الأحد 25 نيسان (أبريل) 2010
عباس يكرر ذات المسرحية الهزلية في اجتماع (الثوري) والإصرار على مطاردة الوهم

يستنجد بأمريكا لما أسماه (فرض حل الصراع) مع العدو الصهيوني وأمريكا تدعوه لزيارتها

وميتشيل يفشل في إلغاء مسيرة للصهاينة في سلوان
الأحد 25 نيسان (أبريل) 2010

فيما فشل متشل في إلغاء مسيرة لقطعان الصهاينة في سلوان اليوم، استجابت أمريكا لاستجداء عباس بفرض ما أسماه (حل الصراع) مع العدو الصهيوني على طريقتها بدعوته لزيارتها في أيار القادم.

وكان عباس قد أعاد ذات الأداء المسرحي الهزلي إياه في إظهار لوعته على السلام الذي ترفضه حكومة الكيان الصهيوني جملة وتفصيلا إلا وفق رؤيتها بوظيفية جسم سكاني خادم لمشاريعها الاستراتيجية على أن يسبق ذلك تنازل رسمي عن حقوق الشعب الفلسطيني كافة يقدمه عباس أو أي من تركيبة قراصنة القرار الوطني الفلسطيني في مقاطعة رام الله المغتصبة.

وأفادت اليوم وكالة (ا.ف.ب) بأن دعوة وجهت لعباس على لسان صائب عريقات إذ قالت الوكالة(صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاحد لوكالة فرانس برس ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعي لزيارة الولايات المتحدة في ايار/مايو المقبل للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما.وقال عريقات ان المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل دعا الرئيس عباس لزيارة الولايات المتحدة في ايار/مايو وقبل عباس هذه الدعوة.ولم يحدد بعد اي موعد لهذه الزيارة كما اوضح مكتب الرئاسة الفلسطينية.وامام استحالة تحريك مفاوضات السلام المباشرة التي قطعت في نهاية 2008، توصلت الولايات المتحدة الى دفع الفلسطينيين والاسرائيليين للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة بوساطة ميتشل.والتقى ميتشل الجمعة والسبت القادة الفلسطينيين وسيعقد لقاءات جديدة مع مسؤولين فلسطينيين الاحد في رام الله (الضفة الغربية) قبل ان يغادر المنطقة.ويعقد ميتشل اجتماعا صباح الاحد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد لقاء اول الجمعة.
وبعد محادثات مع ميتشل قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان “محادثات غير مباشرة يمكن ان تطلق خلال اسبوعين” بين الفلسطينيين والاسرائيليين.وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان نتانياهو قد يدعى منتصف اذار/مارس الى البيت الابيض، مشيرة الى ان هذه اللقاءات ستطلق رسميا المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.).

فيما كان عباس قد ألقى خطابا أمام اجتماع (ثوري) مقاطعته قال فيه :

ينعقد مجلسكم الثوري في دورته العادية الثالثة، ونحن نمر في منعطف خطير عنوانه الأساس هل ستكون هناك عملية سلام جادة تفضي إلى رحيل الاحتلال عن أرضنا بجميع أشكاله العسكرية والاستيطانية وإنهاء الصراع؟ أم أننا سنشهد انتكاسة جديدة لكل المساعي والجهود السلمية، وهي انتكاسة ستكون الأخطر على مستقبلنا ومستقبل المنطقة وشعوبها ودولها كافة، وما يترتب على ذلك من انعكاسات على الوضع الدولي برمته.

لقد حاولنا بجميع السبل، وبكل أشكال المرونة المستطاعة أن نسهل الطريق أمام الجهود الدولية وفي المقدمة المساعي الأميركية التي تحظى بتأييد دولي شامل، إلى حد القبول بالمفاوضات غير المباشرة وسعينا مع أشقائنا حتى يكون قرارنا في هذا الشأن مدعوماً بموقف عربي شامل. وقد تجلى ذلك أخيراً في قرارات قمة سرت في الجماهيرية الليبية. وقبل ذلك شاركتنا لجنة المتابعة العربية بدولها مجتمعة ومنفردة في
اجتياز العديد من العقبات اتخذنا بموجبها قرارات صعبة وفي مقدمتها إعطاء فرصة جديدة لاستئناف العملية السياسية، ومساندة جهود إدارة الرئيس الأميركي أوباما واللجنة الرباعية الدولية، حتى تبدأ مسيرة السلام من جديد.

ومع كل توجه إيجابي أظهرناه، نحن وأشقاؤنا العرب، كان التعنت والرفض الإسرائيلي يزداد غلواً وتطرفاً، من خلال المواقف التي تمسكت باستمرار الاستيطان على أوسع نطاق عبر ما يسمى تجزئة وقف الاستيطان واستثناء القدس من ذلك الوقف، الأمر الذي كشف مرة أخرى ولكن بشكل غير مسبوق للعالم بأسره، أن المشكلة تكمن في أن الموقف الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى استمرار الاستيطان وتغيير معالم الأرض وابتلاع المزيد منها مما يفقد المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة جدواها، وإنما يسعى أيضاً إلى تعطيل هذه الفرصة الاستثنائية التاريخية لتحقيق السلام، تحت ستار حجج وذرائع شتى واهية بعضها يتعلق بالوضع الداخلي في إسرائيل وبعضها الآخر ذو طابع فني وإداري. ولكن المحصلة في الموقف الإسرائيلي هي التمسك بالاحتلال والتوسع والتهويد، وصولاً إلى تكريس وتعميم نظام فصل عنصري كامل، واستبدادي احتلالي شامل على شعبنا بأسره، بالرغم من الإرادة الدولية والتوجهات المخلصة لعالمنا العربي كما أكدتها مبادرة السلام العربية.

ويحضرني اليوم، من موقعي رئيساً لدولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية، المسلسل الذي ابتدأ منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل حوالي سبعة عشر عاماً وحتى يومنا هذا، بما تخلله من قضم تدريجي للاتفاقات الموقعة وانتهاك متواصل لبنودها واحدة تلو الأخرى، حتى الرفض الصريح لتطبيق خطة خارطة الطريق من خلال اختراع حجج وذرائع وطرح اشتراطات تعجيزية، وكل ذلك من أجل إطالة عمر الاحتلال وتكريس وقائع استيطانية في القدس والضفة بجميع أرجائهما، وإقامة حزام أمني حول قطاع غزة يقتطع ما يوازي خمس أراضي القطاع.

ولابد أنكم تذكرون، كما يذكر العالم كله أننا وقّعنا اتفاقات أوسلو في مطلع التسعينات، في ذات الوقت الذي وقّع فيه أصدقاؤنا في جنوب أفريقيا على الاتفاق التاريخي الذي تضمن تسويةً كبرى ينتهي بموجبها نظام التفرقة العنصرية إلى الأبد، وهو النظام الذي شكّلَ عاراً على الإنسانية لا مثيل له. ومن المفارقات الكبرى أننا في الوقت الذي صار العالم يعتبر النظام العنصري في جنوب أفريقيا مجرد ذكريات بغيضة عفا عليها الزمن، فإن النظام العنصري عندنا في بلدنا فلسطين يتكرس ويتسع نطاق نفوذه وممارساته عبر الاحتلال العسكري المباشر، والقوانين والإجراءات وقرارات المصادرة للأرض، وتهويد الأماكن الدينية والمقدسات عنوة وآخرها قرار التهجير القسري لمن يعتبرهم الاحتلال متسللين في أرضهم ووطنهم.

وحتى لا أتهم بالمبالغة في وصف ما يقوم به الاحتلال، وما يشكل جزءاً أساساً من طبيعته العنصرية، فإني أطرح السؤال على العالم بأسره وعلى شعب إسرائيل ذاتها: أين يوجد في عالم اليوم وضع يشبه وضع فلسطين ومعاناتها من الاحتلال الإسرائيلي، حيث يحق لفرد أو مجموعة أن يستولوا على بيوت الآخرين ويطردوهم منها، لمجرد كونهم إسرائيليين يحظون بحماية القوة الغاشمة الاحتلالية ولمجرد كون ضحاياهم فلسطينيين من أبناء هذه الأرض التي عمروها هم وأجدادهم ويتمسكون بالبقاء فيها لأن جذورهم ضاربة فيها ولا أرض لهم غيرها ولا وطن آخر لهم سواها أي لا يوجد وطن بديل ولا نقبل الوطن البديل ومن يتحدث عن الوطن البديل فهو يريد بذلك أن يخرب كل شيء ويحمل الأمور ما لا يحتمل وأن فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين وسوريا للسوريين، نرجو أن لا يفهمنا احد خطأ فهذا هو موقفنا. وهذا لا ينطبق على الطرد من البيوت وحدها، بل كذلك الطرد من أحياء وأراضٍ شاسعة. وتمتد الإجراءات العنصرية لتشمل التعدي على المقدسات والأماكن الدينية التي يجري تغيير معالمها وأسمائها وتزوير تاريخها، وكما كان يجري في الحقب المظلمة في القرون الوسطى في عهد الحروب الدينية وفي زمن إحلال شعوب مكان أخرى.

لقد نجحت تجربة جنوب أفريقيا في الخلاص من نظام التفرقة العنصرية، ليس فقط بفعل توافر مناخ دولي وإرادة عالمية شاملة تدعم هذه الخطوة، كما هو متوافر اليوم بالنسبة لصراعنا مع الاحتلال، وإنما بسبب توفر شرط ذاتي لا غنى عنه تمثل في وجود قيادة شجاعة ذات رؤية تاريخية لدى الجانبين المتصارعين، كانت قادرة على تجاوز كل الألغام والعوائق الهائلة التي أقيمت خلال قرون بهدف أن يصبح نظام التفرقة العنصرية نظاماً أبدياً، بالفعل هذه الأيام قضيتنا تحظى بتأييد عالمي لم يسبق له مثيل من كندا حتى اليابان. نحن زرنا كل هذه الدول وسمعنا لغة واحدة وموقفا واحدا أنه آن الآون لرحيل الاحتلال، وقالوا إن الموقف الفلسطيني موقف سليم لا يمكن لأحد ان ينتقدكم أو يعتب عليكم. حتى في إسرائيل نسمع لدى كثير من الشرائح هذا الكلام، حتى استطلاعات الرأي الإسرائيلية تقول ذلك، إذن القضية تحتاج إلى قيادة شجاعة.

وأنا أتساءل اليوم، هل تتوفر لدى دولة إسرائيل تلك الشجاعة التاريخية المسؤولة، التي تدرك أن إسرائيل ستكسب على المدى المباشر والاستراتيجي من تحقيق السلام مع شعب فلسطين ومع الأمة العربية والإسلامية، أكثر بكثير مما تكسبه من التوسع الاستيطاني والاستيلاء على البيوت والأراضي والأماكن الدينية المقدسة، ومن الحواجز وجدار الفصل العنصري، ومن حصار الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، ومن تطويق القدس بالأسوار ومن تقطيع الضفة الغربية إلى أجزاء وكانتونات؟

والتي تدرك أيضا أن الاستثمار في السلام بآفاقه الرحبة يحقق انجازات ومكاسب سياسية وأمنية واقتصادية مضمونة النتائج أعلى بما لا يقاس، من الاستثمار في بناء عقارات استيطانية على أرض منهوبة من أصحابها الفلسطينيين. هذه العقارات زائلة لا محالة لأن إرادة الشعب الفلسطيني ثابتة وهذه الأرض له وملكه تاريخيا.

إنني وفي هذه اللحظة التي نمر بها، حيث علينا نحن والإسرائيليون أن نقرر أي اتجاه نختار، وحيث العالم بمجموعه يريد منا اختيار طريق السلام الحقيقي والدائم والراسخ الذي يستند إلى القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية، في هذه اللحظة أقول للإسرائيليين جميعاً نساءً ورجالاً، قوى سياسية وأحزاب، قيادات ومسؤولين في جميع المواقع، أقول لهم أن هذه هي لحظة الحقيقة، حيث علينا أن نقرر معاً مصائرنا بأنفسنا وأن نرسم مستقبلنا المشترك:- فهل تريد إسرائيل مواصلة التمسك بخيار الضم والتوسع والاحتلال الأبدي الذي لا يترك أمام شعب فلسطين مجالاً لتطبيق خياره الوطني، الذي هو كذلك خيار العالم بأسره في قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194؟ أم نريد للتاريخ أن يقرر ما يترتب على الاستيلاء على أرض الشعب الفلسطيني من خيارات ونتائج أخرى سوف تتحمل إسرائيل وقيادتها وقتها تبعاتها ونتائجها؟ وأنا أقول ذلك بكل الصراحة لأن ملايين الفلسطينيين الراسخين على أرضهم ووطنهم لن يتخلوا عنها ولن يسمحوا كما لن يسمح العالم باقتلاعهم منها مهما كلف ذلك من ثمن. عندما نتحدث عن حدود 1967 من خلال المفاوضات التي أجريناها في بعض الحقب كان بعض الإسرائيليين يقولون أنه ليس بيننا وبينكم حدود دولية كما هي الحدود مع مصر وسوريا والأردن، إنما بيننا وبينكم توجد خطوط هدنة، فقلنا لهم بيننا وبينكم حدود دولية تتمثل في قرار التقسيم، قلنا لهم عودوا لقرار التقسيم. قالوا هذا عفا عليه الزمن. قلنا لهم الضفة الغربية نريدها بمساحتها كما هي. وهناك حديث عن تعديلات طفيفة ونحن نوافق على ذلك، لكن تبقى حدود أرضنا كما هي، وإلا فعودوا إلى الشرعية الدولية. وهم في المناسبة يخرجون علينا بقرار التقسيم لماذا تأخذون قطعة من هنا وقطعة من هناك، وتقولون هذا مفيد وهذا غير مفيد. وأنا أقول الشرعية الدولية كل متكامل وإما أن يقبل كله وإما أن يرفض كله

إننا نريد استقلالنا، ولا نفكر في اللحظة الراهنة بأي حل آخر أو خيار بديل، لكن الاحتلال وممارساته والافتقار إلى الرؤية الشجاعة وإحلال المناورات والألاعيب والتهرب من مواجهة الحقيقة هو الذي يحفر الطريق لخيارات أخرى، لا نقبل بها ولا نسعى إليها كخيار الدولة الواحدة. وبهذه المناسبة، نرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة. واليوم البعض يتحدث عن خيار الدولة الواحدة لانه يوجد احباط وكل يوم يُقضم مشروع الدولتين وينتهي قراره ووجوده، حتى قرأت مؤخرا عن استطلاعات للرأي تتحدث عن ذلك. وأصبح هذا الكلام يتكلم به الناس، يتكلم به من أصيب باحباط نتيجة لعدم وجود رؤيا لدى الجانب الإسرائيلي عن دولتين، هل يريدون أن يجرونا إلى ذلك، نحن لن نجر، كما أننا وبصراحة لن نقبل الدولة ذات الحدود المؤقتة لن نقبلها بأي حال من الأحوال، وأنا أحذر من أن فكرة أو مقولة الدولة الواحدة بدأت تتسرب بين الناس لأن الأمل على أرض الواقع أصبح يتضاءل شيئا فشيئا، فالسؤال لإسرائيل هل تريدون الدولتين على حدود عام 1967 نحن جاهزون وإن كنتم لا تريدون فأنتم مسؤولون عن ما يجري بعد ذلك. لا زلنا متمسكين بهذا الخيار خيار الدولتين، أما الدولة ذات الحدود المؤقتة أرجو أن ينسوها. إذ ان خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة جاء في خطة خارطة الطريق كخيار وليس إجبار، ونحن ملتزمون بكل حرف من خطة خارطة الطريق وهم غير ملتزمين ولا يطبقون، هذه النقطة بالذات قالت خارطة الطريق هذا خيار لكم وهذا الخيار بالنسبة لنا غير مقبول.

وأود في هذا النطاق أن أؤكد على أن القدس هي عنوان السلام، وأن مصيرها لا ينفصل عن بقية الأراضي الفلسطينية، وأن إنهاء احتلالها يأتي في مقدمة القضايا التي توفر أسس الحل العادل والشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. إن كل ما يجري داخل القدس من تهويد وانتهاكات وأعمال استيطانية هو باطل... باطل... باطل من أساسه ولا يمكن القبول به كأمر واقع أو الاستسلام لنتائجه بأي حال من الأحوال.

وانطلاقاً من خطورة ما نمر به، ومن الحاجة الملحة إلى أجوبة عاجلة ذات طابع مصيري واستراتيجي فإنني أتوجه إلى جميع الأطراف بما يلي:

أولا: أتوجه إلى حركة حماس من أجل الإمعان في التفكير من جديد للخروج من دوامة الصراع والخلاف حول بعض بنود مبادرة مصر الشقيقة، حيث أنه لا يجوز في مطلق الأحوال استمرار هذا التمزق بسبب الخوف والقلق من نقطة هنا أو هنالك في تلك المبادرة. لقد حاولنا وقام أخوة لي في القيادة الفلسطينية في أكثر من مناسبة بلقاءات مع حماس، ليست شخصية وإنما بتكليف، مثل الأخوة: نبيل شعث وصخر بسيسو وعزام الأحمد من أجل أن تستمر يدنا ممدودة لهم، تعالوا إلى لحظة الحقيقة تعالوا نتفاهم إذا كانت القصة ملاحظة هنا وملاحظة هناك فأنتم غير جادين لانكم يمكن أن توقعوا وكل ذلك يمكن أن يعالج. وحاول أخوة لنا من خارج القيادة الفلسطينية ومن أشقائنا العرب إقناع حركة حماس أن التوقيع على المبادرة المصرية ليس فخاً منصوباً لهم كما يتوهمون، بل إن الفخ الحقيقي هو عدم التوقيع عليها لأن من مصلحة قوى عديدة في المنطقة وخاصة الاحتلال الإسرائيلي تكريس الانقسام بين جناحي الوطن والاستفراد بكل طرف على حدة، والإيقاع بيننا وبين أقرب أشقائنا وفي مقدمتهم مصر الشقيقة. لنخرج جميعاً من هذا الفخ، وفي اللحظة التي يتم فيها التوقيع على المبادرة المصرية سوف أقوم شخصياً برعاية الحوار الوطني واللقاء مع مختلف القيادات الفلسطينية بدون استثناء ومناقشة الملاحظات والمخاوف بروح فلسطينية وطنية منفتحة أساسها أن ما يجمعنا ويوحدنا أكبر بكثير وأعلى مما يفرقنا. إنني أقدم هذا الالتزام علناً أمام شعبنا وأمام أشقائنا العرب وكل أصدقائنا، وأدعو إلى تجاوز الصغائر والملاحظات الفرعية نحو الأمور الوطنية الكبرى والمهام الإستراتيجية الأساسية التي تنتظرنا.

وفي ذات الإطار أدعو إلى أن نعمل على تطبيق المبادرة المصرية متدرجين فيها من إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. على الاقل لدينا كمّ من الشفافية ما يسمح لنا بالتأكيد أننا أجرينا انتخابات بكل شفافية، ولديهم تجربة معنا لجنة الانتخابات التي يتحدثون عنها ولا يريدونها هي من أخرجت نتائج انتخابات 2006، وقد جاءنا رئيسها حنا ناصر قال لي أن فتح خسرت وحماس كسبت، وقلت له الآن أعلن النتيجة، نحن نؤمن بتداول السلطة لماذا هم يرفضون؟ لماذا هم خائفون من الانتخابات؟

سأدعو في أسرع وقت إلى إقامة حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها تكريس وحدانية السلطة والسلاح الشرعي الواحد وفق عقيدة أمنية واحدة تقوم على الدفاع عن الوطن والشعب واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان، وحماية المصالح الوطنية بدلاً عن المصالح الفئوية والحزبية، وأن نعمل على مشاركة الجميع مشاركة فعالة ومتوازنة في هيئات منظمة التحرير القيادية.

نحن بادرنا، عندما عرض علينا اخوتنا المصريون المصالحة، إلى التوقيع لكنهم (حماس) رفضوا. وأذكر انه قيل لنا تعالوا إلى ليبيا من أجل ان نتصالح، فقلت لماذا نذهب إلى ليبيا؟ تذهب حماس إلى القاهرة اولا، ثم نلتقي مع حماس في أي مكان. ولا أذيع سرا إذا قلت أن بعض أشقائنا العرب التقوا مع خالد مشعل، وطلبوا منه إنهاء الانقسام، وقالوا له تعال لنجتمع وبالفعل اجتمعوا مع القادة العرب، وقالوا أنه يوجد أمل. تشكك البعض بأفكار خالد مشعل والرجل الذي نقل له هذه الافكار عاد وهاتفه هل توافق على حل الدولتين كما قلت في السابق قال لا، وأنا تساءل ماذا يريدون؟ هناك قوى إقليمية لا تريد لهذه المصالحة أن تتم وأن تحصل لان لها مصالح في عدم حصولها.

إسرائيل لم تمنع أعضاء المجلس الثوري من الوصول إلى هنا بل حماس منعتهم كما سبق ان منعت اعضاء مؤتمر فتح من مغادرة غزة. لماذا ذلك رغم أن كل غزة في سجن كبير، ومن يريد المصالحة يمنع أعضاء المجلس الثوري وقبلها أعضاء المؤتمر من الوصول إلى الضفة!

لقد جربنا الانقسام ونتائجه المدمرة على الشعب والوطن وعلى تجربتنا الديمقراطية الوليدة، وعلى المستقبل والاقتصاد والحياة الآمنة لكل مواطن.

وقد آن الأوان أن نعطي فرصة لتجربة السير على طريق الوحدة بعقل مفتوح وبدون تربص كل منا بالآخر أو وضع التقدير السلبي والمخاوف من الآخر قبل كل اعتبار. إن يدي ممدودة ومعي كل شعبنا التواق للمصالحة ومعي كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. المصالحة مصلحة وطنية لنا ومصلحة لشعبنا ومصلحة لمصيرنا ومصلحة لأولئك الناس الذين يشربون المياه الملوثة في غزة. طفت كل العالم للحصول على محطات تحلية لغزة، وطالبنا أن يسمحوا للاسمنت بالدخول إلى غزة لبناء البيوت المدمرة بعد العدوان على غزة، لا أدري كيف تفكر حركة حماس، مضى سنتين على العدوان حماس تعيق اعادة الاعمار.

ثانيا: أتوجه إلى حكومة إسرائيل وأدعوها إلى اتخاذ قرار مسؤول لا يحتمل اللبس والتأويل، بوقف كل النشاطات الاستيطانية بشكل شامل في القدس... في القدس... في القدس وسائر الأرض المحتلة، من أجل البدء في مفاوضات جدية حول جميع قضايا الوضع النهائي، وبسقف زمني لا يتجاوز مدة عامين، وهي مفاوضات سوف ترعاها المجموعة الدولية والرباعية الدولية وعبر الإشراف الأميركي المباشر، وتتابعها عن كثب المجموعة العربية بكل ما لذلك من أهمية. هنا يقولون تعالوا لمفاوضات دون شروط مسبقة، ونحن نتساءل ما هي الشروط المسبقة التي وضعناها، أولا قبل خطة خارطة الطريق هناك اتفاقات بيننا وبين الإسرائيليين في كل موضع الاتفاق المرحلي عام 1995 يحرم الأعمال الأحادية الجانب التي تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية، أن ذلك اتفاق بيننا وبينهم، أن لا يجوز لأحد أن يقوم بأعمال احادية من شأنها أن تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية، إضافة إلى ذلك جاءت المبادرات التي تدعو إلى وقف الاستيطان، ونحن لا نضع شروطا مسبقة، وإنما نلتزم بالشرعيات والاتفاقات. لذلك لا ننجر وراءهم، عندما يقولون أنتم تفرضون علينا شروطا مسبقة، هم يقولون لا تأتوا بشروط مسبقة ولكنهم يريدون مفاوضات بدون القدس واللاجئين ودولة يهودية، وبعد ذلك حتى بالنسبة لموضوع الاستيطان هم يقولون أنه لا يوجد أي رئيس سابق لدى إسرائيل أوقف الاستيطان، انا اتحداهم في كل جلسة كنا نقول اوقفوا الاستيطان، واذكر أننا أكثر من مرة أوقفنا المفاوضات بسبب الاستيطان، نحن طلبنا ذلك في السابق ولكن أنتم لا تستمعون.

وفي ذات الوقت ومن أجل دعم هذه العملية ومساندتها سياسياً من قبل قطاعات الرأي العام في إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة والعالم، فإنني أدعو وبالتوازي معها إلى حوار سياسي مفتوح بين مختلف القوى والأحزاب والقيادات المسؤولة الإسرائيلية والفلسطينية، غير المفاوضات حوار مع الجميع ولا نستثني أحدا من الزعماء الإسرائيليين ولنستمع إليه وليستمع إلينا وبدون استثناء، على اساس الالتزام بحل الدولتين وبدون استثناء أي منها على أساس الالتزام بحل الدولتين ومن أجل تطبيقه عملياً على الأرض، لأن مسؤولية اتخاذ القرارات الصعبة يجب أن تكون مسؤولية الجميع، ومسؤولية المجتمع بأسره عندنا وفي إسرائيل. ونحن من جانبنا مستعدون للمباشرة في هذا الحوار المسؤول مستندين إلى أن الغالبية الساحقة من الفلسطينيين والإسرائيليين ترغب في السلام الحقيقي الثابت والراسخ، وتتوق إلى تحقيقه، من أجل مستقبل المنطقة ومستقبل أطفالنا والأجيال القادمة. وسوف أقوم بجميع الخطوات التي تقود إلى التسريع في هذا الحوار في موازاة الجهود التي أبذلها ومعي القيادة الفلسطينية جميعها لانطلاق عملية السلام، وسوف أعطي ذات القدر من الاهتمام والرعاية للحوار وللمفاوضات. انا قرأت آخر استطلاع للرأي أنه 84% من الإسرائيليين يريدون السلام يجب أن نتوجه إليهم، نحن حريصون على أبنائنا وأبنائهم لتحقيق السلام.

وفي ذات الوقت أعبر عن الرغبة في حوار مماثل ومسؤول مع قيادات مختلف التجمعات والمنظمات اليهودية في العالم والولايات المتحدة في المقدمة مع إيباك ومع من يريدون وانا عملت حوارا في الماضي مع قيادات الجاليات اليهودية في جنوب أفريقيا وفي كندا وفي أميركا اللاتينية، وصدقوني أنهم لا يعرفون الكثير عن القضية الفلسطينية ويستمعون من طرف واحد. وعندما كنت أتحدث اليهم كانوا يبدون الإيجابية، ونحن مستعدون للذهاب إلى أي مكان في العالم لتحقيق السلام. لأننا نتشارك في الرغبة في إحلال السلام على هذه الأرض المقدسة، ونأمل في توحيد أعمالنا وجهودنا من أجل تحقيقه. إننا لا نناور ولا نستعمل وسائل تكتيكية عندما يتعلق الأمر بمصيرنا الوطني والمشترك مع الإسرائيليين. وسوف يكون الحوار الذي يسير بالتوازي مع الإعداد الجدي للعملية السياسية هو ميدان الاختبار الحقيقي المتبادل لنوايا وأهداف كل طرف منا، حتى نزيل أية شكوك أو مخاوف، وحتى نتغلب على أية ذرائع وعوائق. نحن كفلسطينيين لا نضيع فرصة من اجل أن نضيع الفرصة. في كامب ديفيد أهارون ميلار قال في آخر مقال كتبه الأسبوع الماضي ’مع الاسف الشديد كانت الولايات المتحدة محاميا لإسرائيل ولم تكن وسيطا نزيها’، هذا يدل على أننا لم نضيع الوقت في ذلك الوقت وإنما الإدارة في ذلك الوقت كانت هي التي تتكلم ولم تكن وسيطا نزيها، علما أنه يصعب صنع السلام في 16 يوما، والمثل الثاني في مفاوضاتنا مع أولمرت أنا أتحدى إذا ضيعنا يوما واحدا بدون محادثات جادة. وضعنا على الطاولة كل شيء وهناك ملف أقفل وهو ملف الأمن وبالنسبة للحدود كنا نتبادل الحديث عن الخرائط، لكن في لحظة من اللحظات الرجل(اولمرت) وجهت له اتهامات وترك منصبه، إذن أين هي الفرصة التي أضعناها؟ وأين هو التكتيك واين هي المناورة؟ نحن نريد سلام ومستعدون، كفى، هذه الألاعيب من عندهم وليست من عدنا.

ثالثا: إنني أتوجه إلى الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس أوباما بالدعوة من أجل مواصلة المساعي التي تبذل لوقف الاستيطان وإطلاق المفاوضات الجادة، على الرغم من كل المعوقات والمصاعب. وإنني باسم شعبي بأسره، وأثق أنني أعبر أيضاً عن ضمير شعوب المنطقة، عندما أعلن عن التقدير الكبير للموقف الشجاع والعميق الذي تنطلق منه الإدارة الأميركية في تأكيدها بأن قيام دولة فلسطين المستقلة وحل جميع قضايا الصراع الأساسية بما فيها القدس واللاجئين والحدود والأمن هو مصلحة إستراتيجية أميركية. والأميركان اليوم يدركون أن حل مشكلة الشرق الأوسط هي مصلحة استراتيجية أميركية، وإنني أدرك أن من لديه مثل هذه الرؤية لن يتردد أو يصاب بالإحباط أمام أية مصاعب تعترض طريقه، يعني ما دمت تعتقد يا سيدي الرئيس اوباما وانتم يا أعضاء الإدارة الأميركية المحترمين بذلك، إذن فانه من واجبكم أن تحثوا الخطى للوصول نحو الحل، وأن تجدوا هذا الحل، طلبنا منهم أكثر من مرة أن يجدوا الحل، فهذه هي الشرعية الدولية وهذه هي القضايا وهذه هي رؤيتنا، وتفضلوا اوجدوا الحل.

وأريد أن أؤكد أننا قمنا بكل ما نستطيع نحن وأشقاؤنا العرب في القمة العربية، وفي لجنة المتابعة العربية، من أجل إنجاح جهود الرئيس اوباما، وسنواصل العمل بكل قوة وانفتاح إيجابي لضمان هذا النجاح، لأن من سيقطف ثماره في نهاية المطاف شعبا فلسطين وإسرائيل، وشعوب المنطقة ودولها والسلم العالمي بأسره. وكان الكل في القمة العربية عقلانيا والكل قال: أننا مع السلام وليس مع الحرب. وبالمناسبة هنا من يقول أنه ما لنا ومال العرب، هناك قرار وطني مستقل وانا أقول أن القرار الوطني المستقل لا يتعارض مع تمسكنا بمبادرة أخواننا العرب. وعندما يجتمع العرب نحن مع قرارهم ومع موقفهم وأريدهم ان يقولوا كلمتهم ورأيهم. لذلك نحن دعونا لجنة المتابعة العربية للانعقاد خلال أسبوع من أجل التشاور في كل شيء، وعندما يقرر العرب نعود إلى القيادة الفلسطينية لتقول رأيها، إنما من يقول أتركوا العرب فهذا مرفوض لانهم غطاؤنا القومي ونحن مشتركون مع أشقائنا العرب في أكثر من قضية: عندما نتكلم عن الحدود والأمن واللاجئين وعندما نتكلم عن القدس الجميع عربا ومسلمون ومسيحيون معنيون بهذه القضية، وإذن العرب لهم شأن بقضيتا لان من سيقطف ثمار السلام هم شعب فلسطين وإسرائيل وشعوب المنطقة والسلم العالمي بأسره.

وحتى نوفر شروطاً أفضل لتقدم العملية السياسية التي يرعاها الرئيس اوباما وإدارته، فإنني أدعو إلى فعالية أكبر في مساعي ودور الدول العربية الشقيقة وإلى مواصلة التمسك بالأسس التي تضمن انطلاق ونجاح العملية السياسية والمفاوضات غير المباشرة. كما أدعو المجموعة الدولية وخاصة روسيا والصين والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والقوى العالمية المؤثرة جميعها إلى تدخل أقوى لمساندة الجهود الأميركية وجهودنا الفلسطينية والعربية من خلال السعي الفعّال والذي لا يتراجع أو يتهاون في مطالبة حكومة إسرائيل بأن تتقدم نحو عملية سلام جادة تبدأ بوقف الاستيطان التام والشامل، وأن تبين المجموعة الدولية عبر جهودها المأمولة تلك، حجم المكاسب والانجازات وكذلك حجم الخسائر التي يمكن أن تلحق بإسرائيل والمنطقة في حال التقدم أو عدمه في العملية السياسية.

إن بمقدور الجهد العربي والدولي الإيجابي والمتواصل بفعالية، ودون الرضوخ أمام العقبات والمصاعب والمصالح الضيقة، أن يوفر مناخاً حقيقياً لدعم وإنجاح جهود الرئيس اوباما وإدارته.

وأريد التأكيد ومن خلال تجربة السنين الطويلة الماضية في خوض غمار عملية السلام، وكذلك من تجارب عدة لقضايا صراع قومي وإقليمي مختلفة، لا تقل صعوبة أو تعقيداً عن قضيتنا، أن التدخل الدولي القوي والمؤثر وخاصة في ظل تشابك المصالح والعلاقات في عالم اليوم، له مفعول كبير وحاسم في حل هذه الصراعات بالرغم مما كانت تبدو عليه تلك الصراعات وكأنها مستحيلة ومستعصية على الحل. إن أمام العالم بأسره فرصة كما أمامنا فرصة حتى نقبض على هذه اللحظة التاريخية لتوفير شروط حل عادل ومتوازن وقابل للديمومة. وهذا الدور الدولي يتعدى حدود الدعم المعنوي أو الاقتصادي إلى حدود توفير الظروف والضمانات المطلوبة سياسياً وأمنياً لرعاية العملية السلمية وتأمين تطبيق اتفاقية سلام شاملة مع ضمان استمرار الالتزام بها ومنع تجاوزها أو التخريب عليها من قبل أية أطراف داخلية أو إقليمية ودولية. يعني لا يكفي الدعم الاقتصادي يجب أن يكون هناك دعم سياسي وأمني، ويجب أن يشعر العالم أن هذا هو الحل الذي في مصلحتنا جميعا، ويستنفذ كل شيء من أجل فرض الحل، كما حصل في جنوب أفريقيا كل العالم ووقف والقيادات الواعدة في كل الجانبين وقفت وحلت المشكلة وكأنها لم تكون موجودة.

رابعاً: إنني أتوجه إلى شعبنا الفلسطيني من أجل الحرص التام على الطابع السلمي للمقاومة الشعبية التي يمارسها بشجاعة وتفان دفاعاً عن بيوته ومقدساته، وعن أرض آبائنا وأجدادنا الذين أفنوا أعمارهم، وكدحوا وبذلوا العرق والدم في سبيل حمايتها وصونها لنا ولأجيالنا القادمة.

لقد أكدت المقاومة الشعبية السلمية على أن شعبنا بأسره لن يتوانى عن التصدي للسياسات الجائرة ونهب الأرض والحصار ومواصلة إقامة جدار الفصل العنصري، وأن شعبنا يبقى موحداً وصامداً بالرغم من القمع والإرهاب الذي يتعرض له. في القمة خرجت بعض الاصوات للتحدث عن المقاومة العسكرية ودعم هذه المقاومة، وقلنا لهم نحن لسنا مع المقاومة العسكرية نحن مع المقاومة الشعبية، الآن حماس والأطراف الاخرى أصبحت ضد المقاومة العسكرية. كنا نقول أن الصواريخ عبثية فتجاوزونا. وقالوا أنها غير وطنية وخيانية، وصلوا إلى هذه النتيجة جيد. وقد قرأت عددا من التصريحات فيما يتعلق بأقوالهم مثل: مصلحة حيوية واستراتجية، بل انهم ذهبوا الى حد الاعتقال لمن يطلق صواريخ، إذا عندما يكون جميع الشعب الفلسطيني بكل أطيافه لا يريد هذه المقاومة إذن انتم ما شأنكم، أصحاب البيت لا يريدون مقاومة عسكرية، ’أصحاب العزا صبروا والمعزين فجروا’، وكانت النتيجة ان شطب هذا من القمة، وقالوا ادعموا الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني من اجل تحرير أراضيهم، وبالنتيجة وضعت الأمور في نصابها الصحيح.

إننا ندعو في هذا السياق تحديداً بكل وضوح إلى عدم الوقوع في فخ الاستفزاز الاحتلالي الذي يمارس ضدنا وعدم الإنجرار إليه، لأننا أصحاب قضية عادلة. أنا قرأت مقالات إسرائيلية تدعو لجلب انتفاضة لإسرائيل للخلاص من الضغط الدولي، وتقول هذه الكتابات: نحن محرجون كثيرا.

وأريد في هذا المجال أن أعبر وبغض النظر عن أية خلافات فلسطينية داخلية عن مساندتنا لكل خطوة من أجل وقف إطلاق الصواريخ وغيرها من قطاع غزة، لأن هذا يمثل مصلحة وطنية لشعبنا وحتى لا نقدم ذرائع للاحتلال لكي يستخدمها لتشديد الحصار وإلحاق المزيد من النكبات والمآسي بحق أبناء شعبنا الصامد في قطاعنا الباسل.

وفي ذات الوقت أؤكد على ضرورة العمل بكل الجهد والطاقة، من أجل تحقيق التكامل الخلاق والفعال بين مقاومتنا الشعبية السلمية وبين جهود سلطتنا الوطنية لمواصلة بناء مؤسساتنا الوطنية وتحقيق أهدافنا في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأود في هذا السياق أن أؤكد على تقديرنا لدعم كل أشقائنا العرب وجميع الجهات الدولية الصديقة لخطتنا في بناء وإقامة مؤسسات دولتنا، آملين تواصل هذا الدعم واستمراره وتوسيع نطاقه.

كما أود التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية سوف تبقى القيادة السياسية العليا وصاحبة القرار في كل ما يتصل بعملية السلام، المنظمة هي المسؤولة لا فصائل ولا حكومات ولا غيره، والمنظمة هي صاحبة القرار ونحن منذ عام 1973 إلى اليوم نحن نوقع باسم منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والمنظمة سوف تبقى عنوان كل الفلسطينيين داخل الوطن وخارجه في دفاعهم عن مشروعهم الوطني. وسنواصل العمل على تفعيل مؤسساتها وعقد اجتماعات منتظمة لمجلسها المركزي واضطلاع هيئاتها ودوائرها بدورها الفعال لحماية مصالحنا الوطنية والتعبير عنها في كل الميادين.

ختاماً.. تحية إكبار لشهدائنا العظام، وتحية صمود لأسرانا العمالقة، وعهد ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد وسعد صايل وجورج حبش وبشير البرغوثي وكل مناضل سقط أو يواصل الدرب حتى تحقيق الحرية والاستقلال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2182173

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182173 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40