السبت 23 حزيران (يونيو) 2012

الأقصى مستهدف من تحت الأرض وفوقها

السبت 23 حزيران (يونيو) 2012

احتفل العالم الإسلامي مؤخراً بذكرى الإسراء والمعراج، حيث قال عز وجل في محكم تنزيله (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) صدق الله العظيم، واليوم أصبحت هذه البقعة التي باركها الله والتي اختصها من دون غيرها لتقام فيها صلاة تجمع كل الأنبياء والرسل خلف إمامة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هدفاً لغطرسة الآلات العسكرية والجرافات «الإسرائيلية» التي تواصل حفرها وشق الأنفاق تحتها على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي، من دون أن يتحرك هذا الأخير لإنقاذ رمز مقدس في صلب عقيدته ودينه.

«الخليج» حاورت الناشط الفلسطيني حسن إسماعيل، عضو مؤسس ومتحدث إعلامي عن تجمع «أوروبيون لأجل القدس»، ليوضح لنا حقيقة الوضع في القدس عامة والأقصى خاصة في ظل الاحتلال «الإسرائيلي» الذي لم يتوان لحظة عن مواصلة إفراغ البقعة المقدسة من سكانها الأصليين ولم يوقف محركات الحفر داخل أسوار البيت المقدس وتحتها منذ عام 1967.

يستهل حسن حديثه بالإشارة إلى ما يحدث حالياً في القدس بالقول «ذكرى الإسراء والمعراج منحة ربانية لنستعيد أهمية هذا المكان في قلب العالم الإسلامي، فالقدس التي تمثل جوهرة المسلمين في خطر، وهذا الخطر محدق بالقدس أكثر من أي وقت مضى، لأن الحملة الشرسة من الاعتداءات الصهيونية على الأقصى ومحاولات تهويد القدس على أشدها وبلغت ذروتها على صعد عدة، فهناك الحفريات والأنفاق تحت الأرض واعتداءات فوق الأرض من مستوطنات ومعابد متاخمة لجدار ساحة الأقصى وتهجير قسري متواصل للفلسطينيين سكان المدينة الأصليين، حيث تجرف دولة الاحتلال بشكل يومي كل ما يعكس الطابع العربي والإسلامي للقدس، فتصادر البيوت من سكانها وتعتدي على المقابر الإسلامية، وتهدم المباني الملاصقة للحرم لتحل مكانها متاحف يهودية، وفي داخل أسوار الحرم نفسه صادرت عشرات الدونمات من جهة حائط البراق لتوسيع مكان إقامة صلاتهم، ليس هذا وحسب، فهناك تحرك عملي حثيث من قبل جيش الاحتلال من خلال تدريباتهم على مناورات عسكرية تستهدف الهجوم واقتحام المسجد الأقصى، فتسلقهم الأسوار والولوج إلى ساحة الأقصى من كل صوب، يظهر أن جيش الاحتلال يبيت النية لعملية عسكرية».

وعن فائدة التحذيرات المتكررة التي أثبتت عدم جديتها في إيقاف الحكومات «الإسرائيلية» المتعاقبة عن تهويد القدس وانتهاك حرية الأقصى يقول: «صحيح لم تفد التحذيرات لأنه حتى الساعة لم يصدر أي موقف جاد، فالعالم العربي والإسلامي يكتفي بالشجب والتنديد من دون اتخاذ أي موقف فعال وحقيقي، أقلها قطع العلاقات على سبيل المثال، ألا يستحق منا هذا المكان المقدس قطع علاقات؟ فما معناه أن تندد دولة عربية بما يفعله الصهاينة من تدنيس وهجوم على الأقصى بينما تحتفظ مع دولتهم بعلاقات وتبادل دبلوماسي؟ أمام هذا الصلف الصهيوني، وغطرسته العسكرية، يجب أن يأخذ العالم العربي والإسلامي موقفاً جاداً، فالعدو مستمر في سلوكه لأنه ببساطة لم يجد أي رد رادع للكف عن تدنيس الأقصى». وقال: «لنكن صريحين مع أنفسنا ونعترف بأن الوضع الفلسطيني ليس براء مما يحدث في القدس، فالمعاهدات والاتفاقيات التي تعقدها السلطة مع دولة الاحتلال لا يجد فيها العدو الصهيوني ما يمنعه أو يردعه عن مواصلة انتهاكاته للقدس والأقصى».

وحول الدور الذي يؤديه أهل القدس في صد المحتل يقول «أهل القدس والفلسطينيون في الأراضي المحتلة لم يقصروا، فهم مرابطون ويردون أي اعتداء على الأقصى رغم تفاوت العدد والعتاد بين المدنيين المقدسيين وجيش «إسرائيل» المدجج بالأسلحة، ولم يدخر المقدسيون وسيلة إلا استثمروها في دفاعهم، فأطلقوا حملات كثيرة ودشنوا مؤسسات ومبادرات مدنية، لكن كل هذا الجهد الشعبي من سكان القدس على ضخامته لا يكفي لرد المحتل عن فعله في ظل موقف رسمي ضعيف يشجع دولة الاحتلال على المضي قدما في تطرفها».

[rouge]هيكل مزعوم[/rouge]

وبخصوص الهدف المرجو من وراء الحفريات تحت الأقصى يقول «الهدف من الاعتداء المستمر على القدس والأقصى بمعالمه الإسلامية والمسيحية على السواء، هو تعزيز ذريعة «إسرائيل» في وجودها فوق الأراضي الفلسطينية، فالاحتلال يدعي أنها الأرض الموعودة، ولهذا يستوطنون فيها ويهاجرون إليها، ويحفرون تحتها بحجة البحث عن هيكل سليمان المزعوم، وإذا توقفوا عن الحفر فسيفقدون مبرر وجودهم كقوة محتلة في المنطقة». وأضاف «أمام تبدد روايتهم المزعومة، فلا هيكل ولا من يحزنون، وهذا ليس كلامي أنا وإنما شهادات علماء آثار وباحثين جيولوجيين من بني جلدتهم، يلجأ الاحتلال إلى التطرف للتغطية على ما يفقده من مصداقية أمام المجتمع العالمي وأمام اليهود في الغرب».

وحول ما يجب اتخاذه لوقف مسلسل اغتصاب الأراضي المقدسة يشير حسن إلى أنه أولا يجب استيعاب حقيقة أن «إسرائيل» تزداد تطرفاً يوماً بعد آخر، فمنذ عام 1967 وحتى عام 2007، تم سحب 0500 هوية من سكان القدس وفي عام 2008 فقط صادر الاحتلال 4550 وثيقة شخصية للمقدسيين، بمعنى آخر أن الاحتلال في عام واحد نزع هويات السكان بما يساوي ما تم انتزاعه منهم في عشرة أعوام خلت وهذا دليل على أن الكيان «الإسرائيلي» بدأ عملية التهويد المتسارعة لمدينة القدس والتطهير العرقي المكثف لسكانها، وهنا يظهر التحدي الحقيقي للعالم العربي والإسلامي. ولذلك «علينا أن نتوحد أولا على الصعيد الداخلي، وأقصد بذلك تفعيل المصالحة الفلسطينية وإجماعها على أهمية القدس ورفض أي مقترح لا ينص على أن القدس فلسطينية، فلا يمكن للصهاينة أن يعترفوا بمقدساتنا إذا كان يوجد بيننا من يتهاون بشأن القدس في مفاوضاته مع العدو، كما يجب على الدول العربية والإسلامية مقاطعة دولة الاحتلال ودعم المؤسسات والجهات التي تناهض وتقاوم الاحتلال مالياً وسياسياً، مع الضغط على القوى الكبرى لوضع حد لهذه الاعتداءات، وأنا على يقين لو توفرت نية عربية وإسلامية صادقة في هذا الشأن لاستطاعت وقف انتهاك حرمات الأقصى، إضافة إلى أن الشعوب العربية والإسلامية والحرة في هذا العالم يجب أن تكون متيقظة لما يحدث للقدس وللأقصى».

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر : جريدة «الخليج» الإماراتية | روما - أيمن أبو عبيد.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010