السبت 23 حزيران (يونيو) 2012

الدول الكبرى وجهت تهديدات مبطنة لإيران خلال محادثات موسكو وطالبتها بأفعال ملموسة وليس أقوالا وحذرتها من أن فشل المفاوضات سيؤدي لخسارتها

السبت 23 حزيران (يونيو) 2012 par زهير أندراوس

تشهد العلاقات الأمريكية «الإسرائيلية» حراكًا كبيرا في كل مما يتعلق بالملف النووي الإيراني، الأمر الذي يؤكد، ربما، على أن «تل أبيب» وواشنطن وصلتا إلى مرحلة التصعيد الأخير ضد طهران، قبل اللجوء إلى الخيار العسكري لتدمير برنامج إيران النووي.

فبعد مرور أقل من 24 ساعة على تصريحات وزير الأمن «الإسرائيلي»، إيهود باراك، بأن الإدارة الأمريكية مصممة على منع إيران من امتلاك السلاح الذري، وأن هناك حاجة لمضاعفة وتصعيد العقوبات والضغوط الممارسة على إيران، وأن إدارة أوباما تقوم باستعدادات على الصعيد الفني والتقني لإعداد عملية عسكرية ضد إيران، ومشيرا إلى ان الوقت بدأ ينفد فيما تواصل إيران خداع العالم، ومن يعتقد أن سعي إيران نحو امتلاك القنبلة الذرية سيتوقف بفعل ضغوط اقتصادية ودبلوماسية فهو كمن يؤمن بالمعجزات، بعد مرور أقل من يوم قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الجمعة، إن الرئيس أوباما التقى أمس الأول بنائب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» شاؤول موفاز، وبحث معه جملة من القضايا الخاصة في «الشرق الأوسط» وفي مقدمتها، استئناف المفاوضات بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة فقد فاجأ أوباما، موفاز عندما طلب الانضمام لجلسة العمل بين موفاز وبين مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دوني لون، حيث أشاد أوباما بانضمام (كديما) لحكومة نتنياهو.

واعتبرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية ترى في موفاز شخصية رئيسية قادرة على تحريك مسار المفاوضات بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية، لافتة في الوقت ذاته إلى أن موفاز سيلتقي بعد عودته إلى «إسرائيل» برئيس السلطة الفلسطينية محمود عبَّاس. وفي حديث للقناة الثانية بالتلفزيون «الإسرائيلي» قال الجنرال المتقاعد موفاز إن الإدارة الأمريكية مصممة على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وأن هناك حاجة لمضاعفة وتصعيد العقوبات والضغوط الممارسة على إيران.

في السياق ذاته، قال المراسل للشؤون السياسية في صحيفة (هآرتس)، الجمعة، باراك رافيد، إنه يُستشف من شهادة أدلى بها سناتور أمريكي سابق، أن الدولة العبرية لا تملك الوسائل الكافية لضمان قدرة الجيش «الإسرائيلي» على توجيه ضربة عسكرية لإيران، وبرأيه، فإن «تل أبيب» بحاجة لتحسين قدرات مقاتلاتها الجوية على التزود بالوقود في الجو، وإلى نحو 200 قنبلة ثقيلة من طراز القنابل التي يطلق عليها في الولايات المتحدة (قنابل هدم الملاجئ المحصنة)، وزاد المراسل «الإسرائيلي» قائلاً إن السناتور الأمريكي السابق، تشارلز روب قال في شهادته هذا الأسبوع أمام لجنة فرعية للكونغرس إن هناك فجوة كبيرة بين طبيعة السلاح المتوفر للجيش «الإسرائيلي»، وبين القدرة المطلوبة لشن هجوم جوي على إيران، وفي الوقت ذاته طالب الإدارة الأمريكية بتزويد «إسرائيل» بثلاث طائرات من طراز KC1354 لتزويد الوقود في الجو، وزيادة عدد القنابل الخارقة للتحصينات تحت الأرض المتوفرة في «إسرائيل» من 100 قنبلة إلى 300، ولفت روب إلى أن أي هجوم «إسرائيلي» على منشآت الذرة الإيرانية محفوف بالمخاطر وقد يفشل في تحقيق الهدف المرجو منه، أيْ ردع إيران عن إعادة ترميم ترسانتها الذرية أو نزع قدرتها على ذلك.

وسواء نجحت العملية «الإسرائيلية» أم لا فإنه من المتوقع أن ترد إيران ومن أسماهم بوكلائها في «الشرق الأوسط»، وفي مقدمتهم «حزب الله»، بعمليات مضادة ضد «إسرائيل»، معتبرًا إن هذه العمليات قد تأتي على هيئة هجمات «إرهابية» في أنحاء مختلفة من العالم، وارتفاع حاد في أسعار النفط، معتبرا أن امتلاك إيران لأسلحة ذرية سيكون أشد خطراً، على حد تعبيره.

وبرأي السناتور روب فإن القيام بتعزيز القدرات «الإسرائيلية» والأمريكية في هذا المضمار من شأنه أن يساعد في زيادة فعالية الضغوط والعقوبات على إيران، مشيرا إلى أن تزويد «إسرائيل» بالطائرات والقنابل سيساعد في تهدئة المخاوف «الإسرائيلية» وإرجاء موعد تنفيذ الهجوم على إيران، على حد قوله، علاوة على ذلك، قالت الصحيفة، إن السناتور المذكور قام بإبلاغ اللجنة الأمريكية بأن واشنطن قامت بتزويد «تل أبيب» منذ العام 2006 بمئة قنبلة من الطراز المذكور، وأن «إسرائيل» بحاجة إلى 200 قنبلة و3 قنابل من نوع GBU التي يمكن إطلاقها من مقاتلات إف 15 وإف 16.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر كان قد أدلى في مقابلة الخميس قال فيها إن الدولة العبرية لا تملك القدرة على وقف البرنامج النووي الإيراني، وأنه يجب عدم السماح لها بشن هجوم على إيران، وأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تملك القدرة على إنجاز ذلك، على حد قوله، وأضاف بيكر، الذي عمل على منع «إسرائيل» من الرد على الصواريخ العراقية في حرب الخليج الأولى عام 1991، إنه يجب عدم تمكين إيران من الحصول على أسلحة نووية.

ولفت بيكر في سياق حديثه إلى أن «إسرائيل» لا تملك القدرة على وقف البرنامج النووي الإيراني، فهي تستطيع تأخيره، وسيكون للهجوم «الإسرائيلي» الكثير من الآثار الجانبية، على حد تعبيره، معتبرًا أنه إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية بالوسائل الدبلوماسية، فإن أمريكا ستضطر في نهاية المطاف إلى معالجة ذلك، وربما يكون ذلك في السنة القادمة.

على صلة بما سلف، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن دبلوماسي غربي، قالت إنه مطلع على مجريات الأمور في المحادثات بين إيران والدول الكبرى، نقلت عنه قوله أن ممثلي الدول الست الكبرى وجهوا أكثر من مرة خلال المحادثات تهديدات مبطنة وتحذيرات إلى الوفد الإيراني، تدل على أنهم غير مستعجلين ويفضلون عدم التوصل إلى اتفاق على التوصل إلى اتفاق سيء، على حد وصفه.

علاوة على ذلك، بحسب الدبلوماسي عينه، فإن ممثلي الدول العظمى أكدوا للإيرانيين على أنه لا مشكلة لديهم في وقف المفاوضات والعودة إلى بلادهم لأن ذلك لا يرتب عليهم شيئاً، أما إذا ترك الإيرانيون المفاوضات فإن لديهم الكثير ليخسروه، مشيرًا إلى أن دول مجموعة (5+1) تبنت خطاً متشدداً ورفضت طلب الإيرانيين إجراء جولة مفاوضات أخرى على المستوى السياسي، وبدلاً من ذلك قبلت هذه الدول بعقد اجتماع لقانونيين وخبراء في مجال الذرة من أجل إجراء مناقشة تفصيلية للمواقف التي طرحها الطرفان، وأوضحت الدول الكبرى للإيرانيين أنها تريد رؤية أفعال ملموسة لا مجرد كلام، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2177830

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177830 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40