الجمعة 22 حزيران (يونيو) 2012
واشنطن تغتنم انشقاق الطيار إلى الأردن لتتوعد الجيش...

موسكو: النظام العالمي تحدّده التسوية في سوريا

الجمعة 22 حزيران (يونيو) 2012

استفاضت التصريحات الروسية أمس، في التأكيد على موقف موسكو من رفض أي خطة لسوريا تشترط التنحية المسبقة للرئيس بشار الأسد، على أساس ان الانتخابات الأخيرة في سوريا أثبتت أن نصف السوريين صوّتوا للأسد وسياسته. كما كان لافتا الموقف الروسي القائل إن نتيجة الأزمة السورية، ستحدّد شكل «النظام العالمي» المقبل.

لكن انشقاق طيار سوري مع طائرته الروسية الصنع وفراره إلى الأردن الذي منحه اللجوء السياسي، غذيا الخطاب الأميركي الذي استفاد من هذا التطور اللافت ليدعو الجيش السوري إلى التمرد، مهدداً عناصره ضمنياً بملاحقات مستقبلية إذا ظلوا على ولائهم. أما دمشق فاعتبرت الطيار «خائناً» وطالبت السلطات الأردنية باستعادة الطائرة.

وقالت مصادر صحفية ان تشكيلة الحكومة السورية الجديدة ستعلن خلال اليومين المقبلين، وستضم قدري جميل نائباً لرئيس الحكومة، وعلي حيدر وزيراً لشؤون المصالحة الوطنية.

وبينما يعقد المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان مؤتمر صحافياً مشتركاً اليوم مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان 120 قتيلاً معظمهم من المدنيين سقطوا في سوريا أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة في مناطق عدة أبرزها ريف الشام وادلب، في ظل قصف شديد تشهده مناطق محافظة حمص ودرعا وريف حلب ودير الزور.

[rouge]روسيا [/rouge]

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أجرى اتصالاً هاتفياً مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، خلال لقاء مع إذاعة «صدى موسكو» إنه «من الواضح ان الآلية التي تنص، قبل ان يحدث أي شيء من حيث وقف العنف، على رحيل الرئيس الأسد، منذ البداية غير قابلة للتنفيذ، لأنه لن يذهب، إذ كيفما كان الموقف من الانتخابات الماضية، فقد انتخب نصف السوريين على الأقل ـ وهم الذين لأسباب مختلفة يربطون به (الأسد) مستقبلهم وأمنهم ـ الأسد وشخصه وحزبه وسياسته».

وشدد لافروف على «أنهم (السوريين) يتخوفون من... مجيء متطرفين إسلاميين الى السلطة... ومصير العلويين والدروز والأكراد والمسيحيين بالأخص يقلقنا». وشدد لافروف مجدداً على ان روسيا لا تتمسك بالأسد وإنما تنطلق من ان «مصيره يجب ان يحل من خلال حوار سوري عام».

واعتبر لافروف ان الأسد لن يجلس بنفسه الى طاولة المفاوضات مع المعارضة قائلاً: «لا اعتقد ان الأسد سيجلس بنفسه الى طاولة المفاوضات، إذ انه في شباط الماضي، حين زرت مع مدير هيئة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف دمشق، قال انه فوض نائبه فاروق الشرع إجراء اتصالات من أي نوع مع المعارضة وحـول أي مسائل»، مضيفاً انه «لم يتم سحب هذا التفويض، إذ أكد لنا السوريون مجدداً هذا منذ فترة قريبة».

وأشار الى «ان غالبية المجموعات المعارضة (السورية) التي نتصل بها، قالت لنا ان هذه الشخصية (الشرع) مقبولة لهم أيضاً لذا لا أرى هنا أي تعارضات». ونوه لافروف بأن «ما نجري الآن حوله نقاشاً مع شركائنا الغربيين والإقليميين هو حول كيفية تفعيل العامل الخارجي لإنهاء الأزمة، فذلك موقف واقعي (قاصداً المؤتمر الدولي حول سوريا الذي دعت إليه روسيا)، وان كان لا يضمن نجاحاً كاملاً، إلا انه يشكل فرصة واقعية تقدر ان تأتي بنتيجة».

وعلق الوزير الروسي على اجتماع مجموعة الاتصال المقرر انعقاده في جنيف في 30 حزيران الحالي، قائلاً إنه يجب ان تشارك في المؤتمر دول عربية محورية مثل السعودية وقطر، وكذلك إيران.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «من الواضح تماماً أن الوضع السوري مرتبط بأسس النظام العالمي المستقبلي، وكيفية تسوية الوضع في سوريا ستحدد إلى حد كبير كيف سيكون هيكل نظام الأمن الدولي الجديد والوضع في العالم عموماً». وقال المتحدث الروسي إن وزارة الخارجية الروسية تنصح الروس بعدم السفر إلى سوريا للسياحة أو لأي غرض آخر.

وأعلن لوكاشيفيتش أن السفينة التي أرغمت على العودة الى روسيا، قبالة سواحل اسكتلندا تنقل فعلاً مروحيات وسترفع العلم الروسي لتجنب اعتراضها خلال توجهها الى سوريا. وقال ان «سفينة الشحن أبحرت في 11 حزيران الماضي وتنقل خصوصاً مروحيات من نوع ام-25 تعود ملكيتها للجانب السوري ومن المفترض تسليمها الى سوريا بعد أعمال إصلاح».

في المقابل، ذكرت تقارير صحافية ان بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا عرضاً يمكن تقديمه للأسد يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية إذا ما تنحى في إطار اتفاق حول إجراء عملية انتقال سياسي. ورداً على ما جاء في تقارير الصحف البريطانية نقلاً عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لم تكشف عن هوياتهم، قالت وزارة الخارجية البريطانية انه «لا يوجد عرض جديد» مطروح على الطاولة.

وقالت صحيفة «الغارديان» ان مناقشة هذه المبادرة المحتملة جاءت بعد ان تلقى الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشجيعاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات في قمة مجموعة العشرين التي جرت في المكسيك.

[rouge]الطيار [/rouge]

وفر قائد مقاتلة سورية من طراز «ميغ 21» بطائرته عبر الحدود إلى الأردن وحصل على اللجوء السياسي في أول عملية فرار بطائرة من سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات. وقال مسؤولون ان الطيار هبط بالطائرة في قاعدة الملك حسين الجوية العسكرية على بعد 80 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من عمَّان وطلب اللجوء السياسي. وقال وزير الدولة الأردني للإعلام سميح المعايطة إن بلاده منحت حق اللجوء السياسي للطيار السوري.

وقال التلفزيون الحكومي السوري ان الطيار المنشق هو العقيد حسن الحمادة. وقال ان الاتصال انقطع مع طائرته عندما كان في مهمة تدريب قرب الحدود مع الأردن. وقال بيان صادر عن الوزارة إنها «تعتبر الطيار المذكور فاراً من الخدمة وخائناً لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة». وتابع البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العربية السورية «يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من أجل ترتيب استعادة الطائرة».

وقالت مصادر في المعارضة ان الحمادة (44 عاماً) من محافظة ادلب وانه قام بتهريب أسرته إلى تركيا قبل انشقاقه. وقال نشطاء معارضون تحدثوا إلى أسرته ان بلدته كفر تخاريم تعرضت لهجمات متكررة على مدار الأشهر الماضية وعانت من قصف مكثف بالمدفعية والمروحيات في الأيام القليلة الماضية.

في المقابل، قال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد ان الولايات المتحدة ترى «دوراً ثميناً ومهماً» للجيش السوري في مستقبل سوريا ديموقراطية. وأضاف «لسوء الحظ فان معظم عناصر الجيش السوري يتصرفون كقوة رئيسية في زعزعة الاستقرار». وقال انه إضافة الى ذلك فإن «عناصر رئيسية محددة» في الجيش لعبت في أوقات كثيرة دوراً كبيراً في «حملة التعذيب والرعب التي يقوم بها الأسد»، وأضاف أنهم كذلك «دعموا مجازر الشبيحة في مدن الحفة والحولة».

وأضاف فورد ان على الضباط والجنود ان «يختاروا: هل يريدون تعريض أنفسهم للمقاضاة الجنائية بدعمهم الأعمال الهمجية التي يقوم بها نظام الأسد، أم هل يريدون المساعدة على الحفاظ على دور الجيش المحترف في سوريا ديموقراطية عن طريق دعمهم الانتقال الى ديموقراطية شاملة ومتسامحة تمثل الجميع وتحترم حقوق الإنسان والمعاملة المتساوية والعادلة لجميع شرائح الشعب السوري؟». وأشار فورد الى دعم واشنطن للمحكمة الدولية التي تنظر في قضايا في نزاعات البلقان وقال «نحن مستعدون ان نفعل نفس الشيء بالنسبة لسوريا».

[rouge]خطة أنان ومجموعة الاتصال[/rouge]

وبينما طالب روسيا بالتوقف عن تسليح سوريا، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان الجامعة العربية طلبت تعزيز مهمة كوفي انان، مبعوثها المشترك مع الأمم المتحدة الى سوريا، بشكل يتيح للأسرة الدولية «التأكد» من ان اطراف النزاع في هذا البلد تطبق خطة السلام. وأضاف «لكن من اجل تطبيق هذه الخطة، يجب القيام بخطوة جديدة من قبل مجلس الأمن، وقد يكون ذلك عبر تعزيز الضغط على النظام السوري». واعتبر ان على مجلس الأمن الدولي «عاجلاً أم آجلاً» ان يلجأ، كما ترغب الولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً، الى الفصل السابع.

وعبر بن حلي من جهة ثانية عن «تأييده» حضور إيران اجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف، مشيراً في الوقت نفسه الى ان مشاركة طهران لا تزال في مرحلة التباحث، بينما أوضح الأمين العام للجامعة نبيل العربي ان أهمية اجتماع جنيف تكمن في تميزه بمشاركة القوى الخمس الكبرى. كما كشف العربي عن بدء الاجتماعات التحضيرية لعقد مؤتمر موسع للمعارضة السورية في القاهرة يومي الثاني والثالث من تموز المقبل.

[rouge]-[/rouge] [bleu]وكارت الأنباء.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2181168

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181168 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 32


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40