الجمعة 1 حزيران (يونيو) 2012

مؤرخ يُغرّد خارج السرب: المهمة الرئيسيّة للجيش «الإسرائيليّ» المدجج بخيرة السلاح الأمريكيّ أصبحت قمع الفلسطينيين

الجمعة 1 حزيران (يونيو) 2012 par زهير أندراوس

قال البروفيسور التحرري والتقدّمي، شلومو زاند، الذي تلقى في الفترة الأخيرة تهديدات على حياته، في محاضرة ألقاها خلال مؤتمر نظّمته جامعة «تل أبيب»، قال إنّه منذ بداية الاستيطان اليهودي - الصهيوني في فلسطين منذ أكثر من قرن من الزمن، كانت الحركة الصهيونية ودولة «إسرائيل» فيما بعد، تنظر إلى نفسها كأقلية مضطهدة وضعيفة تبحث لنفسها عن مكان تحت الشمس تلوذ به، ونجح المشروع الصهيوني نجاحاً باهراً في توطيد أقدامه في فلسطين واستطاع أن يبني له دولة يهودية صغيرة في سويداء قلب العالم العربي، وعلى حساب مواطنين عرب يفوقونهم عدداً.

منذ بداية الاستيطان أيضاً، كانت الحركة الصهيونية تشهر بيمينها صك امتلاك لفلسطين، ألا وهو كتاب التوراة، وتحمل في جعبتها ذكريات المجازر الأوروبية، والنازية منها على وجه الخصوص، لافتاً إلى أنّه لم يعد هناك اليوم أدنى شك لدى المؤرخين أن القوة العسكرية للمواطنين اليهود في سنة 1948 فاقت كثيراً مجموع ما يمتلكه العرب من القوة في ذلك الوقت، رغم أن الصورة التي غرستها الزعامة الصهيونية في أذهان رعاياها كانت على النقيض من ذلك.

وزاد: تعاظمت القوة الضاربة للجيش «الإسرائيلي» باطراد، بواسطة السلاح الفرنسي في بداية الأمر، ثم الأمريكي فيما بعد، واستطاع التغلب على الجيوش العربية، علينا أن نعترف أن المهمة الرئيسة للجيش «الإسرائيلي» المدجج بخيرة السلاح الأمريكي (من طائرات مختلفة الأنواع والأحجام ومن الصواريخ المختلفة ومن الدبابات المتطورة حتى دروع الجنود) أصبحت قمع المواطنين الفلسطينيين الذين يتجرؤون على مقاومة الظلم الذي يتعرضون له، وإخضاعهم وقهرهم بكل الوسائل، ونوّه إلى أنّ كثيراً ما سمعنا المتحدثين باسم حكومة «إسرائيل»، ومعهم العديد من «الإسرائيليين» ومن أنصار «إسرائيل» في كل مكان ومنهم بعض العرب، يرددون القول التالي: من حق كل دولة أن تدافع عن حدودها وعن مواطنيها عندما تتعرض للاعتداء وتصبح مدنها وقراها عرضة لإطلاق الصواريخ، ولكنّ البروفيسور زاند يرد على هذا الزعم قائلاً: أليس من حق كل ذي عقل أن يتساءل: تكاد كل دول العالم تعرف حدودها، فهل من «إسرائيلي» أو أي واحد من أنصار «إسرائيل» يستطيع أن يدلنا على حدود «إسرائيل»؟ وأشار إلى أنّ الدولة العبريّة لا تخضع للقوانين والأعراف الدولية المألوفة، فهي دولة دون حدود. حتى لو عدنا إلى «الصك التوراتي» الذي يقول إن أرض الميعاد التي «منحها» الله لبني إسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات لما كان في وسع أكثر المؤمنين به غُلُوّا أن يدلنا على تلك الحدود.

وتابع أنّه بعد حرب حزيران 67 أصبحت جميع أراضى فلسطين من النهر حتى البحر تحت سيطرة «إسرائيل» ومعها سيناء وهضبة الجولان السورية، وبدأت «تل أبيب» في إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن تعلن عن ضم تلك المناطق إليها لكي لا تضطر لمنح سكانها الفلسطينيين حقوقاً مدنية، لكي تبقيهم خاضعين للقوانين العسكرية، والتعسف والخسف دون رقيب أو حسيب.

وبرأيه، فإنّه حتى عام 2002 ظلت «إسرائيل» تزعم باستمرار أن عدم اعتراف الدول العربية بها هو المبرر لاستمرارها بالتشبث بما احتلته من الأراضي العربية، مشدداً على أنّه ما من شك أن تلك الذريعة الواهية سقطت، بعد المبادرة العربية التي تجاهلها حكّام الدولة العبريّة واستمروا في تعزيز الاستيطان في الأراضي المحتلة واستمروا في إقامة الجدار العازل، لنهب المزيد من الأراضي القليلة التي بقيت للفلسطينيين، كما استمر الجيش في حراسة تلك المستوطنات وتقطيع أوصال الضفة الغربية بمئات الحواجز التي حولت حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق.

ولفت أيضاً إلى أنّ «إسرائيل» تدّعي أنّه رغم انسحابها من غزة، استمر الفلسطينيون في اعتداءاتهم عليها. الحقيقة هي، أن «إسرائيل» سحبت جيشها من غزة دون أن تعطي لسكانها أية سلطة حتى ولا الوهمية منها، لقد جعلت منها سجنا، تتحكم «إسرائيل» في جميع نواحي الحياة لسكانه، تقطع عنهم الإمدادات الحيوية متى تشاء وتغلق المعابر متى تشاء، حتى صيادو السمك يحرمون من ممارسة عملهم دون أذية ودون تضييق الخناق عليهم من البحرية «الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن الغاية التي يضمرها القادة «الإسرائيليون» هي إقامة سجنين شبيهين لغزة في الضفة الغربية والقضاء على فرصة إقامة دولة فلسطينية تتوفر لها أدنى حاجات العيش، بل مخيمات كبيرة يسعى سكانها للفرار منها لأنها لا يمكن أن توفر لهم العيش الكريم، كما أنّهم يرفضون أي نوع من التساوي بينهم وبين الفلسطينيين حتى على الورق، لذلك يبقى حق الدفاع عن النفس حكراً على «إسرائيل» أما داود الفلسطيني فعليه أن يبقى تحت رحمة جوليات «الإسرائيلي». «إسرائيل» تسعى منذ عهد طويل لسحق الفلسطينيين وإذلالهم بحيث لا يجرؤوا حتى على التفكير في المقاومة. من الجدير بالذكر أن الغاية من انسحاب ارييل شارون من غزة دون اتفاق مع الفلسطينيين كانت للحؤول دون قيام مفاوضات جدية تفضي إلى الانسحاب من الضفة الغربية والقدس العربية وقيام دولة فلسطينية قادرة على النهوض بشعبها، وهذا يشبه انسحاب إيهود باراك من لبنان دون إبرام اتفاقية تضطره للانسحاب من هضبة الجولان.

وختم قائلاً: لا شك أن سكان جنوب «إسرائيل» الذين يتعرضون للقذائف الصاروخية وغيرها، يدفعون اليوم ثمن الاحتفاظ بالأرض المحتلة والمستوطنات وتوفير الأمن والرخاء للمستوطنين، على حد قوله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2178515

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178515 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40