنا على هذا النحو فهذه مشكلتهم.

وكان طاقم المفاوضات الأميركي إلى المحادثات مع الإيرانيين قد وصل يوم الجمعة الماضي إلى «تل أبيب» مباشرة من بغداد قبل أن يتوجه إلى العاصمة الأميركية. واجتمعت رئيسة الوفد نائبة وزيرة الخارجية ويندي شيرمن ومسؤولين في مجلس الأمن القومي عن الملف النووي الإيراني غاري سايمور وفونيت تالفار مباشرة مع وزير الدفاع «الإسرائيلي» إيهود باراك ومستشار الأمن القومي يعقوب عاميدرور وعدد من كبار المسؤولين «الإسرائيليين» ذوي الاختصاص في الشأن الإيراني. وقدم الوفد الأميركي «للإسرائيليين» طوال ساعات تقريراً مفصلاً عما جرى وعن التوقعات المستقبلية.

وكان الأميركيون معنيين سواء مع المسؤولين أو الصحافيين «الإسرائيليين» بالإشارة إلى أن لا خلاف جدياً بين الموقفين الأميركي و«الإسرائيلي» بشأن إيران. ولكن «الإسرائيليين» ظلوا يرددون أن لا خلاف مع أميركا حول أن إيران خطر على السلم العالمي ويجب منعها من امتلاك سلاح نووي. ويدور الخلاف حول المطالب من إيران التي لا ترى «إسرائيل» أن أميركا تتشدد فيها كما ينبغي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2165263

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165263 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010